من أسوأ الحالات الإنسانية التي نراها كثيراً في المجتمع، حال العاطلين عن العمل، وأسوأ ما في الحالة أن يجدوا كل الأبواب مؤصدة أمامهم في كل الأماكن التي يتوجهون إليها لتقديم طلبات توظيفهم.
فكثير من العاطلين البحرينيين، الذين قدرتهم مؤسسة «الخليج للاستثمار» في العام 2014 بـ 8 في المئة، ونسبة الشباب العاطلين قدرتهم الدراسة بـ 30 في المئة من العدد الكلي للعاطلين في البحرين، ودراسات أخرى تقدرهم بأكبر من 8 في المئة، يعانون من الضغوط النفسية والمعنوية والمادية والأسرية والاجتماعية الشديدة ، لا يعلم حجمها إلا الله تعالى، فبعضهم يتمنون لو يرجعون إلى سن الطفولة والصبا ولا يبقون يوما واحدا يعانون من قسوة البطالة؛ لأنهم لم يجدوا بصيص أمل يخرجهم من هذا النفق المظلم الذي لا يعرفون نهايته، يريدون أن يروا نهاية لمشكلتهم المؤلمة بصورة عاجلة.
ما فقدوه من أعمارهم وأوقاتهم في البحث عن عمل يتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم العلمية والمهنية كثير جدا، يريدون أن يخدموا وطنهم الحبيب في مختلف المجالات، ويشتد ألمهم وحزنهم إذا ما وجدوا في الوقت نفسه فتح فرص كثيرة للتوظيف وفي أماكن متعددة لغيرهم، ممن يقلون عنهم تأهيلا، ويزداد ألمهم أضعافاً مضاعفة إذا وجدوا البعض من المتقدمين حديثا لطلب وظيفة، يعطونهم فرصة لاختيار المكان المناسب لهم وظيفيا، وهم ينتظرون سنوات طويلة بلا عمل يليق بتأهليهم العلمي أو المهني.
فوزارة التربية والتعليم، على سبيل المثال، دونت في سجلاتها 1573 عاطلا جامعيا تربويا، وفي الوقت نفسها يجدونها تجلب مئات المعلمين والمعلمات في كل عام دراسي من دول عربية وأجنبية مختلفة، لماذا لم تحاول الوزارة إيجاد خطة بالتنسيق مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لإعدادهم وتدريبهم، للاستفادة من قدراتهم؟ هل لديها مبررات منطقية تسمح لها التغافل عنهم أو تجاهلهم أو عدم الذهاب إلى هذه الخطوة التي ذكرناها آنفا؟ أليس تكاليف إعدادهم وتأهيلهم وتدريبهم أقل بكثير من النفقات الباهظة التي تدفعها الدولة على معلمي ومعلمات الخارج؟ إذا كان كذلك لماذا تختار الوزارة جلب المعلمين والمعلمات من خارج البلاد وترك الكم الهائل من ابناء البلد عاطلين بلا عمل؟ لابد أن توضح الوزارة أهدافها التربوية والتعليمية والتعلمية من وراء خطواتها غير المفهومة للكثيرين في المجتمع المحلي، لماذا تتركهم يعانون من وحشة البطالة وقسوتها سنوات طويلة؟ يتألم المنصف والمحب للإنسانية عندما يشاهد شباباً في هذا الشارع أو ذاك يبيعون قنينات الماء على المارة وأصحاب السيارات والمركبات، وشباباً آخرين يبيعون (الكنار) والليمون في شوارع أخرى، ومجموعة أخرى تبيع الذرة المشوي وأبو فروة في الطرقات، ألم يسأل المنصف في هذا البلد نفسه عن هذه الحالات المؤلمة؟ أليس من الأولى أن توفر لهؤلاء الشباب البحرينيين العاطلين أعمال تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم العلمية أو المهنية؟
وإذا لم يمتلكوا على سبيل الفرض أي تأهيل في مجال معين، أليس من واجب الجهات المعنية في البلاد تأهيلهم مهنيا، ليستفيد منهم الوطن في مواقع مختلفة، بدلاً من أن نجعلهم يعيشون في ضياع وبلا أهداف واضحة، لا أحد ينكر وجود هذه الحالات في أوساط الشباب؛ لأنها واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، وجلية لكل الناس الذين يقدرون الإنسانية بكل معانيها الخيّرة، لو حسبنا تكلفة تشغيل كل العاطلين البحرينيين المسجلين لدى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، فلن يكون كبيرًا في قبال المعاناة النفسية والمعنوية والإنسانية والمادية والأسرية والاجتماعية التي يعيشها هؤلاء العاطلون كل يوم، لا يستطيع أحد يحق له أن ينعتهم بالمبالغين، إذا ما سمعهم يقولون إنهم يموتون في كل يوم ألف مرة؛ لأن الإنسان أوجده الله جل جلاله في هذه الدنيا، للعمل والمشاركة الفعالة في إعمار وبناء وتنمية وطنه في كل المجالات العمرانية والزراعية والمهنية وغيرها من التخصصات، ولم يوجده في هذه الدنيا ليكون عاطلا لا عمل لديه يتنفع به وينفع به بلده.
أملنا أن تتضافر كل الجهود في البلد، لحل هذه المشكلة الإنسانية التي تؤرق الكثير من الأسر البحرينية، إذا ما تحقق هذا المطلب الإنساني، ستكون له بالتأكيد انعكاسات إيجابية في أوساط المجتمع المحلي، في اعتقاد الكثيرين من الناس أن فرص حل مشكلة البطالة في البلاد متوافرة بصورة كبيرة، وإذا ما تواجدت الإرادة الحقيقية لحلها حلا جذريا فستحل سريعا، أسرع من كل التوقعات، نسأل الله التوفيق والسداد لكل الساعين في البلاد لحل هذه القضية الإنسانية.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4924 - الإثنين 29 فبراير 2016م الموافق 21 جمادى الأولى 1437هـ
لقمة العيش صعب الحصول عليها عند البعض .
وما ادراك ما البطالة
الدول التي تهتم بالتمنية يكون المواطن هو أهم رأسمالها، تستثمر فيه، وتخطط به إلى المستقبل، لأنها تعلم بأنه سيعود عليها بأضعاف ما كلفته في تعليمه. لكن هذا بالطبع في الدول التي تؤمن بالإنسان، وهو ما يستدعي كل ما له علاقة باحترام الإنسان وحقوقه، والعمل أهم هذه الحقوق؛ لأنها تعني وجوده.
للأسف، نحن بيننا وبين هذا الشكل من الدولة مسافة طويلة، إذا كانت هناك عقول مهملة ومهمشة، لأسباب تتعلق بطائفتها لا غير.. في الوقت الذي يستورد من هو أقل كفاءة.
لا يمكن ايجاد حل للبطالة في ظل وجود وزارة عمل أوهن من بيت العنكبوت وديوان خدمة يمارس الطائفية بأفضع أشكالها
البحرين لايمكن ان يكون بها بطالة بهذا الحجم المفزع،لكن (..) وجلب العمالة الاجنبية برأيي هما السبب وهذا طبعاً للإضرار بشعب البحرين الأصلي
البحرين صارت عذاري
تسقي البعيد وتخلي القريب ، مشروع سياسي لتطفيش المواطنين بهذه البطالة
لدي أنموذجين
في بيتنا فقط وأسرتنا ، زوجتي الجامعية عاطلة منذ أكثر من ٧ سنوات ، أختي الجامعية تعمل في وظيفة دوامها ٩ ساعات براتب زهيد وعقود مؤقتة وفي غير مجالها البتة، أخي يحمل شهادة في الإسعافات رفضوه المستشفى (...) بسبب طائفته بعدما وافقوا على كل شيء وطلبوا عقد زواج والديه !!
واغربتاه في هذا الوطن!
كم نتألم ولا أحد يسمعنا
مؤلم جدا أن الأجنبي يشغل وظائف أبنائنا وبناتنا الذين لا تنقصهم الكفاءة ، ومؤلم واقعنا مع التمييز !
عمري 29 سنة و لحين عاطلة عن العمل
أخواني جميعهم خريجي الجامعات و هم أيضا عاطلين عن العمل
القهر أن كل سنة نقدم على وزارة التربية
و نشوف ساعات الانتظار الطويلة إلى 9 مغرب
و في النهاية ما يوظفون أحد و يجيبون من بره أجانب مصرين و أردنين و يقولون ما في بحرينين عاطلين
عجل الي يقدمون كا سنة و تتكدس أعدادهم في الوزارة
من وين يطلعون
الصراحة قهر انا تخصصي حاسوب لا شركات تبغاني عجزت من التقديم و لا وزارة اتصلوا لي و لا حتى التربية ما أقول الا الله يأخذ حقي و حق كل عاطل من الظالم
شكرًا استاذي ..مقال وضع اليد على الجرح في موضوع غاب عن النقاش ..إلى متى سيبقى العاطلون لا سيما في مجال التربية مع ايفاد المعلمين من الخارج ..أليس المواطن أولى ؟!
البطالة
البطالة ليست معممة ع الجميع وإنما مقصودة للفئة المغضوب عليها منذ عقود من الزمن فصبر صبرا يا أبناء الوطن الأصليين.
وزارة التربية وكل الوزارات والشركات الكبيرة تنفذ أوامر طائفية...
إن فرج هذا الشعب بيد الله تعالى وحده...ويل ثم ويل للظالمين، وعند الله تجتمع الخصوم.
مقال رائع استاذ سالم
الأدهى والأمر يجلبون موظفين من خارج البلد للعمل في سلك التعليم وهم دون المستوى
وأغلبهم مدرسين يدرسون في غير تخصصاتهم
وفي المقابل ذابحينا انه احنا غير مؤهلين ولا في شواغر لتخصصاتنا!
الحل عندي وانا بو هندي: اجلبوا عدد من الأجانب ووظفوهم وبذلك ستحلّ أزمة البطالة ، بل ازيد على ذلك اعطوا الاجانب مزيد من المزايا والرعاية واطردوا لكم كم الف مواطن هكذا تكون العدالة تامّة
للاسف ما يجري هو افقار ممنهج لفئة معينة
اذا كان الجامعيون غير مؤهلين فكيف اصبح المتطوعون الاميون مؤهلين لتربية الاجيال
عاطله من 2007 .. كان املي كبير بوظيفة تناسب مؤهلي ورغبتي الشديدة في العطاء والعمل .. تبخر الأمل بعد سنوات التعلم والجد والنشاط .. أمضيت فيها سني عمري انتظر وظيفة في مؤسسات ووزارات الدولة .. عشت الفقر حين صعبت تكاليف المعيشة. . وأصبح صعبا أن يتكفلها زوجي الذي يعمل ليل نهار .. سامحوني والدي وزوجي وأبنائي كان املي أن أعينكم على شقوة الحياة .. سامحني يا وطني كانت رغبتي خدمتك .. ما بيدي حيلة????
الاستاد الفاضل سلمان سالم المقال أكثر من ممتاز شكرًا جزيلا لك
هناك الكثير من العاطلين الجامعين الذين قضوا ١٠ سنوات من عمرهم الوظيفي عاطلين عن العمل ، هذه جريمة ارتكبت بحقهم و يجب محاسبة المسئول عن هذا ، وزارة التربية تستجلب المدرسين الأجانب وتجعلهم مدرسين احتياط ، أليس الاولى ان توظف المواطن؟؟!!
البطالة تكفي في كشف زيف الحكومة وعدم قدرتها على الإيفاء بواجباتها
والسؤال الذي لا يغادر البال دائماً : لماذا كل العاطلين من الطائفة....
هذا السؤال له اجابات كثيرة ولكنها مؤلمة ومرة
الشيعة فقط هم العاطلين عن العمل
الشيعة فقط هم من يعملون بعقود مؤقتة
الشيعة فقط هم من يعملون في وظائف دونية
... فقط هم من يعملون في وظائف لا تناسب تخصصاتهم
... فقط يعملون في وظائف اقل من مؤهلاتهم
... فقط وفقط
خلف هذا الواقع تقف كل المشكلات