أكد زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «الجميع ينتظر الانتخابات الرئاسية لأنها المفتاح لخلاص لبنان من كل الأزمات التي يعيشها»، معتبراً أن «عدم وجود رئيس أكبر تخاذل سياسي»، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (5 مارس/ آذار 2016).
وزار الحريري أمس البقاع الأوسط، بعد زيارتين مماثلتين لطرابلس والطريق الجديدة في يومي الجمعة السابقين، وأدى صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة سعدنايل، واستقبله حشد من المواطنين والمصلين الذين نثروا على موكبه الرز والورود. وأمّ مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الصلاة في حضور النائب عاصم عراجي ومدير مكتب الحريري نادر الحريري وعلماء ووجهاء المنطقة. وشدد الميس في خطبته على التمسك بالدين الإسلامي، ودعا إلى الوحدة ونبذ التفرقة. وأكد أن زيارة الحريري البقاع «تعطي الأمل لأبناء البقاع واللبنانيين بغد أفضل وبأن هناك من يهتم بهم ويرعاهم». وألبس الميس، بعد الصلاة، الحريري عباءة مقدمة من لجنة الوقف في سعدنايل عربون وفاء وتقدير.
وخاطب الحريري المصلين قائلاً: «تعلمون مدى محبتي لسعدنايل وللبقاع كله أيضاً، وإن شاء الله ستكون لي زيارات متتالية إلى المنطقة لأنكم أناس طيبون وأوفياء وشجعان، وسنكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان ينادي باستمرار بجمع اللبنانيين وكان مشروعه الوحيد بناء الوطن، وأنا مستمر معكم وعدت لأبقى».
ومن سعدنايل انتقل الحريري إلى زحلة وزار كلاً من النائبين إيلي ماروني (الكتائب) وطوني بوخاطر (القوات) في منزليهما. ورحب ماروني بـ «الضيف الكبير باسم زحلة التي تحبه وتقدر دوره الوطني»، ونقل إليه تحيات الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل. وأكد ماروني للحريري «الشراكة في دماء الشهداء الذين ضحوا ليبقى الوطن». وجدد «استمرار التحالف المتين بين الكتائب والمستقبل» وقال: «وحدة 14 آذار أمانة في أعناقنا لأن الوطن يحتاج إلينا قوة موحدة». ورد الحريري بأنه لا يمكن أن يزور زحلة «من دون زيارة هذا البيت الكريم الذي أعطى شهداء ورجالات وطن نفتخر بهم». وحيا الرئيس الجميل «الصديق الكبير، وحبيب القلب سامي الجميل الصديق الدائم». وقال: «زحلة في ضمائرنا ونثق بكم وبدوركم، وسنتابع معاً الدرب الطويل».
وانتقل الحريري إلى فندق «القادري الكبير»، ملبياً دعوة رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف إلى مأدبة غداء أقامتها على شرفه حضرها النواب روبير غانم، زياد القادري، عراجي، أبو خاطر، ومنى الهراوي والمفتي الميس وعدد من المطارنة ورجال الدين وفاعليات. ورحبت سكاف بالرئيس الحريري «في قلب زحلة وأهلاً بمفعول رجعي بعودتك إلى بلدك، الذي أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى حضورك ودورك الوطني». وأضافت: «زحلة قلبها اليوم يتألم لأن إيلي سكاف كان يحب أن يتقدم صفوف الناس الذين يستقبلونك». وتابعت: «للأسف العمل البلدي بدأ يتراجع منذ أن بدأ الفساد يدق أبوابه، تصحيح الخطأ يكون بفضيلة انتخابية تغييرية بالبلديات أولاً وبالانتخابات النيابية ثانياً، ومن العار ألا يكون أمامنا إلا خيار التمديد الثالث للمجلس النيابي، وهنا دوركم أن تضعوا كل جهدكم لتحقيق هذا الهدف. ولا ينقصنا أي شيء لنؤكد للداخل وللخارج أننا قادرون وراشدون سياسياً ولسنا بحاجة إلى وصاية».
وتوجهت إلى الحريري قائلة: «هل أطلعك النواب على أننا أصبحنا مغيبين عن القرارات الوطنية؟ نحن الذين عقدت الطاولات من دوننا وزارياً وحوارياً مع أن مدينتنا تتمتع بحصة وازنة نيابياً. في حضورك اليوم نقول إن أهل زحلة سبق وتبنوا شعار إيلي سكاف الذي وعدهم بسياج عالٍ للمدينة لا يقفز عنه أحد. هذا السياج منع استغلال النفوذ لضعاف النفوس وأبعد أرواحاً كانت تنتحل صفات من أجل أن تصنع لها أدواراً».
وإذ دعت الحريري إلى «الضغط لإجراء الانتخابات البلدية»، أكدت أن الكتلة «مع أي خيار توافقي يهتدي به الوطن على رئيسه، ويعرف طريق بعبدا الذي من المعيب أن تتبع زواريب إقليمية لم تعد تسأل عنا. طريق بعبدا أقرب من أي عاصمة خارجية ويمكن أن نصل إليها ببعض التنازلات». وقالت: «نبارك أي تحالفات هدفها مصلحة البلد، وليس تسجيل نقاط سياسية ومزايدات على بعضنا بعضاً، ونؤمن بالتنافس ولكن الديمقراطية لها قواعد، وليس تحت سقفها نشلّ البلد ونتلاعب بأبنائه ونحتفل بمرور ألف يوم على التمديد ونبقى لـ 36 جلسة انتخابية بلا رئيس و8 أشهر تطمرنا النفايات، وتتحكم بالأزمة نفايات سياسية لا يجرؤ أحد على تسميتها». وسألت: «ماذا تفيدنا الاصطفافات الخارجية غير المزيد من التشنج والتقسيم؟ ولماذا لا نؤسس لمرحلة نصبح فيها معتمدين على الذات السياسية الحرة، التي تتخذ قرارها بنفسها من دون أي وحي خارجي وبالتالي من دون التطاول على الوطن».
وقال الحريري: «يحز في قلبي ألا يكون إيلي سكاف بيننا، قد نكون اختلفنا معه، لكن بيته كان دائماً مفتوحاً وكانت العلاقات متواصلة معه، ويا ليتني حين دخلت عالم السياسة في العام 2005 كنت أعرف ما أعرفه اليوم، أكيد كانت الأمور ستكون مختلفة جداً، ما كنا اختلفنا مع إيلي سكاف لا في السياسة ولا في أي مكان آخر، ولكن سامح الله من جعلنا نختلف». وأضاف: «نحن هنا أننا وإياكم واحد، وصحيح أن الانتخابات البلدية أمر مهم ولكني أظن أن زحلة تريد انتخابات رئاسية أولاً، لأنها هي المفتاح لخلاص لبنان من كل الأزمات التي نعيشها».
واعتبر أن «عدم وجود رئيس في بعبدا أكبر تخاذل سياسي بالنسبة إلى كل اللبنانيين، وهناك مسؤولية كبرى على كل النواب، ويجب أن ننزل جميعاً إلى الجلسة 37 المقبلة وننتخب رئيساً للجمهورية»، مكرراً قوله: « أياً كان من سيفوز فأنا سأقول له «مبروك فخامة الرئيس». وقال: «لا يتحججون بعد الآن بأن لهم حقاً دستورياً في عدم النزول إلى المجلس النيابي، هذا ليس حقاً، وليس حقاً أن نبقي البلد 18 شهراً أو 19 أو 20 شهراً من دون رئيس جمهورية، ولا أظن أن هناك أحداً في العالم يمكن أن يوافق على هذا الحق. تصدر بيانات تشيد بانتخابات حصلت في بلد ما، ونحن غير قادرين على انتخاب رئيس، يا للأسف».
وأكد «أننا مع إجراء الانتخابات البلدية، ومن زحلة نؤكد هذا الأمر» . ولفت إلى أن «ميزة زحلة أنها تعيش فعلاً معنى العيش المشترك. هناك كثر يتحدثون عنه، ويقرأونه كلمة على صفحة بيضاء ويرددونها، ولكن هناك أشخاصاً يعيشونه بالفعل، يحبونه ويعتبرونه جزءاً من حياتهم، وهذا ما نراه في زحلة».
وترافقت الزيارة مع إجراءات أمنية مشددة نفذتها وحدات من فوج التدخل السريع المنتشر في البقاع، ووحدات من قوى الأمن الداخلي. وكان الحريري التقى ليل أول من أمس، وزير الخارجية جبران باسيل. وقالت مصادر مطلعة أن لا جديد في الموقف من الاستحقاق الرئاسي لدى الجانبين، وأن البحث تناول الموقف الذي اتخذه باسيل في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وتسبب في أزمة مع المملكة العربية السعودية.
وانا مستمر معكم ؟؟مستمرمعاهم في شنو؟في العمالة لاسرائيل؟وعدت لابقى ؟؟لايكون تفكر نفسك الشهيد سمير القنطار ؟