يبدأ الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوم الأحد المقبل، زيارة هامة إلى ألمانيا وتحديدا بمدينة مونستر، للمشاركة فى "مؤتمر الأديان العالمي" والذي سيقام تحت عنوان "السلام عليكم"، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية اليوم الخميس (10 مارس / آذار 2016).
وسيلتقى الإمام الأكبر لأول مرة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، وذلك للإعلان رسميا عن عودة الحوار مرة أخرى بعد قطيعة امتدت لخمس سنوات، قطعها الإمام الأكبر شيخ الحالى أحمد الطيب، بعد تصريحات البابا السابق بنديكت السادس عشر، حول حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية، حيث كانت العلاقات متوترة قبلها فى عهد شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى، بسبب تصريحات صادرة أيضا من البابا السابق ضد الإسلام عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، قال في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الأزهر اعلن رأيه مرارا وتكرارا أنه ليس لديه مشكلة مع جهة أو مؤسسة بما فى ذلك الفاتيكان، وأنا استقبلت وفودهم اكثر من مرة بمشيخة الأزهر، وقلت لهم ليس لدينا مانع من استئناف الحوار ولكن نتفق فى الأول على ماذا نتحاور وإلى ماذا نود أن نصل، الحوار مقبول ونرحب به ونسعى إليه مع الفاتيكان وغيره ولكن يجب أن نقف على أرضية ننطلق منها لتوحيد المواقف.
وأضاف أعتقد أن البابا فرانسيس مواقفه أفضل بكثير من البابا السابق وهو ما يشجع على عودة الحوار وليس لدينا مانع أو شروط، ولكن يجب الإعداد الجيد بحيث نصل إلى نتائج، غير مجرد لقاءات بروتوكولية، ونتمنى أن يكون اللقاء يخرج بإعلان مواقف محددة من القضايا التى تهم الناس كلها مثل القضية الفلسطينية والعنف والإرهاب، وأتوقع أن لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان سيترتب عليه تشكيل لجان للعمل على هذه الموضوعات والوصول إلى نتائج تقر بعد ذلك، ولا أعتقد أن اللقاء كافى لحسم الكثير من القضايا العالقة، لكنه جيد إذا تم التوصل إلى الرؤى العامة يبنى عليها بعد ذلك. وخلال زيارة شيخ الأزهر إلى ألمانيا سيقوم بزيارة القاعة الرئيسية في البوندستاج الألماني "البرلمان"، وسيلتقى عددا من النواب وممثلين عن الطوائف الدينية وبعض العلماء وسيدور الحوار حول الإسلام والسلام.
كما سيلتقى عمدة المدينة واتفق الأزهر الشريف والفاتيكان، على أهمية عقد لقاء مشترك بينهما، للترتيب لعودة الحوار المتوقف بين الجانبين، المجمد منذ سنوات حيث أكد عباس شومان أن "الأزهر يمد يديه دائما لكل ما يخدم الإنسانية وليس المسلمين فقط، فرسالته العالمية تنشد تحقيق الاستقرار للبشرية جميعا". وأضاف أن الطرفين بينهما اتفاقية منذ عام 1989، "جاءت فى ظروف مختلفة عما يمر به العالم اليوم، لذلك يجب أن نعيد النظر فيها وتعديلها بما يتناسب مع المستجدات الحالية، حتى يتم الخروج برسالة قوية للعالم تسهم فى مواجهة الإرهاب والتطرف وتحقيق السلام والاستقرار". وأشار شومان إلى أن "العالم أجمع ينتظر أن يلتقى شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، من أجل إرسال رسالة سلام للعالم تغلق الباب أمام دعاة العنف والإرهاب والتطرف". وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب، قرر يوم 20 يناير 2011، تجميد الحوار مع الفاتيكان، إلى "أجل غير مسمى"، بسبب تصريحات للأخير، حول حماية المسيحيين فى مصر، على خلفية تفجير كنيسة القديسين.
يالله على البركة