لأن 90 في المئة من سكان العالم بمختلف فئاتهم العمرية وبمختلف مستوياتهم المعيشية يعانون من مشاكل مختلفة متعلقة بصحة الفم والأسنان، ولأنها من المشاكل ذات الأهمية البالغة والتي تكاد تؤثر على أغلب أعضاء الجسم، خصص يوم العشرين من شهر مارس/ آذار من كل سنة يوماً عالمياً لصحة الفم والأسنان يتم تسليط الضوء فيه على هذه المشاكل لتوعيه العالم والمجتمعات محاولين إيجاد حلول جذرية قاطعة لخفض هذه النسبة التي تشكل خطراً كبيراً يحتل مكانة كبيرة من الأمراض العالمية.
الاهتمام بصحة الفم والأسنان ليس لضمان البعد عن الآلام والحصول على ابتسامة بيضاء مشرقة جذابة فقط، إنما للمحافظة على صحة الجسم بشكل عام والحد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة يكاد يغفل أغلب الأشخاص عنها.
صحة الجسم مرتبطة بصحة الفم صفاً بصف ويداً بيد، حيث أثبتت الدراسات وأجزمت على تلك العلاقة التي تتمثل في عدة روابط لا يمكن التهاون بها أو التقليل من شأنها. والتي تبدأ من منطلق الصحة النفسية والثقة الشخصية التي تعكسها الأسنان واللثة السليمتين الخاليتين من الالتهابات، ناهيك عن تلك الآلام التي تعكر صفو يوم ونوم معانيها، وتلك الروائح المنغصة المزعزعة للعلاقات الاجتماعية والمهددة للراحة.
ولأن بكتيريا التهابات الفم تلقي مخلفاتها بالدورة الدموية فإنها تساهم وبشكل كبير في تطور وزيادة حدة مشاكل القلب، الأوعية الدموية، الالتهابات الرئوية والسكتة الدماغية، والعكس صحيح. هذا ما قد يفسر معاناة 91 في المئة من مرضى القلب بمشاكل والتهابات باللثة. والتي تؤدي كذلك إلى عدم انتظام مستوى السكر بالدم. فعند محاربة الجهاز المناعي لبكتيريا التهابات تقوم بمهاجمة خلايا الجسم نفسه عن طريق الخطأ ظناً منها بأنها خلايا بكتيريا، ومن ضمن هذه الخلايا المحاربة تلك الموجودة بالبنكرياس المسئولة عن إنتاج الأنسولين.
كذلك فإن المرأة الحامل والتي تعاني من التهابات لثة متكررة نتيجة لزيادة الهرمونات أثناء الحمل، وفي غياب نظافة الفم والأسنان يؤدي في نهاية المطاف إلى تأثر صحة الجنين، وزنه، وقد يولد قبل أوانه، مسبباً العديد من المشاكل أيضاً.
مشاكل كبيرة لا يمكن توقعها تبدأ بإهمال بسيط وتنتهي بالتهابات وتسوسات تدمر اللثة، الأسنان، والعظام المحيطة بها إلى أن تبدأ بصب نواتجها على باقي أعضاء الجسم مسببة مشاكل كثيرة قد يتم تفاديها فقط بقليل من الاهتمام اليومي بصحة الفم والأسنان بطرق تكاد تكون بسيطة بدائية في ظل التطور الذي نعيشه، وجميعنا مسئولون عن خفض هذه النسبة للمستوى المقبول.
إقرأ أيضا لـ "زهرة النشابة"العدد 4942 - الجمعة 18 مارس 2016م الموافق 09 جمادى الآخرة 1437هـ
شكرًا لك ع المقال يادكتورة
شكراً
مقال مفيد نرجو الاستمرار
نعم اصبت فالفم هو بوابة الجسم الرئيسية والتي يدخل منها الهواء والماء والغذاء فإذا كانت البوابة وسخة وقذرة فإن قذارتها ستلوث كل ما يدخل للجسم.
لدينا نحن المسلمين سنن من ديننا الحنيف ومن نبينا محمد صلى الله عليه وآله فالمضمضة والتي يتجاهل الكثير قيمتها ولا يقوم بها بصورة صحيحة وسليم يمكنها ان تنظف الفم من بقايا الأكل العالقة .
يلي المضمضة مسألة السواك وغسل الأسنان اما بالسواك او بالفرشاة