رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير تحدث أمس في «معهد السلام الدولي» بمرفأ البحرين المالي، حول الفرص والتحديات التي يواجهها الشرق الأوسط، وكان الحضور أكثر مما توقعت، ولعلَّ السبب في ذلك أنَّ اسم بلير ارتبط بالتحالف القوي جدًّا مع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، ولاسيما فيما يتعلق بغزو العراق، ضمن استراتيجية المحافظين الجدد الذين كانوا يسيطرون على الإدارة الأميركية آنذاك.
بلير كان المنقذ لحزب العمال البريطاني، وهو الذي أعاد تأهيل الحزب ليتمكن من الفوز بانتخابات العام 1997، وحينها أعلن إضافة بُعدٍ جديدٍ إلى السياسة الخارجية البريطانية، وهو البُعدُ الأخلاقي الذي التزم بالدعوة إلى تنشيط الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
لكن الشعبيَّة الساحقة التي حصل عليها بلير في 1997 تحولت إلى حالة معاكسة جدًّا بعد أن أصر على ربط السياسة الخارجية وقراراتها الاستراتيجية بإدارة بوش، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من نهج أميركا بعد أحداث (الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001). وعليه، ليس واضحًا ماذا سيكون «إرث طوني بلير» الذي سيذكره التاريخ، وحتى هو ذاته لا يعلم ماذا سيكون إرثه.
بعد خروجه من رئاسة الوزراء في 2007، انتقل إلى العمل في اللجنة الرباعية (التي تضم أميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)؛ للمساهمة في تنشيط عملية السلام بين إسرائيل والعرب، لكن تلك العملية أصبحت مهمة مستحيلة، وعليه فقد تركها بلير وتوجه إلى العمل في استشارات موجهة لمساعدة الحكومات في افريقيا والشرق الأوسط في الإصلاح الإداري -الاقتصادي للحكومات، والمساعدة في الحد من التطرف الديني.
ينطلق بلير من رؤية تقول إن البلدان الناجحة حول العالم تشترك في خصلتين، وهما: الاعتماد على نظام اقتصادي يلتزم بقواعد وإجراءات موحدة تطبق على الجميع من دون استثناءات، والاعتماد على حالة من الانفتاح الاجتماعي، لكي يقبل الناس ببعضهم بعضًا، حتى لو اختلفوا في الآراء والمعتقدات.
ومن الواضح أنَّ طرح بلير في 2016 يختلف عن طرحه في 1997 عندما كان يعتبر الديمقراطية وحقوق الإنسان حجر أساس لتحقيق الاستقرار وإنعاش التنمية. لكنه يعتقد الآن أن التطور التدريجي (اعتمادًا على ما هو متوافر في الوضع القائم) أفضل من الثورات التي تسعى إلى تغيير الأنظمة، وأفضل من الهزات التي تدفع نحو وتيرة أسرع في التغيير. ماذا لو عاد به الزمن إلى العام 2003، فهل سيأخذ بلير القرارات ذاتها التي اتخذها آنذاك؟ يمكنه القول إن القرارات الأخرى التي اتخذت بعد عهده ليست أفضل من قراراته المساندة للتدخل الأميركي المباشر من أجل تغيير الأنظمة التي لا ترغب بها واشنطن، فليبيا، مثلاً، حصلت على «نصف تدخل» عند مقارنتها «بتدخل كامل» كما حدث في العراق، والنتيجة في ليبيا أسوأ مما هي في العراق.
ربما أنَّ الرمال تتحرك باستمرار في الشرق الأوسط، وبالتالي فإنَّ تثبيت قاعدة محدَّدة يصبح أمرًا صعبًا على أي سياسي غربي يدخل عالم السياسة عبر انتخاب شعبي في شمال الكرة الأرضية، وبعد ذلك يدخل عالم الاستشارات في بلدان تقع في جنوب الكرة الأرضية. الثابت في بلير حيويته وقدرته على الجواب على أي سؤال، وأيضاً عدم الإجابة - بلباقة - على أي سؤال لا يعجبه.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4925 - الثلثاء 01 مارس 2016م الموافق 22 جمادى الأولى 1437هـ
الآن اصبح رجل سلام؟ وماذا عن أيام كان زمام الامور والمسؤولية بيده ماذا صنع؟
الساسة الغربيون بقدرة قادر يتحولون لحمائم سلام ودعاة حرية وعدالة ومساواة ولكن "بعد مغادرة الكرسي" وحين يكونون على سدته فهم بلا أخلاق ولا قيم وإنما مصلحة وتفوق ولا يهم حتى لو كان على أنقاض أمم وشعوب أخرى.
هذا العام هناك المزيد من القتل و التغيير في الدول العربية ....
حتى لو تم اختيار توني بلير منذ سنوات طويلة في الاستشارات في مجال الاقتصاد و السياسة و العلوم الاجتماعية و يمكن الفلسفة وهو يعمل باتفاق مالي كبير جدا و ليس مجانا ايضا بيل كلينتون عمل في مجال المحاضرات التي تدر الملايين و لكن هؤلاء موقفهم مع العرب و المسلمين سلبي و ملفهم أسود ولا يمكن نسيان الفظائع التي عملوها في الحروب التي مرت قبل صدام و بعد صدام و زرع داعش الذي قتل الآلاف وعمل المجازر و ... النساء ...
توني بلير شارك في سفك دماء العراقيين ......
توني بلير مع جورج بوش الابن مع امريكا مع حلفاء آخرين هم السبب في تدمير الشرق الاوسط و سفك كل هذه الدماء في العراق و سوريا و ليبيا و هم السبب في تحرك الرمال و عدم الهدوء و استمرار المؤامرات و القتل وهم السبب في انشاء التنظيمات الارهابية الدموية المرعبة ..
..
أتفق معاك