ما عرفته في شخصية هرم الرياضة البحرينية وفاكهة دورات كأس الخليج والوجه الناصع، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طوال رئاسته اتحاد كرة القدم طوال 14 عاماً ورئيساً للجنة الأولمبية البحرينية منذ إشهارها العام 1979 ورئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، هو ما لا يعرفه الكثيرون الذين يجدون في شخصيته الرياضية، الخبير المحنك والأديب الفنان الشاعر والإداري الناجح الذي جمع من حوله الرياضيين حتى غدا في كل محطة رياضية يحط فيها سواء كانت بطولة رياضية أو اجتماعات وزارية هو النجم الأول الذي لا يشق له غبار.
فقد عرفت في شخصية الشيخ عيسى جانباً جميلاً حلو المذاق، فيه الكثير من النوادر الرياضية التي تستحق تدوينها في كتيب بعنوان: «نوادر عيسى بن راشد».
فهذه الشخصية تؤمن بالحظ والتفاؤل والتشاؤم... وقبل كل مباراة يخوضها المنتخب كان يعمل ألف حساب لذلك.
وكنا في «خليجي 6» التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة لأول مرة العام 1982 نملك منتخباً قويّاً يضم عدداً من النجوم الكبار، وكان منتخبنا يستحق لقب البطولة لولا حكم المباراة الذي احتسب هدفاً للكويت في مرمانا من كرة خرجت خارج الملعب أكثر من نصف متر!
وفي يوم مباراة منتخبنا الثالثة مع منتخب الإمارات الذي لم يهزم بعدُ وكان يحرس مرماه الحارس المتألق سعيد صلبوخ...
كان جميع أعضاء الوفد مجتمعين في فندق اللاعبين لتناول وجبة الغداء، ثم الاستعداد للذهاب إلى ملعب المباراة. وكان الشيخ عيسى، وهو رئيس الوفد، يحرص على أن يكون له جناح خاص للسكن مع اللاعبين لشعوره بأنه قريب منهم، ومطلع على أمورهم... وكنا نذهب إلى جناحه للجلوس حتى موعد المباراة. فطلب مني أن أذهب إلى غرفته الخاصة، وقال لي: «انظر إلى نظارتي... هل تجد فيها شيئا غير طبيعيٍّ»، فنظرت إلى النظارة بتمعن فلم أجد فيها ما يعيب، فقلت له: «كل شيء عادي» فأدار وجهه إلى جهة اليمين لأرى ذراع النظارة مخلوعاً. لكن الشيخ يضع الغترة بحيث لا تشاهد، فضحكت وقلت له «يا شيخ مشكلة، فإنك تجلس في المنصة الرئيسية ويحيط بك كبار الشيوخ»، قال: «أنا عارف... لكن وش أسوي لازم ألبسها... اخلي الإمارات يغلبونَّا! سألبسها حتى ولو كانت معطوبة... فأنا أشعر بالشؤم لعدم لبسها»، وبالفعل أصر على لبسها وذهب المباراة ولم يلاحظه احد وفاز منتخبنا وسجل نجم المنتخب خليل شويعر أول أهداف البطولة في مرمى «صلبوخ».
هذه دعابة من الدعابات الكثيرة التي صادفتني مع الشيخ عيسى بن راشد تدل على طيبته وتواضعه الجم الذي يندر أن تشاهده في المسئولين الكبار...
وبهذه المناسبة أكرر طلباً ذكرته أكثر من مرة وهو أن يكون للرياضة البحرينية أرشيف متكامل يحفظ تاريخها، ويحفظ تاريخ العمالقة الذين مروا بها، وأعطوها الكثير... وكل ذلك يستحق جهداً بسيطاً.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4950 - السبت 26 مارس 2016م الموافق 17 جمادى الآخرة 1437هـ
ام محمد
ذكرتنا بايام اللي كنا نتابع تلفزيون البحرين اذا قالوا بحطون مقابلة معاه مستحيل نفوتها للاخير
فكرة رائعة
اعتقد فكرة الارشيف ممكن تكون على شكل مشاريع تخرج لطلبة الالعاب الرياضية في جامعة البحرين. او رسائل الماجستير
والنعم بالشيخ عيسى بن راشد، فعلا فاكهة دورات الخليج، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اخفقت البحرين في الحصول على البطولة ولو مرة واحدة من أكثر من عشرين دورة؟!
انزين إذا مقتنع بهذا الأرشيف المتكامل على قولتك! أنت سو ؟
وثانيا ممكن تقول لنه من هم العمالقه إللي تدعيهم مروا على الرياضه البحرينيه !!!!!!!