عزيزي مريض السكلر...
قلب أخصائي العلاج الطبيعي يضمك ويضمُ الجميع، فدوره ليس علاجياً فحسب، كبداية علينا أولاً أن نستعرض طبيعة مرض السكلر لنفهم معاً أكثر كيف يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي مساعدتك.
مرض السكلر هو عبارة عن مرض وراثي يصيب كريات الدم الحمراء فتتخذ شكلاً هلالياً، مما يسبب اضطراباً في مسار الدورة الدموية ناتجاً من تجمع كريات الدم المنجلية عند جدار الأوعية الدموية؛ وبالتالي يحدث نقصاً في ورود الدم إلى الأعضاء؛ فتزيد فرصة حدوث الالتهابات الرئوية، التهاب المسالك البولية، التهاب الأغشية الدماغية، التهابات العظم، النخر اللاوعائي للعظم، الجلطات الدماغية، آلام الجسم المختلفة... الخ.
فبالتالي إن الدور الذي يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي تقديمه يمتد ليكون علاجياً وتوعوياً ووقائياً من نكسات المرض ومضاعفاته، من خلال وضع خطة متكاملة باستخدام تقنيات مختلفة، مسلطاً كل الاهتمام فيها على زيادة جودة الحياة.
يتلخص الدور التوعوي والوقائي في التحفيز على ممارسة الرياضة والتمارين مع بقائك نشطاً قدر المستطاع، مطلقاً أنه لن يغيب عن بال أخصائي العلاج الطبيعي ظروف المرض التي تُسرع من إجهادك وتقليل مقدرتك على تحمل التمارين، فالتدريج في التمارين أساس بناء الخطة الصحيحة بدءًا بتمارين أقل حدة ثم الصعود بالمستوى مع فترات راحة تتخللها، أما في خلال نوبات المرض الحادة فإنه سيركز على إرشادك إلى اتباع استراتيجيات الاسترخاء كممارسة تمارين التنفس.
تم إثبات فعالية ممارسة رياضة المشي والتمارين الهوائية في زيادة نسبة تشبع الدم بالأوكسجين لدى مرضى فقر الدم المنجلي؛ والنتيجة هي تحسين وظائف الكلى والكبد والجهاز التنفسي والعضلي، وإعطاؤك طاقة إيجابية ونفسية عالية، فالنفسية تلعب دوراً مهماً في علاج شتى الأمراض.
من جانب آخر فإن الدور العلاجي يتشعب إلى عدة فروع وفقاً للأعراض التي يعاني منها المريض، فمشاكل الجهاز العضلي والهيكلي والعصبي يتم علاجها من خلال تمارين تقوية ومرونة للعضلات بالإضافة إلى استخدام وسائل تخفيف الألم المتاحة كالذبذبات الكهربائية واللاصق الطبي الملون، أما مشاكل الجهاز التنفسي والدوري فيتم علاجها بواسطة مجموعة من التمارين التي تستهدف تقوية عضلات القفص الصدري وتحسين كفاءة التنفس.
علاوة على ذلك، يعد العلاج الطبيعي المائي من الخيارات الجيدة التي يمكن اللجوء إليها في علاج الكثير من المشاكل، الذي يتم من خلال استخدام برك مجهزة بماء هُيئ بأن يمتاز بدرجة حرارة من شأنها أن تزيد الدورة الدموية في جميع أنحاء جسمك وتساهم في زيادة المدى الحركي، تخفيف حدة الألم، زيادة قوة عضلات الرئة وتحسين وظائفها، كما أنها تمنح عضلاتك وأنسجتك استرخاءً كافياً يؤهلها للتمارين، وللماء أيضاً خواص فيزيائية يمكن استغلالها في دواعي علاجية للجزء المغمور تحت الماء، فمثلاُ الضغط الهيدروستاتيكي وقوة الطفو للماء تجعل جسمك يتحرك أكثر سهولة وبالتالي تصبح حركة الأطراف في التمارين سهلة. مؤخراً تم إثبات أن 45 دقيقة من التمارين تحت الماء في برك العلاج الطبيعي لمدة يومين في الأسبوع على مدى خمسة أسابيع جديرٌ بإحداث التغير في حياتك.
رسالتي الأخيرة لك...
اجعلها عادة، أن ترتاد على أخصائي العلاج الطبيعي كطاقة وقائية من نكسات المرض.
استعد طاقتك!
واكسر الصعاب فنحن معك.
إقرأ أيضا لـ "معصومة السيد"العدد 4942 - الجمعة 18 مارس 2016م الموافق 09 جمادى الآخرة 1437هـ
مقال ممتاز شكرا لك على هذا المقال نعم ما تم ذكره عن التاثير الايجابي للتمارين الطبيعية والرياضة المتدرجة صحيح ودقيق. انا لدي المرض واليوم فوق الاربعين وسر نجاحي واستمراري بقوة في الحياة هو الدافع لان ابدو كالاخرين الذين لا يعانون من صعوبات هذا المرض.
والثقافة الرياضية، ومنها ثقافة التنفس، وثقافة الاكل السليم والصحي كان لها الدور الاكبر في تخطي اكثر العقبات والمضاعفات التي يتعرض لها مصاب السكلر بسبب نوبات المرض. ارجوا ان يستفيد اكبر عدد من المصابين بهذه المقالات التوعوية.