لا تزال فكرة إشراك اللاعب المحترف في دوري اليد تلقى ممانعة شديدة من غالبية الأندية الـ 12 المنضوين تحت مظلة اتحاد اليد، وإذا لم تتغير المعطيات الحالية في طريقة التفكير والوعي والنظرة إلى المستقبل سيبقى دوري اليد في البحرين هو الوحيد من بين الدول الخليجية الذي يلعب من دون المحترفين، وبالمناسبة فإن دوري اليد في البحرين هو الوحيد من بين دوريات الألعاب الجماعية الذي يلعب من دون اللاعبين المحترفين أيضاً.

القرارات الاستراتيجية والمهمة التي تمس باللعبة ومستقبلها لابد ألا تترك للأندية، وإلا ما فائدة وجدوى وجود المؤسسات الرياضية الرسمية إن لم تكن المكان الذي تخرج منه السياسات التي تواكب التقدم في الرياضة، فالأندية حينما ترفض اللاعب المحترف تنظر إليه من منظور ما تقتضيه مصلحتها وليس ما تقتضيه المصلحة العامة، وهذه المسألة ينبغي دراستها ومعالجتها.

هناك أندية تشارك في لعبة كرة اليد وترفض وجود اللاعب المحترف بينما تدفع مقابل التعاقد مع لاعبين محترفين في الألعاب الأخرى على رغم أنها لا تنافس، وهناك أندية لا تمارس سوى لعبة كرة اليد وتعتبر نفسها غير قادرة على الوفاء بالتزامات اللاعب المحترف في الوقت الذي توجد أندية بالإمكانات والظروف نفسها في لعبة ككرة السلة يتعاقدون مع محترفين، والمحترف في كرة السلة يساوي ضعف محترف كرة اليد.

إلغاء فكرة اللاعب المحترف في الدوري البحريني لن يلغي قاعدة احتكار المنافسة على الألقاب المحلية بين الأهلي والنجمة وخلفهما باربار، بينما الدفع باللاعب المحترف من شأنه رفع مستوى المنافسة من جانب، وازدياد مساحة المنافسة على المسابقات المحلية من جانب آخر، وجود اللاعب الأجنبي يقلل من احتمالات انتقال اللاعبين من الأندية الصغيرة إلى الكبيرة أيضا ولو بشكل نسبي، كما أن عدم وجود اللاعب المحترف في الدوري يؤثر بشكل أو بآخر على مشاركات الأندية في البطولات الخارجية أيضاً.

يجب أن تكون لدى المسئولين عن الرياضة وفي هذه اللعبة بشكل خاص نظرة واقعية للمستقبل، دوري كرة اليد لم يعد ذلك الدوري الممتع الذي يستقطب الجمهور، احتراف اللاعبين الدوليين لعب دورًا مهمًّا في هبوط مستوى الدوري وغياب الجمهور أيضًا، فالمسألة ليست مادية بحتة إنما مسألة أفكار وقناعات على معطيات قديمة يجب أن تتغير، ولابد من التغيير الآن.