هناك أسر لها تاريخ ومكان في الذاكرة البحرينية، فكثير من الأمور ترتبط باسمها. من هنا فإننا نجد المواطن البحريني يكن لها تقديرا خاصا إما أن لها مكانة أدبية وفكرية يرتبط باحداها كما جرى بالنسبة لبيت العريض الذي برز بينهم رمز يظل تاريخا محفوراَ في ذاكرة الوطن والمواطن عندما خرج من بينهم أديب كبير شامل هو إبراهيم العريض الذي كان شاعرا ومؤرخا ومترجما، وأصبح واجهة مشرقة ومشرفة للبحرين استحق أن يطلق اسمه على شارع من شوارع البلاد تكريما لهذا الاسم.
ومن بين هذه الأسر العريقة التي يظل اسمها في ذاكرة المواطن البحريني بسبب دورها في إقامة مجموعة من المراكز المفيدة للمواطن كالمكتبات والمراكز الصحية إضافة إلى بناء مجموعة من المساجد المتميزة في شكلها الهندسي، بل إن هذه الأسرة ارتبط أسماء بعض الموظفين الذين ظلوا مرتبطين من خلال وظائفهم بمؤسساتهم مثل بيت كانو وكأنهم أحد أبناء هذه الأسرة، وتأتي بقاء هذه الأسرة في الذاكرة البحرينية من كون أن ثراءها خدم المواطن البحريني.
وخير الأسر تلك التي تعنى باحتياجات المواطنين عندنا، إذ اللافت للنظر أن مؤسساتهم تضم الكثير من الأيدي العاملة البحرينية ومنها مراكز قطع غيار السيارات التي ضمن وكالاتهم، وكلما دخلت لشراء حاجتي من قطع لغيار لسيارتي وجدت أن عدد البحرينيين يزداد، ما يؤكد أن العقلية البحرينية صالحة لكل أشكال العمل، فالدليل الضخم الذي يضم آلاف الأرقام والأسماء لقطع الغيار الذي يشبه في حجمه (الموسوعة البريطانية) نجد أن أبناءنا صاروا أسرع وأكثر قدرة من الأجانب الذين أتوا بهم من الخارج، عدا أنهم واجهات لطيفة ورائعة للمحل، ما يثلج صدر الإنسان ويزيد في مدى احترامه وتقديره لهذه الأسرة الموقرة.
وسألت أحدهم منذ متى تعمل في هذا المجال: قال منذ أحد عشر عاما. وهل تشعر أن قدراتك وقدرات زملائك في هذا النوع من العمل يوازي الأجنبي؟ قال: «أنت زبون وتعرف وتمّيز»، وأضاف «إننا نكاد نكون أسرع منهم وأكثر إخلاصا وأكثر تفهما مع الزبون البحريني، لكن ما يؤلم كثيرا منا فارق الراتب»، قال ذلك وهو يشير بطرف عينه إلى زميله أن مرتبه قرابة 600 دينار عدا السكن المفروش الذي يحصل عليه بينما راتبي لا يزيد على 240 دينارا بعد أكثر من عقد من العمل في الشركة. كم تمنيت ساعتها من القائمين على هذه الشركة من هذه الأسرة الكريمة التي تظل مكانتها محفورة في ذاكرة المواطن البحريني لكرمها وأياديها البيضاء واهتماماتها بتطوير أبنائها من البحرينيين أن يلتفتوا لهذا الموضوع لإدراكنا بأنهم سهوا عن ذلك وكم يبهجنا أن نسمع عن إعادة النظر في وضع هؤلاء
العدد 494 - الإثنين 12 يناير 2004م الموافق 19 ذي القعدة 1424هـ