عقد مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي دورات تدريبية لعددٍ من الأطباء الباحثين الذين يشاركون في تنفيذ دراسة سريرية عن فعالية دواء "سيفوبرين" في تخفيف حدة الآلام التي تصيب مرضى فقر الدم المنجلي "السكلر" أثناء نوبة المرض، في أعقاب تعديل بعض الاشتراطات التي تنطبق على المرضى المشاركين في الدراسة.
وأشار مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية عادل مذكور أن تعديل الاشتراطات جاء بعد مراجعة سجلات مرضى السكلر الذين يتعالجون في مركز أمراض الدم الوراثية التابع لمجمع السلمانية الطبي، إذ توصل أخصائي أمراض الدم الدكتور جعفر طوق بعد مسح سجلات مرضى السكلر والذين بلغ عددهم نحو 350 مريضاً، لمدة أربعة أشهر، أن الاشتراطات السابقة لقبول المرضى الذين تنطبق عليهم المواصفات للمشاركة في الدراسة كانت اشتراطات صارمة تحد من الحصول على متطوعين، لافتاً إلى أن التعديلات طالت تعديل عمر المتطوعين ليكون حتى 50 سنة كحد أقصى، بدلاً من 40 سنة، وأن يتم التأكد من التحاليل الطبية الخاصة بوظائف الكبد وعوامل تخثر الدم حرصاً على سلامة المرضى المتطوعين في الدراسة.
وأكد مذكور أن التعديلات التي أدخلت على الدراسة دخلت حيز التنفيذ بعد الحصول على الموافقات الرسمية من جميع الجهات المعنية كوزارة الصحة بمملكة البحرين والهيئة الوطنية لتنظيم المهن الطبية ولجان أخلاقيات الأبحاث بمجمع السلمانية الطبي، وأضاف أنه قد انضم ما نسبته 10 في المئة من المتطوعين للمشروع البحثي من مختلف الدول المشاركة في المشروع كهولندا وتركيا ولبنان، متوقعاً أن ينضم باقي المتطوعين إلى المشروع قريباً بعد تعديل اشتراطات قبول المرضى المتطوعين.
ومن جانبه ، أكد أخصائي أمراض الدم بمجمع السلمانية الطبي جعفر طوق أن مؤتمر الجمعية الأميركية لأمراض السكلر الذي عقد في ديسمبر الماضي، أكّد أن الأدوية التي تمنع التصاق الكويرات الحمراء المريضة أصبح الاتجاه الذي يتطرّق له العديد من الباحثين، ويعزّز إيماننا بأن الدواء "سيفوبرين" الذي تطوّره شركة "ديلافوريت" للأدوية، التابعة لمعهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم، قد يكون الحل الطبي البديل والعلاج المستقبلي الأمثل لمرضى السلكر، خصوصاً بعدما اُثبتت فعاليته في المرحلة التجريبية في تخفيف حدة الآلام التي تصيب المرضى أثناء النوبة، والتي ليس لها علاج شافٍ باستثناء المسكنات الدوائية.
وأكد طوق أن هذا النوع من الدواء سيغيّر بعد إعلان نتائج الدراسة مستقبل العلاجات لمرضى السكلر في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي يقدّر عدد مرضى السكلر فيها ما بين 250 و350 ألف مريض، فيما يتراوح عدد المصابين بالمرض في ممكلة البحرين وحدها بين 5 و7 آلاف مريض.
إلى ذلك، توقع مدير الأبحاث الطبية في شركة "ديلافوريت" الدوائية ينس كرستنسن أن تعلن نتائج الدراسة مباشرة بعد انضمام باقي المتطوعين في الدراسة لا سيما بعد تعديل اشتراطات قبول المتطوعين بعد مراجعة قاعدة البيانات التي أعدها جعفر طوق والتي أعطت صورةً دقيقةً وواضحةً عن وضع مرضى السكلر في البحرين، مثمناً في الوقت ذاته تعاون مملكة البحرين في تنفيذ هذا المشروع البحثي، وجهود جامعة الخليج العربي في مجال تنفيذ الأبحاث السريرية بمعية أهم مراكز الأبحاث المعتمد في الأبحاث السريرية مع عدد من المراكز البحثية في دول الشرق الأوسط وأوروبا كهولندا وتركيا ولبنان.
وقال كرستنسن إن هذا الحل الطبي الفعال كفيل بتقليص استنزاف الموارد الطبية للدولة، وكفيل أيضاً بتقليل معاناة المرضى وذويهم، والحد من الوفيات، إذ يعمل الدواء على تخفيف آلام المرضى لقدرته على تقليص مدة النوبة، وخفض جرعات العلاج، واختصار زمن التشافي ومدة البقاء في المستشفى، كما يساعد على تفادي التعود على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة، مما يساعد المرضى على تحسين نمط وجودة الحياة والعيش بشكل طبيعي كباقي البشر.
بدوره، شجع المدير الإقليمي لشركة اركومد الأميركية أتيلا كوفاكس المرضى على المشاركة في المشروع البحثي، معبراً عن سعادته بهذا التعاون الذي يساهم في تطوير الأبحاث الأكلينيكية التي تساعد على تطوير العلاجات لعدد من الأمراض المستعصية، خصوصاً بعدما ثبتت فعالية دواء "سيفوبرين" الواعد بعد ما طوّره باحثون من معهد كارولينسكا، بمعية أطباء هولنديين وأميركيين في المساهمة في تخفيف آلالم ملايين المرضى حول العالم، مؤكداً ثقته بقدرة التطورات التكنولوجية الحديثة على إيجاد الحلول البديلة للمرضى، بفضل استمرار البحث العلمي واستمرار التجارب السريرية.
هذا، وتمضي جامعة الخليج العربي في عقد الشراكات الدولية مع المؤسسات الطبية العالمية للتصدي للقضايا الصحية الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي، ودراسة الأمراض الوراثية السائدة في دول الخليج العربي، كجزء من دور الجامعة الاستراتيجي في التصدي للقضايا الصحية المؤرقة في المنطقة.