تعاني الرياضة العالمية، وخصوصاً رياضة ألعاب القوى، من فضائح منشطات متتالية عصفت باللعبة وبصورتها حول العالم.
هذه الرياضة التي تمثل قيم السرعة والقوة والروح الرياضية تلوثت سمعتها كثيراً هي ورياضات أخرى في الفترة الأخيرة بعد أن طالت الفضائح المتتالية رياضيين كثراً من الوزن الثقيل.
روسيا أخذت نصيب الأسد من فضائح المنشطات حتى أن البعض ربطها بدوافع سياسية متعلقة بمحاولة ضرب صورة روسيا كدولة في العالم.
بالأمس فقط ثبت تناول أربعة عدائين روس للمنشطات وقبلهم كانت لاعبة التنس الروسية ماريا شاربوفا، التي أعلنت بنفسها سقوطها في اختبار المنشطات.
المشكلة في روسيا أن اتحاد ألعاب القوى نفسه يطبق نظاما منهجيا لتناول رياضييه المنشطات وهو يخضع حاليا لعقوبة الإيقاف التي تهدد مشاركة الرياضيين الروس في أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية (أغسطس/ آب المقبل).
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفى بنفسه أن تكون هناك علاقة سياسية للكشف عن فضائح المنشطات بالنسبة إلى الرياضيين الروس، معتبرا أن هناك أخطاء يجب علاجها.
تبقى المنشطات الآفة الأبرز التي يواجهها الرياضيون في العصر الحديث، حتى لدينا في البحرين سقط عدة عدائين في فحوص المنشطات الدولية وجردوا من ميداليات أولمبية.
الرياضي يعاني من ضغوط كبيرة قد تدفعه في نهاية المطاف إلى سلك الطريق السهل الذي يغني عن التدريبات الشاقة، ألا وهو تناول المنشطات بما يمكنه من التأدية بأفضل صورة ممكنة.
على مستوى العالم وفي البطولات العالمية هناك تشديد كبير حاليا على فحوصات المنشطات بل تؤخذ من الرياضي نفسه أكثر من عينة للتأكد خصوصاً بعد أن اعترف الكثير من الرياضيين المعتزلين في مذكراتهم بأنهم كانوا يتناولون المنشطات ومنهم متسابق الدراجات الهوائية نيل أرمسترونغ الذي احتكر البطولات العالمية لسنوات عدة، وكذلك لاعب التنس الأميركي الشهير أندريه أغاسي.
مشكلة المنشطات مشكلة دولية، وهناك وكالة عالمية معنية بمكافحتها؛ لكونها تقضي على كل القيم الرياضية النبيلة، هذه القيم التي تقوم على التنافسية والعدالة من خلال الروح الرياضية.
على المستوى العربي مازلنا نعاني من قصور كبير في مضمار مكافحة المنشطات مع أن هناك جهوداً تبذل حاليا لمواكبة هذه الحركة العالمية لمكافحة هذه الآفة، ومحليا في البحرين بدأت المؤسسة العامة للشباب والرياضة قبل عدة سنوات برنامجا لمكافحة المنشطات يقوم بفحوص دورية للاعبين بعد المباريات لكن هذا البرنامج توقف منذ مدة طويلة.
في بعض الأحيان نلحظ تفاوتاً واضحاً بين أداء بعض اللاعبين وخصوصاً المحترفين منهم في الأدوار التمهيدية عنه في الأدوار النهائية ما يستوجب فحوصا للتأكد من خلوهم من المنشطات.
تبقى هذه الآفة التي هي قريبة من المخدرات آفة تتطلب جهودا كبيرة للتخلص منها نهائيا عالميا وعربيا ومحليا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4945 - الإثنين 21 مارس 2016م الموافق 12 جمادى الآخرة 1437هـ