في العام الماضي، وفي مثل هذا الوقت (أواخر مارس/ آذار) تعرَّض الحيُّ المسيحيُّ في لاهور (باكستان)، في ختام قدّاس، لتفجير انتحاري مزدوج نفذه متطرفون إسلاميون. ويوم أمس عاد المشهد الدموي إلى لاهور وقُتل 65 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات آخرون في انفجار بمتنزه كان مزدحماً بعائلات مسيحية خرجت للاحتفال بعيد الفصح.
وقد أعلن فصيل تابع لحركة طالبان مسئوليته عن الهجوم الانتحاري، وقال هذا الفصيل إنه استهدف الأقلية المسيحية فى باكستان. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم الفصيل: «المسيحيون كانوا الهدف»، مضيفاً: «نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف بأننا دخلنا لاهور... يستطيع أن يفعل ما يشاء لكنه لن يتمكن من إيقافنا. سيواصل مقاتلونا هذه الهجمات».
نرى أن التبرير الذي تطرحه الجماعة الإرهابية التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة بسيط وقبيح جداً، وهو مشابه للتبريرات التي تطرحها الجماعات المماثلة... فببساطة وقبح تقول حركة طالبان إنها استهدفت المسيحيين، والذين تعتبرهم «كفّاراً»، وإنّ استباحة دمهم تُقرِّبُ مرتكبي الجريمة إلى الله جلّ شأنه. إنّ توصيف الضحايا بمُسمَّيات مُحدَّدة لتبرير قتلهم يُعتبَر واحداً من أخطر الانحدارات التي وصلت إليها هذه الجماعات التي تتحدث باسم الدين الإسلامي.
المصطلحات التي تطلقها الجماعات المتوحشة لا تسعى فقط للازدراء من أتباع دين أو مذهب، وإنما هي مصطلحات ملغومة تسعى لبَثّ الكراهية في القلوب، وتهدف إلى إشعال حماس نوعية مُحدَّدة من الشباب الضائع نحو العنف. الجماعات الإرهابية تستخدم مصطلحات تُسوِّغ من خلالها ممارسة القتل والإرهاب باسم الدين، اعتماداً على فتاوى قديمة وحديثة، ينتج عنها إسقاط حق الإنسان الآخر في العيش بأمن وسلام... إنّ الجريمة الأكبر هي إلصاق هذا السقوط المعنوي باسم الدين الإسلامي.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4951 - الأحد 27 مارس 2016م الموافق 18 جمادى الآخرة 1437هـ
لا ولا توجد طرفه ولا تطرف في كل من اللبراليه ولا في الإسلام ولا في الديمقراطية، فمن أين جاء التطرف؟؟؟؟
فالغرب حدث وهناك حرج من اليمين المتطرف والجمهوري كذلك
. لا يعرف أنواع التطرف في الغرب؟
سلالة الخوارج مستمرين فى كفرهم وفسقهم وفى اراقة الدماء البريئه وهم يعتقدون هم على الحق والناس اجمعهم كفار اللهم اهلكهم الكفرة المنافقين القتلة الذين دمرو اسم الاسلام بفعايلهم الشنيعة
ومن الذي صدّر الإسلام بهذه الصورة للعالم ألسنا نحن كمسلمين وكعرب حيث ألصقنا تهمة الإرهاب لنا كأمّة وللدين كدين بما فعلته بعض المذاهب التي كفّرت حتى اتباع الدين الاسلامي ممن يختلف معهم بل وذهبوا لأبعد من ذلك وهو استباحة الدماء
الذنب ذنب من اختزل الاسلام في فكره واخذ يصدّر للعالم اسلام معكوس ، اسلام اعوج، اسلام الارهاب
أحسنت دكتور منصور! مقال رائع! ...