عاد تعقب المهاجم الثالث في مطار بروكسل اليوم الإثنين (28 مارس/ أذار 2016) إلى نقطة الصفر إثر الافراج عمن قدم بوصفه المشتبه به الرئيسي، وذلك بعد نحو اسبوع من الاعتداءات الدامية في العاصمة البلجيكية والتي خلفت 35 قتيلا.
وفي مؤشر الى ان التهديد لا يزال كبيرا، تتخذ التحقيقات حول الشبكات الجهادية بعدا اوروبيا مع اعتقالات واتهامات جديدة في الايام الاخيرة في كل من بلجيكا وايطاليا وهولندا.
لكن التحقيقات في اعتداءات 22 اذار/مارس في بروكسل تعرضت لنكسة الاثنين بعد الافراج عن فيصل شفو، المتهم الوحيد حتى الان في هذا الملف بارتكاب "عمليات اغتيال ارهابية".
واكتفت النيابة الفدرالية البلجيكية بالقول ان "المؤشرات التي أدت الى توقيف المدعو فيصل ش. لم يعززها تطور التحقيق الجاري".
ومنذ اعتقاله الخميس، كان المحققون يحاولون تأكيد فرضيتهم القائلة ان هذا الرجل الذي يقدم نفسه على انه صحافي مستقل يمكن ان يكون الشخص الثالث الذي وضع قنبلة في مطار بروكسل ولاذ بالفرار قبل ان يفجر شريكاه نفسيهما.
وقالت وسائل اعلام بلجيكية ان سائق سيارة اجرة اقل المتطرفين الثلاثة الى المطار تعرف الى شفو بوصفه "الرجل صاحب القبعة" الذي اظهرته ايضا كاميرات مراقبة الى جانب رفيقيه الانتحاريين.
وبعدما اصدرت امر بحث مرفقا بصورة، نشرت الشرطة الاثنين شريط فيديو جديدا لهذا الرجل، في محاولة للتعرف اليه.
والامر الوحيد المؤكد حتى الان هو ان الانتحاريين الثلاثة ابراهيم البكراوي ونجم العشراوي في المطار وخالد البكراوي في مترو بروكسل، مرتبطون مباشرة بالمجموعة التي قتلت 130 شخصا في باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، وخصوصا بالمشتبه به الرئيسي صلاح عبد السلام، الذي اوقف في 18 اذار/مارس في بروكسل بعد تواريه طوال اربعة اشهر عن انظار السلطات البلجيكية.
وتبنى تنظيم داعش هجمات باريس وبروكسل، فيما الشبكات التي نفذتها متداخلة.
ثلاثة متهمين في ملف ارهابي
وفي السياق نفسه، تطالب بلجيكا بتسليمها جمال الدين عوالي، وهو جزائري اعتقل السبت بناء على طلبها في ايطاليا، ويشتبه بانه زور بطاقات هوية استخدمها عدد من المنفذين المحتملين لهجمات باريس وعلى الارجح صلاح عبد السلام ايضا.
واعلن القضاء البلجيكي الاثنين توجيه تهمة "المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية" الى ثلاثة مشتبه بهم اوقفوا في اطار عملية لمكافحة الارهاب نفذتها السلطات الاحد في مدن بلجيكية عدة.
لكن النيابة الفدرالية قالت لوكالة فرانس برس ان "لا صلة مباشرة مؤكدة" بين هذه الاعتقالات والاعتداءات الدامية التي هزت بروكسل، من دون ان تدلي بمعلومات اضافية حول هذه الاعتقالات.
على خط مواز، اظهر تحقيق حول هجوم قالت فرنسا انها احبطته بعد القبض على الفرنسي رضا كريكت الخميس قرب باريس، وجود تشعبات اوروبية اضافية.
واعتقلت هولندا الاحد فرنسيا اقام في سوريا ويشتبه بان تنظيم داعش كلفه مع كريكت شن هجوم ضد فرنسا.
واتهم رجلان في بلجيكا في هذا الملف، احدهما عبد الرحمن أ. المولود في الجزائر عام 1977، والذي حكم عليه في فرنسا عام 2005 بالسجن سبع سنوات ومنع نهائيا من دخول الاراضي الفرنسية بسبب تقديمه دعما لوجستيا لقتلة القائد مسعود في أفغانستان عام 2001.
وفي بروكسل، يستأنف تكريم الضحايا بعدما اوقفته الاحد تظاهرة لنحو 300 من مثيري الشغب القوميين في ساحة البورصة. وستقام صلاة عصر الاثنين في احدى الكاتدرائيات.
وشارفت عملية التعرف على هويات الضحايا على الانتهاء. فقد عثر على 31 قتيلا في المطار وفي محطة مترو مالبيك، حددت هويات 28 منهم، فيما قضى اربعة اخرون متأثرين بجروحهم في المستشفى.
وبين القتلى الذين تم التعرف عليهم، قالت السلطات ان هناك 12 اجنبيا من ثماني جنسيات مختلفة.
خلفت الهجمات ايضا 340 جريحا بينهم 96 لا يزالون في المستشفى بحسب ما افادت وزيرة الصحة البلجيكية ماغي دي بلوك الاثنين.