ألا نرغب في العيش معًا، وأن تصبح الكراهية ثقافة، وتتصدر المشهد، فهي علامة من علامات البؤس الإنساني بكل تجلياته. فالكراهية صناعة، والتحريض عليها جريمة، والكارهون لا يقفون عند الكره؛ بل يحاولون نشر سموم كرههم في من حولهم بالكذب تارةً، وبالتحريض تارةً أخرى، فيتبارى الجميع في السبق، عندها تصبح ردة الفعل هي السائدة، والاستفزاز سيد الموقف وفقا لما يشير اليه جورج برناردشوا، حينما قال: «يستفزونك ليخرجوا أسوأ ما فيك، ثم يقولون هذا أنت، لا يا عزيزي، هذا ليس أنا، هذا ما تريده أنت»، عندها لا نجد للتسامح عنواناً، ومعها لا يجدي التحرك والإصلاح لمجتمع أدمى بعضه بعضًا طبقًا للمثل الانجليزي القائل: «إذا فسد الناس أول المشوار فلن تستطيع إصلاحهم آخر المشوار».
الخطاب كما عرفه المتقدمون بأنه الكلام المقصود منه إفهام من هو متهيئ للفهم، فالخطاب نصًّا يعبر عن الفكر، وهو فن القول الموجه إلى الإقناع والتأثير، والخطاب لا يقف على الكلمة، فربما تكون الصورة المعبرة عن الموقف تستلهم الحدث وتغني عن الحديث، وتحرك الساحة بأكثر من اتجاه وهي لم تنطق. وعندما تتلفظ يعني أنك تفعل، وهذا هو محور نظرية الفعل الكلامي، فالخطاب لا يأخذ مادته إلا ضمن التفاعل بين النص والمخاطب. أما الكراهية بمعناها الحقيقي فهي أنك لا تحب إنسانا، ولا تطيق وجوده في المكان الذي أنت فيه، ولا تود أن تراه أفضل منك في شيء، بل ينتابك شعور بالمتعة عندما يتألم أو تحل به مصيبة وتتمنى أن تراه مدمرًا بأية وسيلة، لكن من أين تبدأ الكراهية والى أين تنتهي؟
هناك الكثير ممن يكره الحق، وفقًا لقوله تعالى «وأكثرهم للحق كارهون» (المؤمنون: 70).إنهم يكرهون الحق ليس لأنه ضد مصالحهم فحسب، بل في حقيقة أمرهم أنهم يعانون من التواءٍ في النفس، ومن المكابرة والعناد والجحود والكراهية المتأصلة ضد عقيدة أو لجنس من البشر يرون أنهم أعلى منه وأشرف مقاماً، لذلك نراهم ينصبون الحيل والمكائد تجاه أصحابه بنشر كراهيتهم، ليقف الناس ومعهم فيبدأون بالتحريض ونشر الكراهية بغية إيذائهم، لكن ما يثير الاستغراب أنه عندما ينادي أصحاب الخطاب المعتدل الداعي إلى السلم الأهلي والمنبثق من هموم الأمة، إلى مسك الزمام، فبدلا من التشجيع على خطاب المصالحة والسلام والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، نرى الكارهون يتسابقون في الطعون وإطلاق تسميات فيها من التعدي الشيء الكبير.
لذلك ركب خطاب الكراهية الموجة وعلا، وهذا منافٍ للمادة (2/20) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، على أنه «تحظر بالقانون اية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف»، إن فتح الباب على مصراعيه لهذا النوع من الخطاب والتساهل معه مضرٌ للوطن قبل غيره، فمَن يوقف كرة الكره هذه من التدحرج حيث تصيب من تشاء؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4940 - الأربعاء 16 مارس 2016م الموافق 07 جمادى الآخرة 1437هـ
قراءة و رأي :
انا هنا مداخلتي بما يعنيه عنوان المقال, حيث اني ارى من وجهة نظري بأن خطاب الكراهيه هو اداة مفتعله لمكاسب شخصيه فئويه انانيه و بلا ذره انسانيه, شغلت الكثير و بالخصوص من الجهلة بخطاباتهم العدائية الجاهلة الظالمه و البعيدة كل البعد عن نصوص كتاب الله و سنة نبيه بل و بتقمّصهما بالتأويل الجاهل ناهيك عن الدفع الفاعل بالترغيب و المقابل, و ليتهم يدركون ما نعت الله به ذاته العدل الحق المنتقم. فالله حاشاه سبحانه ان ينقض صفاته و يترك الظالمين دون وعيده و لو بعد حين و هذا هو الايمان و اليقين.
ثقافة الكراهية تكشف لنا حقيقة من يروج لها ومن يقف وراءها سواءا عن طريق الخطابة أو الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي، وثقافة الكراهية هي من عمل الشيطان الذي يقع فيهآ هم من النفوس الضعيفة
الكراهية
يعتقد البعض أنه عن طريق إثارة النعرات الطائفية والفتن وإلقاء خطب الكراهية يمكن أن تقطع جسد المجتمع الواحد ال أكثر من مجتمع وهذا أمر خطير جدا.
الاحترام
الاخلاق والاحترام اهم مبادئ للعيش الكريم
اختلاف المذاهب او الافكار او التصرفات لاتجلب اي من المشاكل اذا واجهناها ب اخلاق واحترام
ارتقي في اخلاقك تجد الكل حولك مهما اختلف عنهم من دين او مذهب او افكار
للاسف هناك من ينشر الفتنه والكل يعرفه ولاحسيب ولارقيب
نحن امام قضيه وطنيه يجب على من يسمع ويقرأ الرد
كأنك لم تسمعي ولم تقرئي ما حصل يوم امس عندما زار الفنانان داود حسين وطارق العلي لأحد الإخوة من البحرين لتقديم العزاء لكي تثور ثائرة اصحاب القلوب المريضة والمتأصلة في الحقد والكراهية والبغض
ينبغي أن لا يسود؟ كيف لا يسود وهو سلاح البعض في زمن مطالبة الشعوب بحقوقها.