سعدت كثيراً حينما أشرك مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، الأرجنتيني سيرخيو باتيستا لاعب نادي البسيتين الصاعد هشام منصور النايم في مباراة الأحمر أمس الأول أمام اليمن في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وكأس آسيا بالإمارات 2019، وذلك للمرة الأولى في مباراة رسمية للمنتخب، وظهر فيها اللاعب بمستوى جيد، والسعادة الأكبر أن المدرب لم يُخرج اللاعب بل ترك له المجال لخوض 90 دقيقة كاملة وهو ما يعني حصول اللاعب على جرعة كبيرة من (الثقة) التي يحتاجها مثل هؤلاء اللاعبين الذين يتواجدون منذ وقت قصير مع المنتخب.

السعادة بتواجد النايم لا تعني أننا نستاء كثيراً من وجود وجوه مكررة مع الأحمر، ولكن الآن الوقت مناسب أكثر من أي وقتٍ مضى لتجربة العديد من اللاعبين، وهم فقط يحتاجون لمثل هذه الثقة لأنهم بالفعل بدأوا يتميزون كثيراً في المباريات المحلية، وهنا لا أعني النايم فقط، بل حتى مثلاً الزلزال الرميحي هداف الدوري ونادي الحد هو الآخر من الأسماء المهمة حالياً، وقد أثبت جدارته أمام اليمن أمس الأول على رغم أنه لم يدخل إلا مع منتصف الشوط الثاني، إذ بذل مجهوداً فردياً رائعاً وأحرز الهدف الثالث.

البعض ربما يقول إن مقابلة اليمنيين ليست مقياساً للحكم على أي لاعب، ولكن الرد أن مثل هذه المباريات هي التي تمنح اللاعبين الصاعدين الثقة، إذ ليس من المعقول أن يحصلوا مباشرةً على الفرصة في مباراة ضد اليابان أو كوريا الجنوبية أو أسترالياً مثلاً، لأن حينها سنكون وكأننا نحكم بالانتحار على اللاعب، ولكن التهيئة عبر هذه اللقاءات ستكون فرصة مناسبة للاستفادة في المباريات القوية مستقبلاً.

ونؤكد في أكثر من مناسبة أن اللاعبين الذين يبرزون في الدوري المحلي يجب أن يأخذوا فرصتهم، ولابد من أن تكون الاختيارات وفق المستويات بالمباريات المحلية، ومن يهبط مستواه لابد أن يتم إبعاده مؤقتاً من أجل العمل بجدٍ أكبر على استعادة مستواه ليثبت جدارته في ارتداء قميص الأحمر، وهذا بالتأكيد لن يأتي إلا عبر المتابعة الجيدة والمستمرة لمباريات الدوري، ولكن أن يتم منح الجهاز الفني إجازة مستمرة في أوقات إقامة دورينا فهذا لن يجدي نفعاً، وستكون القائمة جاهزة في كل مرة.