لا غنى عن غابات العالم من أجل تحقيق رؤيتنا المشتركة لصالح البشر والكوكب. فالغابات تحتل مكانة محورية لتأمين رخائنا في المستقبل واستقرار المناخ العالمي. ولذلك، فإن أهداف التنمية المستدامة تدعو إلى العمل القائم على إحداث تغيير للحفاظ عليها.
وفي هذه السنة الأولى من تنفيذ خطة التنمية المستدامة بحلول العام 2030، يركز الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للغابات على دور الغابات في دعم النظم المائية، فمستجمعات المياه الحرجية توفر ثلاثة أرباع المياه العذبة المستخدمة في المزارع والمصانع والمنازل.
ويعتمد سكان المدن في بوغوتا وديربان وجاكرتا ومدريد ونيويورك وريو دي جانيرو والعديد من المدن الرئيسية الأخرى على المناطق الحرجية للحصول على جزء كبير من مياه الشرب. وعندما نقوم بحماية مستجمعات المياه الحرجية واستعادتها، يمكننا أن نوفر تكاليف بناء بنية تحتية جديدة لتنقية المياه.
ومع تزايد سكان العالم وتنامي الطلب على المياه، أصبح الحفاظ على قدرة الغابات على توفير المياه يكتسب طابعا أشد إلحاحاً. وبحلول العام 2025، سيعيش 1.8 بليون نسمة تقريباً في مناطق تعاني من شحِّ المياه المطلق، وقد يواجه ثلثا سكان العالم ظروف إجهاد مائي.
وتحتل الغابات أيضاً مكانة محورية في التصدي لتغير المناخ. وتوفر الغابات واحداً من أكثر النظم كفاءة وفعالية من حيث الكلفة لحجز الكربون وتخزينه. والاستثمار في الغابات بمثابة وثيقة تأمين للكوكب.
ولاتزال الغابات، على رغم أهميتها الحيوية، تتعرض للتجريف والتدمير. وفي كل عام، يشهد العالم خسارة 7 ملايين هكتار من الغابات الطبيعية وحرق 50 مليون هكتار من الأراضي الحرجية.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي للغابات، أدعو الحكومات والأعمال التجارية والمجتمع المدني والشركاء الآخرين إلى اعتماد سياسات وممارسات شاملة لحماية الغابات واستصلاحها والحفاظ على سلامتها من أجل مستقبلنا المشترك.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ