أكتب مقالي بصورة مستعجلة من الطائرة التي تقلني إلى وطني البحرين بعد أن عشنا انتخابات اكبر منظمة رياضية أهلية «الفيفا» عن قرب وشاهدنا كيف تدار عملية الانتخابات... كما حضرنا أكثر من اجتماع قاري من أجل الفضول والتعرف على الشخصيات الكروية العالمية... وكنا نعيش حلم فوز ابن البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي اتجه في السنة الأخيرة إلى منعطف خطير كاد يعصف بكيانه القوي ويضعف قدرته التي جعلت من قراراته ذات يوم أقوى من قرارات حكومات الدول.
حقيقة أنا من الأشخاص الذي يعرف تماما بأن الشيخ سلمان لم يكن يرغب في الإقدام على خطوة الرئاسة. ويجد بأن الوقت مازال مبكرا عليها... فهو كرئيس اتحاد آسيوي لم ينفذ نصف طموحاته ومازال الطريق أمامه طويلاً لكي يثبت أقدامه ويسجل للكرة الآسيوية انجازاته.
لذلك حينما التقيت به بعد الانتخابات قال لي، «الليلة استطيع النوم وأنا مرتاح البال من دون قلق نفسي. فقد كنت طوال الشهرين الماضيين في صراع مع النفس بسبب إقدامي على الترشح... وهو ما لم أكن أتمناه من البداية».
ما ذكرته قد يجد فيه البعض تبريرات لخسارته مقعد الرئاسة. وهذا غير صحيح ولكن ما أقوله وهو المهم، بأن الشيخ سلمان حتى ليلتين ماضيتين كان هو الأقرب.. وهو من يستحق اللقب.. لا بسبب إجماع الدول العربية على فوز الإنسان العربي، فهي أبعد من ذلك! ولا في وعودها المضروبة التي أصبحت في زيورخ محل تندر الجميع... ولكنه كان الأقرب للفوز بسبب أصوات دول قارة آسيا وقارة إفريقيا وعدد قليل من دول أميركا الوسطى والجنوبية والتي كانت تطالب بالتغيير... وان تذهب الرئاسة لمن يستحقها بغض النظر عن ديانته أو جنسه.
نعم بمثل ما استفاد الشيخ سلمان من الدرس وخرج مرفوع الرأس.. نعود إلى البحرين ونحن نحمل الذكريات الجميلة واللحظات المتعبة.. بسبب ما شاهدناه من احترام حقيقي للإنسان العربي ممثلاً في الشيخ سلمان ابن البحرين البار.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4922 - السبت 27 فبراير 2016م الموافق 19 جمادى الأولى 1437هـ