حالة من الانتعاش التدريجي يشهدها النفط الكويتي على مدار الأسبوعين الماضيين حيث تحسنت أسعار الخام من أدنى مستوياتها على الإطلاق عندما انحدر دون الـ 20 دولارا لأول مرة منذ 14 عاما ليتحسن ويقترب من مستوى 30 دولارا للبرميل وذلك بالتزامن مع انخفاض إنتاج الولايات المتحدة وتثبيت إنتاج دول أوپيك عند مستويات إنتاج يناير الماضي بعد اتفاق الدوحة الرباعي، وهو الأمر الذي ساهم في كبح جماح تخمة المعروض بالسوق وتهدئة المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية اليوم الأربعاء (2 مارس / آذار 2016).
ووفقا للسعر المعلن من قبل مؤسسة البترول الكويتية فإن سعر الخام الكويتي انخفض أول من أمس 47 سنتا ليبلغ 27.5 دولارا مقابل 28 دولارا للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي، وجاء تحسن أسعار النفط الكويتي بالتزامن مع تحسن أسعار نفط خام برنت الذي ارتفع في العقود الآجلة 27 سنتا إلى 36.8 دولارا للبرميل وزاد أكثر من 20% منذ 11 فبراير الماضي.
وفي تعقيب من الخبير النفطي محمد الشطي على تحسن أسعار النفط الخام الكويتي قال لـ «الأنباء» إن هبوط عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة ساهم في تهدئة تراجع أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج، لكنه قد يحد أيضا من أي صعود بالتحول سريعا إلى زيادة الإنتاج فور بدء الأسعار في التعافي من المستويات الحالية التي فوق 30 دولارا بقليل.
وقال الشطي إن أسعار النفط عند متوسط 50 دولارا للبرميل، ربما تكون أكثر واقعية وقبولا في سوق النفط، لأن أي مستويات أعلى قد تعني عودة لنشاط إنتاج النفط الصخري والغالي التكاليف من جديد، ولعل من المهم التأكيد على أن الانطباعات في السوق حاليا إيجابية بسبب المشاركة السعودية الفعالة في ارتفاع الأسعار، ووضوح خارطة الطريق لبدء خطوات استعادة توازن السوق، وأخيرا عودة «أوپيك» لاستعادة دورها في تنظيم الإمدادات تدريجيا.
وحتى الآن خسر النفط الكويتي في عام ونصف العام حوالي 80 دولارا للبرميل الواحد مقارنة بأعلى نقطة قد وصل إليها في يونيو 2014 عندما بلغ 108 دولارات للبرميل، ونجحت الكويت خلال الفترة الماضية في الحفاظ على معدلات إنتاجها السابقة عند مستوى 3 ملايين نفط خام يوميا على الرغم من فقدان 250 ـ 300 ألف برميل يوميا من اغلاق الوفرة والخفجي.
وأشار إلى أن توقعات أسعار نفط خام برنت تدور حول 39 دولارا للبرميل والذي يعادل 31 دولارا للبرميل للنفط الخام الكويتي خلال 2016.
وقال الشطي إن السوق النفطية أمام ضعف في المعطيات، والورقة الأهم في اعتبارات الطلب العالمي على النفط بدأت تشير إلى ذلك لاسيما وان واردات النفط الخام الصينية هبطت بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا خلال يناير الماضي لتصل إلى 6.3 ملايين برميل يوميا، وانخفاضها خلال الأشهر المقبلة مع توقعات دخول المصافي برامج الصيانة والتي تستمر إلى نهاية يونيو 2016.
وحتى الآن أفلست 17 شركة منتجة للنفط الصخري في كل من ولايتي داكوتا الشمالية وتكساس، ومنذ قرار «أوپيك» الأخير بالإبقاء على سقف الإنتاج في اجتماع فيينا، تتزايد الخسائر الضخمة التي تتكبدها شركات النفط في أميركا، ويرتفع معدل إغلاق الحقول.
وتراوح كلفة إنتاج برميل النفط الصخري بين 40 و60 دولارا.