كشف تقرير دولي هام جديد1 صادر عن بنك HSBC للخدمات المصرفية الخاصة بأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر موطناً لأعلى نسبة من رواد الأعمال من جيل الشباب عالمياً.
ولقد بينت نتائج البحث الذي أجراه البنك، الذي شمل أكثر من 2.800 شخصاً من رواد الأعمال الفاعلين عالمياً ممن تتراوح قيمة ثرواتهم ما بين 250.000 و 20 مليون دولار أميركي، أن منطقة الشرق الاوسط تتميز عن غيرها بمتوسط عمر اصغر من رواد الأعمال وهو 26 عاماً فقط.
وعلى نحو وسطي، فإن رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط والصين وهونغ كونغ يقومون بتوظيف 100 موظف ويحققون إيرادات تزيد قيمتها عن 10 مليون دولار أمريكي. وتمثل هذه الأرقام ضعف النتائج التي تحققها المشاريع المماثلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا تقريباً.
وبالنسبة إلى 46٪ من رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، فإن مسيرة ريادة الأعمال تبدأ وهم في مرحلة التعليم المدرسي أو الجامعي، وتصنف هذه النسبة بأنها الأعلى مقارنةً بأي دولة أو منطقة أخرى. بينما تبدأ مسيرة ريادة الأعمال بالنسبة إلى 25٪ من رواد الأعمال خلال مسيرتهم المهنية. أما على صعيد المنطقة، فإن هناك رغبةٌ قوية في تأسيس شركات أعمال، إلا أن العديد من رواد الأعمال يبحثون عن اكتساب المزيد من الخبرة المهنية قبل تأسيس هذه الشركات بأنفسهم.
إن تعريف "إضفاء القيمة" بالنسبة لرواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط والصين وهونغ كونغ وسنغافورة أمر لا يرتبط كثيراً بحجم الثروة الشخصية، وإنما بحجم شركات الأعمال التي تمكّن هؤلاء الأشخاص من تأسيسها. وبالمقابل، فإن الثروة الشخصية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا تعتبر بأنها العامل الأكثر أهمية بالنسبة لنجاح الأشخاص في ريادة الأعمال.
ويتميز جيل رواد الأعمال ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً على مستوى العالم باندفاع متزايد نحو الانخراط بشكل فعال في الأنشطة الخيرية. ومن المرجح أن يقوم الجيل الأصغر سناً من رواد الأعمال في الشرق الأوسط بتنظيم مساهماتهم بشكل أكبر من نظرائهم الأكبر سناً من خلال مؤسسة خيرية أو من خلال قنوات اخرى.
كما أنهم يتطوعون بخبراتهم لخدمة قضايا اجتماعية أكثر من جيل رواد الأعمال الأكبر سناً، الذين تتمثل أنشطتهم ومساهماتهم الخيرية بهبات منتظمة لأغراض خيرية. وإن هذه التحولات بين الأجيال والثقافات إنما هي تذكير بأن "إضفاء القيمة" من أنشطة ريادة الأعمال إنما هو تمازج ما بين النسيج الاقتصادي والثقافي في المجتمع.
وتعليقاً على صدور التقرير، قال صبحي طبارة، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة في الشرق الأوسط: "يعتبر عنصر الشباب من أهم الأصول في منطقة الشرق الأوسط، حيث تسهم دوافعهم في ريادة الأعمال بإعادة تشكيل وتحديد مستقبل الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط. ويأتي فكرهم المستقبلي المبدع مدعوماً بعزم الحكومات على تبسيط الإجراءات المطلوبة لتأسيس شركات الأعمال الصغيرة ومتوسطة الحجم. ويعتبر هذا ببساطة وصفة النجاح المطلوبة. ولذلك فإنه من غير المستغرب أن تصبح منطقة الشرق الأوسط موطناً لأعلى نسبة من رواد الأعمال من جيل الشباب عالمياً، حيث يبدأ رواد الأعمال أعمالهم بمتوسط عمر يبلغ 26 عاماً فقط – وهو الأصغر على مستوى العالم. ولا شك ان الوقت الحاضر هو الفرصة المناسبة للشباب في الشرق الاوسط ليكونوا رواد أعمال ناجحين"
البناء على إرث عائلات الأعمال:
وعلى نحو وسطي، فإن 56٪ من رواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط والصين وهونغ كونغ وسنغافورة ينحدر من عائلات تمتلك شركات أعمالها الخاصة ممن يرجح بأن ينضموا للشركات التي تمتلكها عائلاتهم على الأغلب.
وفي منطقة الشرق الأوسط، فإن 63٪ من رواد الأعمال تقريباً ينحدرون من عائلات تمتلك شركات أعمالها الخاصة. إلا أن 23٪ فقط من جيل رواد الأعمال الشباب يقولون بأنهم شركاء أو موظفين تنفيذيين في شركات عائلاتهم الخاصة. وبدلاً من ذلك، يسعى رواد الأعمال الشباب لإثبات أفكارهم الخاصة في شركات الأعمال وإلى تنمية حصتهم في السوق. ولذلك، فإن رواد الأعمال الشباب لا زالوا يتمسكون بتقليد "شركة الأعمال العائلية" نظراً لكونهم يولون أهمية لإشراك العائلة في شركات أعمالهم الخاصة، بدلاً من ترك شركات أعمالهم مع العائلة.
وفي هذا الإطار، قال أحمد عبد العال، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية للمؤسسات والتمويل المنظم، في بنك HSBC الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "من بين شركات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، نشهد مزيجاً حقيقياً لرواد أعمال شباب يعملون إما في شركات أعمال تمتلكها عائلاتهم أو يبتعدون عن شركات الأعمال التي تمتلكها عائلاتهم لإثبات مفاهيمهم الخاصة في إدارة شركات أعمالهم. وحيث أن مسؤولية تأسيس شركات الأعمال يتم تورثيها على مر الأجيال المتعاقبة، فإن رواد الأعمال الأصغر سناً يشعرون بأنهم يتمتعون بالإمكانيات والقدرات التي تمكنهم من اعتماد أسلوب تعاوني والعمل الجماعي أكثر."
وأضاف عبد العال قائلاً: "هذا هو التسلسل الطبيعي للتقدم، حيث يتطور المشهد العام التجاري والمالي بشكل تدريجي، وبالتالي تتوفر الكثير من الخيارات والفرص لرواد الأعمال. فلقد تمكنوا من تعلم التكيف والابتكار بشكل سريع وأن يصبحوا أكثر حذراً مع البيئة الاقتصادية الصعبة التي تحيط بهم. ونتيجةً لذلك، عندما أصبحت استراتيجيات التنمية لديها أكثر طموحا وتتطلب تمويلاً ذو طبيعة أكثر تعقيداً، يقوم رواد الأعمال بالنظر الى المساعدة بشكل يتجاوز أصدقائهم وعائلاتهم ومعارفهم من أجل الاستثمار، أي الوصول بشكل فاعل للبنوك للحصول على المشورة والدعم المالي."