ما هي أبرز "الأخطاء" التي تؤخذ على السلطات البلجيكية المتهمة بالتراخي في عملية مكافحة الإرهاب منذ اعتداءات باريس وصولاً الى اعتداءات بروكسل قبل اسبوع؟
فيما يلي أبرز الاخطاء:
في واحدة من أكثر الاخطاء المحرجة حتى الان، افرجت السلطات البلجيكية عن رجل عرف باسم فيصل شفو بعد يومين من توجيه عدد من التهم له ومن بينها "القتل الارهابي".
وقالت النيابة انها كانت تعمل على نظرية انه يمكن ان يكون المشتبه به الثالث في التفجيرات التي هزت مطار بروكسل والذي لم تنفجر عبوته الناسفة، والذي اطلق عليه لقب "الرجل المعتمر القبعة" بعد مشاهدته في تسجيلات كاميرات المراقبة.
ووصفه وزير الهجرة ثيو فرانكن في تغريدة صباح الاثنين بانه "جهادي قذر"، ولكن بعد ساعات قالت النيابة انها افرجت عنه بسبب عدم كفاية الادلة.
تم استجواب صلاح عبد السلام المشتبه بتورطه في اعتداءات باريس التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر، لمدة ثلاث ساعات فقط في الفترة بين اعتقاله في بروكسل في 18 اذار/مارس واعتداءات 22 اذار/مارس ما يثير التساؤلات حول ما اذا كان بامكان السلطات ان تفعل المزيد للحصول على معلومات منه حول مساعديه.
وقالت النيابة انها استجوبته فقط بشان اعتداءات باريس وبعد ذلك مارس حقه في التزام الصمت.
اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بلجيكا بتجاهل تحذيرات انقرة عقب اعتقال السلطات التركية ابراهيم البكراوي قرب الحدود السورية في حزيران/يونيو 2015. والبكراوي هو احد منفذي تفجيرات مطار بروكسل.
وتم ابلاغ ضابط الاتصال في الشرطة البلجيكية في اسطنبول باعتقال البكراوي، الا انه لم يحاول الحصول على مزيد من المعلومات عنه او عن سجله.
وبعد ذلك تم ترحيل البكراوي الى هولندا بناء على طلبه، الا ان تركيا حذرت فقط السفيرين البلجيكي والهولندي في اللحظات الاخيرة بحيث لم تتمكن السلطات من الامساك به عند وصوله.
وعرض وزيران بلجيكيان من بينهما وزير العدل كوين جينس استقالتهما بعد الاتهام التركي. الا ان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل طلب منهما البقاء في مناصبهما.
البكراوي وشقيقه خالد الذي فجر نفسه في محطة قطارات مالبيك لديهما سجلات بارتكاب جرائم عنيفة. وامضى ابراهيم حكما بالسجن لمدة اربع سنوات بعد اشتباك مع الشرطة بينما قضى خالد حكما بالسجن لسرقته سيارة.
وبعد اعتداءات بروكسل، قالت النيابة انه رغم السجل الاجرامي للشقيقين، لم تكن لهما صلات واضحة بالارهاب. وفي الحقيقة فقد كانت قد صدرت مذكرة اعتقال دولية بحقهما بسبب اعتداءات باريس، كما انهما على قوائم الارهاب الاميركية.
في اليوم التالي لاعتداءات باريس، تمكن عبد السلام من الفرار الى بروكسل بالسيارة رغم ان الشرطة اوقفته عند ثلاثة حواجز في فرنسا. واتهم العديدون لاحقا بمساعدته.
وفي مرحلة ما تردد انه فر من منزل داخل قطعة اثاث. ومرة اخرى اجبرت الشرطة على تأجيل مداهمة لان القانون البلجيكي يحظر اجراء عمليات التفتيش خلال الليل.
واتضح لاحقا ان السلطات الاوروبية لم تتبادل المعلومات فيما بينها عندما تنقل عبد السلام في ارجاء اوروبا برفقة العديد من اعضاء الخلية في الاشهر التي سبقت تفجيرات باريس، رغم الشبهات التي حامت حوله وشقيقه ابراهيم، الذي فجر نفسه في حانة في العاصمة الفرنسية.
وامسك بعبد السلام اخيرا في 18 اذار/مارس على بعد مسافة قصيرة من منزل عائلته. وعثر على اثار من حمضه النووي (دي ان ايه) وبصمات اصابعه في العديد من المواقع الاخرى حول بروكسل.
وتعرضت السلطات البلجيكية للانتقادات كذلك بسبب فشلها في تعقب المتطرفين العائدين من القتال في سورية والعراق في صفوف تنظيم داعش الذي اعلن مسؤوليته عن اعتداءات باريس وبروكسل.
وكان عبد الحميد اباعود زعيم الخلية التي نفذت اعتداءات باريس والذي كان كذلك على اتصال مع خلية متطرفة تم تفكيكها في بلدة فيرفييه البلجيكية في كانون الثاني/يناير 2015، قد ظهر في شريط دعائي لتنظيم داعش يتحدث عن الوقت الذي امضاه في سورية ويتفاخر كيف تمكن من الافلات من قوات الامن الاوروبية.
وفي نيسان/ابريل 2015 ابلغت المدرسة التي كان يدرس فيها بلال حدفي احد منفذي اعتداءات باريس، عن مخاوفها بشان ارائه المتطرفة، وابلغت سلطات التعليم انه توجه الى سورية، الا ان تلك المعلومات لم تصل الى الشرطة.
اما صانع القنابل التي استخدمت في اعتداءات باريس نجيم العشرواي، الذي فجر نفسه في مطار بروكسل، فقد كان يقاتل كذلك في سورية. واصدرت الشرطة البلجيكية اشعارا بان العشراوي مطلوب قبل يوم من هجمات بروكسل.
وتردد ان الشرطة حققت مع الاخوين عبد السلام بعد ان حاول ابراهيم السفر الى سورية في 2015 اي قبل اشهر من هجمات باريس، ولكنه وصل الى تركيا فقط.
الا انه تم الافراج عن الشقيقين دون توجيه اي تهم لهما. كما لم تبلغ السلطات البلجيكية السلطات الفرنسية بالامر لان الشقيقين مواطنان فرنسيان.
تتهم السلطات البلجيكية بفشلها في معالجة التطرف خاصة في حي مولينبيك في بروكسل والذي تسكنه غالبية من المتحدرين من شمال افريقيا. والعديد من افراد خلية اعتداءات بروكسل باريس يعرفون بعضهم البعض لانهم تربوا في هذا الحي، الا انه لم تتم متابعة هذه الصلات بالشكل المطلوب.
يدور خلاف حاد بين السلطات البلجيكية حول ما اذا كان عليها وقف نظام قطارات الانفاق بعد تفجيرات المطار.
ويقول وزير الداخلية انه قرر اصدار امر وقف النظام عند الساعة 8,50 صباحا اي قبل 20 دقيقة من تفجير قطار الانفاق، الا ان الجهة المشغلة للقطارات لم تتسلم مثل هذا الامر.