متى، وأين، ولماذا، وهل، وكم، هي مفاتيح أسئلة وجدناها معنا منذ ولدنا ومازالت ترافقنا طيلة حياتنا في كل مفصل وموقف، لكن متى يحق لنا السؤال؟ ومتى يكون تعدياً أو فضولاً؟ ومتى يكون حقا؟ نسأل لأننا نريد إجابة تزيل حيرتنا، لذا جاءت الإجابة مقرونةً بالسؤال، لكن ليس كل سؤال له إجابة، بل ليست كل إجابة تفيء بالسؤال وتطفئ عطشه، في عالمنا اليوم تكثر الأسئلة وحرمان الإنسان من السؤال هو جريمة بحق السؤال نفسه، فهل يحق لي أن أسأل؟
يعرف السؤال وفقاً لما يشير إليه الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ). في كتاب التعريفات على أنه «طلب الأدنى من الأعلى وهو أسلوب، يستخدم للحصول على المعلومات، أو البيانات، أو المعرفة عند عدم وجود إجابة على السؤال، ويستخدم أيضاً لطلب شيء فيقال اسألني ما تريد»، السؤال جاء للحصول على معلومة أو الإجابة عما يلج في النفس وما يستثيره العقل، ويكون إما بتعبير لفظي منطوقاً أو مكتوباً أو غير لفظي وذلك بارتفاع وانخفاض الصوت، والسؤال يدخل في كل مجالات الحياة العامة وهو أساس المعرفة إذ تكون الغاية منه الحصول على المعلومات أو تلقيها، أو زرع الأفكار وتكوين الآراء، أو استطلاع الحقائق وصياغة القرار، وفي بعض الحالات يكون للتنبؤ، ويمكن لكسب مزيد من الوقت، والأسئلة أنواع وفقاً لطبيعتها تجدها إما أولية أو ثانوية ووفقاً لشكلها تأتي مفتوحة أو مغلقة، أما وفقاً للاتجاه فتكون إما محايدة أو موجهة.
السؤال الذي يدور في أذهاننا هل في جميع الأحوال يحق لنا السؤال، بعض الأحيان السؤال يسبب حرجاً للآخر، وبعض الأحيان يكون السؤال تدخلاً فيما لا يعنينا، وبعض الأسئلة إجابتها تكون وبالاً علينا تماماً كما أشارت إليه الآية الكريمة التي نهت عن السؤال في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» (المائدة: 101) وجاء النهي وفقاً لما يذكره العلامة الطباطبائي صاحب «الميزان في تفسير القرآن» أن النهي ارتبط بما «تهواه بعض النفوس من الاطلاع على بعض المغيبات كالآجال وعواقب الأمور، وجريان الخير والشر عليه وأبيه من هو؟ وقد كان دائراً بينهم في الجاهلية. وهذه الأمور التي لا يخلو انكشاف الحال فيها غالباً أن يشتمل على ما يسوء الإنسان ويحزنه كظهور أن الأجل قريب، أو أن العاقبة وخيمة، أو أن أباه في الواقع غير من يدعى إليه». أما فيما عداه مما يزيد الإنسان علماً وإيماناً وخبرة في الحياة فليس في وارد النهي عنه، فلذا السؤال يصبح في حكم المتاح، لذا أعطت التجارب الديمقراطية حق السؤال لأعضاء البرلمان كأداة رقابية تجاه السلطة التنفيذية ويعرف السؤال هنا لدى فقهاء القانون على أنه «حق يسمح لكل عضو من أعضاء البرلمان بأن يطلب من الوزير إيضاحات عن مسألة معينه»، لكن لم يضيع البرلمانيون عندنا هذا الحق والذي ربما يتحول إلى استجواب ويمكن يؤدي بالإطاحة، لكنهم فضل كثير منهم الإطاحة بالسؤال نفسه، إنه الخوف الذي يعم الغالبية من الناس، مما دفع بالكاتب السعودي أحمد الهلال أن يسميها بفوبيا السؤال إذ يقول: «لا أتصور أن هناك إنساناً عربياً أو غير عربي أحياناً، ليس على طرف لسانه سؤال أو أسئلة، يتردد في طرحها وفي كل مرة يجد الفرصة. ما الذي يجعلنا نتردد في طرح بعض الأسئلة، هل هو خوف من المجتمع، أم من سلطة ما، أم هي عادة تربينا عليها» نعم إنها ثقافة عندما يقال للطفل لا تسأل، والمواطن لا تتجرأ، حينها نردد ما يقوله فاروق جويدة في قصيدته ويبقى السؤال:
ومازال عندي نفس السؤال
لماذا الحقيقة شيء ثقيل؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4936 - السبت 12 مارس 2016م الموافق 03 جمادى الآخرة 1437هـ
عجبي!!
كيف لا أسأل؟ وبالسؤال فهمت، وعلمت، وغنمت.
فبالسؤال فتحت لي أبواب العلم والمعرفة.
والسؤال انحلت اشكالات كانت عالقة ومبهمة.
وبالسؤال استطعت أن أبيع أكثر، وأجني مالاً أفضل.
كيف لا أسأل؟ وحياتي أضحت أفضل وأبسط.
هو السؤال حُرم ؟؟
بعض الاحيان يكون السؤال في حكم المحرم لان نتائجه تؤدي بك إلى أبو زعبل
واكبر مثال == اين الرغيف واللبن ... اكملوا الباقي