من المحتمل جدّاً أن يتسلم رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الملياردير دونالد ترامب بعد انتخابات نهاية العام الجاري، إذ يبدو أنَّ نخبة الحزب الجمهوري لن تستطيع إيقاف ترشحه من قبل جماهير الحزب. كما أنَّ الأميركان - في العادة - يعطون كل حزب فترة ثماني سنوات ومن ثم يستبدلونه بالحزب الآخر، اللهم إلا إذا كانت هناك دواعٍ قوية للاستمرار مع مرشح للحزب ذاته لسنوات أخرى. فالرئيس الأسبق رونالد ريغان خلفه نائبه، جورج بوش الأب، لمدة أربع سنوات بعد فترة ريغان. لكن هذه المرة، فإنَّ الدوافع الرئيسية للاستمرار مع الحزب الديمقراطي (بعد فترتين من رئاسة باراك أوباما) تحتاج الى مزيد من التحفيز إذا أرادت النخب في أميركا منع ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض.
غير أن أميركا منقسمة سياسيّاً، بسبب معارضة (وكُرْهِ) الجمهوريين لأوباما الذي يرون أنه تخلى عن ثوابت أميركية في السياسات الداخلية والخارجية. وحاليّاً، فإنَّ حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، من إسرائيل إلى الدول العربية المعتدلة، جميعها غاضبة من أوباما الذي أشاح بوجهه عنهم، وبعضهم ربما يأمل في وصول هيلاري كلينتون (أو أي شخص آخر) لإعادة اللعبة في الشرق الأوسط كما كانت في الماضي. وعليه، فمن المحتمل جدّاً أن يكون الرئيس القادم دونالد ترامب؛ لأنه لا يوجد حاليّاً من يستطيع الوقوف أمامه من حزبه، إلا إذا كان مستعدّاً لمخاطرات، قد يكون من بينها انقسام الحزب الجمهوري على نفسه.
ترامب يتحدث بصراحة عن أمور كثيرة تقلق الأميركان مثل الهجرة غير الشرعية، والحروب في الشرق الأوسط، وكيفية التعامل مع الإرهاب، وكيفية إدارة العلاقات مع الصين وروسيا، وكيفية إعادة التحالف مع إسرائيل إلى عصورها الذهبية. وفي الوقت الذي يبدو فيه ترامب مصدر إحراج لكثير من النخب الأميركية، إلا إنَّه يمثل رأي الكثير من عامة الأميركان الذين لا يجدون في نهج أوباما مخرجاً لمخاوفهم المتزايدة.
لقد حاول أحد زعماء الحزب الجمهوري، ميت رمني، الوقوف أمام ترامب بالتصريح بأنّ «دونالد ترامب يمثل حالة زائفة»، وأنّه يعتمد «الاحتيال» في إطلاق الوعود التي لا قيمة لها، كما حذر السناتور الجمهوري جون ماكين من وجهات نظر ترامب في السياسة الخارجية، واصفاً إياها بـ «الخطيرة». كما صرح جمهوريون آخرون بأنّهم سيصوتون إلى هيلاري كلينتون بدلاً من ترامب، إذا أصبح مرشح حزبهم. لكن، كل هذه الأصوات قد لا تهمُّ الآن، فأحد استطلاعات الرأي وجد أن 85 في المئة من المشاركين في الانتخابات التمهيدية يريدون مرشحاً من «خارج المؤسسة»... وهو ما قد يحصل بالفعل.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4932 - الثلثاء 08 مارس 2016م الموافق 29 جمادى الأولى 1437هـ
سيسجل التاريخ ان اوباما هو اسوء رئيس في تاريخ أمريكا ففي عهده صار شي عادي ان يطرد مسؤولين امريكان من اي دولة في العالم
كلّما جٰئت أمّة لعنت أختها
هذي حال الأمريكان من سيّئ لِأسوأ ، كل رئيس يخلفه أسوأ منه . لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم