يتبادر إلى مسامعنا هذا المصطلح بشكل واسع، وتتشكل في أذهان البعض صور وتخيلات لهذا المرض قد تكون مخيفة في بعض الأحيان. ففي الحقيقة شلل أبو الوجه ما هو إلا شلل الوجه النصفي أو ما يُسمى بشلل بيل «Bell›s Palsy» نسبة إلى العالم الاسكتلندي تشالز بيل الذي شرح وظائف أعصاب الوجه في القرن التاسع عشر الميلادي.

في الغالب، يحدث الشلل في جانب واحد فقط. ونتيجة لذلك، يكون المريض غير قادر على التحكم في عضلات الوجه، وبالتالي فقدان القدرة على تحريك الفم، الابتسامة، تقطيب الجبهة وإغلاق العين.

أكدت الدراسات العلمية أن 85 في المئة من مرضى شلل الوجه النصفي يتماثلون للشفاء في غضون 3 أسابيع، بينما 15 في المئة المتبقية خلال 3 - 6 أشهر.

الأسباب:

ليس هنالك سبب مباشر، لكن هنالك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الاصابة، ومنها:

- تكثر الاصابة في فصل الشتاء مع التعرض للهواء البارد والرشح.

- وجدت الدراسات أن المصابين بداء السكري أكثر عرضة للاصابة أربع مرات أكثر من الآخرين.

- العوامل النفسية والعاطفية التي من المكن أن تستثير الفيروسات الكامنة في الجسم وتنشيطها.

- الخضوع لعمليات جراحية لاستئصال أورام سرطانية وغيرها.

- التقدم في العمر.

الأعراض:

- تدلي الحاجب، جفن العين والفم في الجهة المصابة.

- جفاف في الفم والعين بسبب نقص الإفرازات.

- ألم في الأذن في الجهة المصابة مع احتمالية ارتفاع معدل سمع الأصوات عن الطبيعي في هذه الجهة.

يلعب العلاج الطبيعي دوراً بارزاً في علاج شلل ابو الوجه بشكل أكثر حيوية من العلاجات الأخرى، وذلك بتسريع شفاء هذه الحالة، وذلك من خلال برنامج علاجي يشمل:

- استخدام التنبيه الكهربائي لبعض نقاط الوجه والتي تعمل على تنشيط عضلات وأعصاب الوجه، إذ أجريت دراسة في العام 2015 أكدت أن استخدام التنبيه الكهربائي يحفز طرف العين في أكثر من 55 في المئة من مرضى شلل الوجه النصفي مقارنة بعدم استخدامه.

- المساج اليدوي بطريقة معينة لعضلات الوجه.

- استخدام الإبر الجافة في مناطق معينة من الوجه.

- التمارين العلاجية لاعادة تاهيل عضلات الوجه ويتم تطبيقها أمام المرآة. مثل محاولة رفع الحاجبين لتمرين عضلات الجبهة، اغلاق العينين لتمرين العضلات حول العين، التبسم لتمرين العضلات حول الفم ونفخ الهواء في الخدين مع إغلاق الفم وغيرها.

ومن هنا، يجب على المريض أن يعيش حياته اليومية بشكل طبيعي، فما هذه الأعراض إلا مؤقتة وستزول في غضون أشهر قليلة. ولا يقتصر العلاج على جلسة العلاج الطبيعي فحسب، وإنما يجب على المريض الالتزام بالتمارين في المنزل مع اتباع ارشادات الأخصائيين، ومنها: الشرب بالمصاص، اغلاق العين أثناء النوم باستخدام اللاصق وتجنب التعرض لتيارات الهواء الفجائية.

وكما نعلم فإن الوقاية خير من العلاج، لذلك يكمن دورنا كأخصائيي علاج طبيعي في تأمين الوعي لجميع أفراد المجتمع بهذه الحالة وذلك بتجنب المسببات لتفادي الأعراض، واللجوء الفوري للطبيب في حال الشعور بأي من الأعراض السابقة.