في عشر السنوات الأخيرة أخذت الشيشة تغزو بلا هوادة كل مناطق البلاد، وتكاد لا تخلو منطقة في المحافظات الأربع من وجودها المقرف، وقد تفننت (الشيشة) في عروضها المغرية ومشتهياتها المتنوعة، لجذب الشباب والرجال والنساء والفتيات إليها بكل طواعية، على رغم معرفتهم بأضرارها القاتلة.
لا ريب أن الجهود المبذولة من جهات متعددة، رسمية وأهلية كبيرة، في مجال تبيان أضرارها الصحية الخطيرة على المتعاطي لها وعلى الجالسين في أماكن تعاطيها، وهناك أيضا عيادات خاصة لمساعدة المدخن على الإقلاع عن ممارسة عادة التدخين، إلا أننا نجد الشيشة تتمدد في البلاد بين مختلف المناطق، وبصورة فاقت كل التوقعات، وزاد متعاطيها من الشباب خصوصاً بنسبة كبيرة.
قبل أقل من خمس سنوات كان زبائنها من الرجال والبعض القليل جدا من الشباب، أما الآن فقد استطاعت أن تنوع من زبائنها، وتجعلهم من فئات عمرية مختلفة، وقد استطاعت إدخال النساء والفتيات في شباكها القاتل بسرعة فائقة، لا نبالغ إذا ما قلنا إنها أصبحت تتحدى القانون وكل الجهات الرسمية والأهلية التي تعلن محاربتها علنا وبشكل واسع جدا، وزبائنها الذين وصلوا إلى حالة الإدمان، والذين في طريقهم إلى الإدمان، والمبتدئون في تعاطيها، أصبحوا ينقادون إليها من دون أن يفكروا في العواقب الصحية المؤكدة التي قد تصيبهم، لقد تمكنت من عقولهم والهيمنة على نفوسهم حتى جعلتهم لا يسمعون إلا صوت (قرقرتها) المؤذية، ولا يشمون إلا رائحتها الكريهة.
لا ريب أنها بأساليبها الشيطانية وبالمرغبات العديدة التي وفرتها لزبائنها المخدوعين بجمال مظهرها، من شاشات تلفزيونية كبيرة لعرض المباريات العالمية، وألعاب مسلية ومتنوعة، وتخصيص أماكن للطلبة في أيام الامتحانات للمذاكرة، وتوفير الشاي وبعض المأكولات الخفيفة، جلبت الكثيرين، حتى لقد أصبحت بكثرة زبائنها وتنوعهم قوية أمام كل من الجهات التي تريد القضاء عليها، والدليل أنها مازالت تفتح لها محلات في مناطق عديدة في البلاد من دون أن تقوم بأي إجراءات رسمية، فهناك أكثر من 63 محلاً للشيشة مخالفا للقانون في وجودها، ويقال إن هناك عشرات منها أحيلت إلى النيابة العامة، وهناك غرامات مالية قد فرضت عليها، وهناك حملات واسعة تشنها الكثير من المؤسسات الأهلية عليها، على رغم ذلك فقد تمكنت من زيادة عدد محلاتها بصورة كبيرة.
السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين في المجتمع، كيف تمكنت الشيشة في زمن قصير نسبيًّا الهيمنة على عقول ونفوس الكثيرين من شبابنا وشاباتنا ورجالنا بهذه الصورة المخيفة؟ هل هناك حلقة مفقودة في مكافحتها أم أنها بسبب تمتعها بقوة خارقة للعادة؟ لماذا أصبحت لديها مناعة قوية ضد كل الإجراءات القانونية والصحية والمجتمعية التي تمارس ضدها على مختلف المستويات والأصعدة؟
قد يقول البعض إن سبب تماديها يرجع إلى قلة قيمة الغرامات الجزائية، والبعض الآخر يختلفون مع هذا الرأي جملة وتفصيلا، ويقولون إن الواقع يكشف خلاف هذا الاعتقاد، وان زيادة الغرامات يجعلها أكثر قوة أمام زبائنها، فلا ننسى المقولة التي نسمعها كثيرا في مثل هذه الحالات «كل ممنوع مرغوب»، يجب على الجهات المعنية سواء أكانت رسمية أم أهلية التفكير بجدية في البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى استجابة الشباب وبأعداد كبيرة لمغريات الشيشة، وهم يعلمون أنها خادعة وماكرة، لا بد أن تبحث الجهات المعنية في البلاد عن طرق جديدة، ومبتكرة تلامس احتياجات الشباب النفسية والمعنوية بصورة مباشرة، لا يكفي أن تفرض على محلات ومقاهي الشيشة وخدامها غرامات مالية عالية وتنفيذ الإجراءات الصارمة عليها، لقد أثبتت أن كل الإجراءات والعقوبات والغرامات المالية لم تثنها عن ممارساتها الخبيثة، التي تستهدف من خلالها صحة وكيان شبابنا وشاباتنا الإنساني، لن يغير رأيها كثرة الندوات والمحاضرات الصحية والقانونية والاجتماعية، ولن يكسر قلبها كثرة التباكي على مستقبل الشباب الصحي، أكثر من عشر سنوات والمؤسسات الرسمية والأهلية تكافحها باستماتة، تارة بالكلمة والتقارير الصحية وتارة ثانية بالعلاج والإجراءات القانونية، لكنها لم تتمكن من إنهاء وجودها في مجتمعنا، أنانية زبائنها وانصياعهم الأعمى إلى أوامرها يثير دهشة المتابعين لهذا الشأن الخطير، الغريب أن خدام الشيشة يعرفون أنهم يقدمون خدمة لعدو شرس لرئات الشباب، ويعلمون أن الشيشة تسعى بكل محتوياتها ومكروباتها وتلويثاتها إلى تدمير مستقبل الشباب الصحي والنفسي والمعنوي، القريب أو البعيد، وأنها تعمل جاهدة بكل ما تملك من ملوثات إلى اصابة زبائنها المغلوب على امرهم بمرض سرطان الرئة القاتل، لكنهم ينقصهم الوازع الأخلاقي والإنساني اللذان يمنعانهم من تقديم هذه الخدمة السيئة لشباب البلد.
لا بد للجهات المعنية من حل هذه المشكلة الإنسانية والصحية والاجتماعية، وأن تضع استراتيجية واضحة لاقتلاع هذه المصيبة من جذورها، بعد إخفاقات الإجراءات الحالية في إنهائها أو التقليل من خطورتها.
عليها أن تتجه بصورة مباشرة إلى زبائنها وخدامها في عقر دارها، وإخضاعهم إلى فحوصات طبية ونفسية واجتماعية، لتتعرف بنفسها على الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب للارتماء في أحضان الشيشة، وعمل أفلام قصيرة عالية الجودة عن مضار الشيشة الصحية، وإجبار خدامها على عرضها بصورة مستمرة على زبائن الشيشة، والعمل الجاد في توفير الاحتياجات اللازمة للشباب، مثل توفير الصالات الكبيرة في كل مناطق البحرين، لعرض المباريات العالمية وإقامة الفعاليات الشبابية الهادفة، وإنشاء مراكز شبابية رياضية وثقافية وترفيهية، وتوفير الملاعب المجهزة بأحدث التجهيزات الرياضية؛ لكي تلبي رغبات الشباب السوية، وإشراكهم بصورة حقيقية في خدمة وطنهم في كل المجالات، وتحقيق طموحاتهم التعليمية والمهنية من دون عوائق ومنغصات، وإشعارهم بقيمتهم الوطنية، من خلال تطبيق مبدأ المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والشفافية في التعاملات الرسمية وغير الرسمية، ومساعدتهم في تكوين الأسر الصالحة، إذا ما توافرت كل الاحتياجات الأساسية للشباب، لن تجد الشيشة منفذًا تدخل من خلاله إلى نفوس الشباب لتفسدها.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4926 - الأربعاء 02 مارس 2016م الموافق 23 جمادى الأولى 1437هـ
البترول سعره ضو واللحم غالي والكهربا دبل وجامعيين بالآلاف عاطلين وبيوت اسكان بح ومعاشات اسح الدح امبو واي تعليق في السوشيال ميديا مايعجب النفر كبير تروح ورا الشمس كل هالبلاوي في الديرة واكثر ..........
اصحاب محلات لهم سمعتهم الطيبة في المجتمع والدولة سمحت لهم بمزاولة اعمالهم بشتراطات معينة كما ان زبائن المقاهي هم فوق سن 18 مما يؤكد انهم اجتازوا مرحلة المراهقة واصبح القانون يعاملهم كراشدين لهم حرية اختيار مكان ترفيههم، فلماذا كل هذه الحملة من جنابك وانت تعلم ان هناك من يعيل عائلته من هذه المحلات. من جعل لك الوصاية لتكون المتحدث والناقد وكأن من يزاول او يتردد على هذه المحلات اصبح مجرما منبوذا في المجتمع ويجب مقاطعتهم ،فقط# اعد_النظر يا رجل
...الكتاب تطرّق للشيشة ونسى أن في بلاده يغزوها خمرٌ ومخدرات وغير ذلك.
روح اتكلم عن اللي يروحون االفنادق و الملاهي مو جاي تتكلم عن المدخنين
ههههههههههههاي ...انها طرفة جميلة
الشيشة صراحة تعدل المزاج تخيل انك ماتدخن جقاير ولا شيشة يعني ماميش مزاج
اعتقد تاريخنا مشهود له بالتدخين الشيشة بدل القدو
اعتقد الشيشة افضل من خام التتن للقدو
وهذا حرية شخصية مادري ليش الكتاب خلو مشاكل المجتمع وتفرغوا للشيشة اكوو خمر واكوو حشيش واكوو .......
هههههههههاااي ... انها طرفة جميلة
..
الناس ماعندها متنفس غير المقاهي والشيشه
...مرنا القهوة نضبطك براس
يعني حتى الشيشة بتضايقونه فيها .. هاي المتنفس الوحيد الي عندنه في هالديرة .. اذا ما حرقنا راس شيشة ، بنحرق تاير .. و الخيار لكم
بس بتغذى وبروح أخلي بلال يضبط ليي راس شيشة ، مشكور على المقال
خلصت مشاكل الديره ورحت للمدخنين يا حبيبي يا نائب سابق عالج الفراغ شبابي وبطاله والحمدلله المقاهي لمت الشباب احسن من تحريق فشوارع وفراغ وعالج مواخير دعاره فيلد وبعدين قول شيشه ومن ناحيتي رايح اشرب راس شيشه من الهم لي يعيشه مواطن كلشي غالي والهم اكثر
انا فالجيم . يقولون لي العب بتركيز وانا تركيزي كله اذا خلصت اروح احرق لي راس
الشيشة المقال جدا جميل وكلامه واقعي
لكن تعالوا نتكلم عن واقع طول الاسبوع دوام او دراسة
تجي تبغى ترتبط رواتب وواقع ما يساعد و ظروف من سيء لاسوء
عن نفسي رغم اضرارها الا اني اضيع فيها وقت فراغ كبير
الشيشة خربت بيوت
هناك زوجات يشتكون من ادمان أزواجهم على الشيشة في المقاهي حتى ساعات متأخرة من الليل
شكرا لك على المقال الهادف وأتمنى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المقاهي المخالفة. وأتمنى ان يمنعوا التدخين بالكامل ولكنه امر بعيد.
عجباً من الناس؟ مع هذا المستوي التعليمي للناس الا انهم عادوا الى الوراء بسبب الشيشة! استغرب بل واستعجب من الناس عندما اراهم في الحدائق وجمعاتهم العائلية فيها وحين اراهم يدخنون الشيشة الام والاخ والطفل الجالس في حضن تلك الام يستنشق الدخان السام؟؟ ارحموا اطفالكم فما ذنبهم يبتعلون هذه السموم. وكثيرا ما يضايقنا الدخان ونضطر الى تغيير مكاننا الى مكان لا يصلنا فيه دخان الشيشة. أتمنى منع الشيشة في الحدائق العامة لمى له من تأثير على الأطفال ومرتادي الحدائق. ان كنتم ترضون على أنفسكم وابنائكم فنحن لا نرضى
صح بس لما يمرضون يروحون من مستشفي لمستشفى , الوقاية خير من العلاج ودمتم سالمين .
مقالك واجد كبير يبي ليه راس شيشة وقعده