باشرت الأمم المتحدة اليوم الإثنين (29 فبراير/ شباط 2016) ادخال مساعدات إنسانية إلى إحدى المدن المحاصرة في سورية، محذرة من أن الجوع قد يودي بحياة الآلاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الأعمال العدائية صامداً على رغم بعض الأحداث المتفرقة في يومه الثالث.
وللمرة الأولى بعد سريان الهدنة، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري "إن عشر شاحنات من أصل 51 شاحنة" دخلت إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق. وأشارت إلى أن الشاحنات "محملة بمواد غير غذائية من أغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومسحوق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين" في الأمم المتحدة. ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات إلى المدينة اليوم.
وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم منذ العام تقريباً التوصل إلى هدنة، ما أدى إلى تحسن الظروف الإنسانية والمعيشية فيها. لكن الأمم المتحدة أعادت تصنيفها بـ "المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصد وفاة ثمانية أشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
وهي القافلة الأولى التي يتم إدخالها من الأمم المتحدة إلى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي.
وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم أن الجوع قد يودي بحياة "الآلاف" خلال عمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سورية. وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفاً أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف".
وتخطط الأمم المتحدة لإرسال مساعدات في الأيام المقبلة إلى 154 ألف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة أما من قوات النظام وأما من فصائل مقاتلة معارضة له. ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.