قبل أن أغادر إلى زيوريخ بيومين، استضافتني قناة الكأس القطرية في برنامج «رأي وقضية» للحديث عن انتخابات الفيفا التي جمعت ابن البحرين رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم ورئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم الأمير علي بن الحسين والسويسري انفانتينو والفرنسي جيروم، ولكي أدلي بدلوي حول حظوظ الشيخ سلمان في تبوء رئاسة الاتحاد الدولي، والتي أوضحت فيها تفاؤلي وتخوفي من مواقف الدول العربية.

وفي هذه الحلقة، كان على الطرف الآخر من أوروبا، المحرر الإنجليزي المعتق، الذي بهرني بكلمتين قالها وكانت ترجمتها مثل السحر في الانتخابات... فقد قال: «نحن الأوروبيين لا نعطي أصواتنا إلا للمرشح الأوروبي»، والمعنى واضح وصريح ولا يحتاج إلى تفسير، غير أنهم يحافظون على قوميتهم مهما كان اختلاف وجهات النظر.

وكلماته تترجمت في الانتخابات؛ لأن أوروبا أجمعت على السويسري إنفانتينو، على رغم علمهم بخبرته المتواضعة في إدارة شئون اللعبة؛ لأنه لم يرأس اتحادا كرويا قط.

ولكن ماذا عنا نحن العرب... فقد تشتت أصواتهم ولم يجمعوا على مرشح واحد، رغم علمهم الجيد بأحقية الشيخ سلمان ومكانته المرموقة قاريا ودوليا، فتشتت اصواتهم في الدور الاول، وكنا نأمل أن يستفيدوا من نتيجة الاقتراح ويجمعوا على ابن البحرين، الذي حصل على 85 صوتا مقابل 88 صوتا للسويسري... ولكن ما حدث أنه تراجعت أصوات الأمير علي من 27 صوتا إلى 4 أصوات... فأين ذهبت أصواتكم يا عرب؟

تلك الحقيقة تحز في النفس وتدعو إلى الأسى على مسميات وتنظيمات عربية لا وجود لها على أرض الواقع... فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم.

عموما... أقول بكل فخر واعتزاز بأن الشيخ سلمان أصبح علامة مضيئة في سماء البحرين، وأثبت بأنه قائد محنك أدار عملية الانتخاب بكل كفاءة رغم قلة عدد فريق العمل... وضرب مثلا رائعا على إرادة وتصميم الإنسان البحريني، الذي يؤمن بما منحه الله من امكانات ولو كانت متواضعة، ويسجل اكبر الانجازات الرياضية التي نفخر بها.