صحيح أن مشاركة لاعبة التنس العمانية فاطمة النبهاني لم تكتمل فصولها نجاحاً في بطولة قطر المفتوحة للتنس هذا العام بعد خروجها من الدور الأول، لكن اللاعبة أكدت مرة جديدة أنها تمثل النموذج اللافت للمرأة الخليجية المحبة لهذه الرياضة التي لم تشهد تاريخيا أي حضور نسائي خليجي بارز.
فاطمة، التي كتبت، باكرا، حسن الختام في مشاركتها في البطولة التي تقام سنويا في الدوحة، اعترفت أنها لم تقدم مستواها الطبيعي في مباراتها أمام الكرواتية دونا فيكتش، وأعربت في الوقت نفسه عن أسفها لخسارتها القاسية بمجموعتين من دون رد (0-6) و(0-6).
واعترفت النبهانى (24 عاما) التي شاركت في البطولة ببطاقة دعوة بتفوق اللاعبة الكرواتية في المباراة، ولفتت لوكالة "فرانس برس" إلى أنها حاولت تقديم أفضل ما لديها في المباراة لكن أداءها تأثر بسبب تراجع لياقتها البدنية على حد تعبيرها.
وتقول فاطمة، وهي ابنة لأب عماني وأم مصرية أن عشقها للتنس بدأ عندما كان عمرها 4 سنوات، وتضيف "عندما وصلت لسن التاسعة تحولت إلى عالم الاحتراف، وأدين بالفضل لوالدتي فيما وصلت إليه لأنها ساعدتني كثيرا في بداياتي".
وتعيش فاطمة في أجواء عائلية رياضية بالكامل، فقد سبقها في ممارسة اللعبة شقيقاها اللذان نجحا في تحقيق العديد من البطولات، لكن الفضل الأول يعود إلى والدتها هدى مصطفى التي اكتشفت موهبة فاطمة مبكرا وعملت على صقلها خصوصا إنها خريجة تربية رياضية.
وينتاب فاطمة شعور بالتأثر حين تتحدث عن بداياتها مع والدتها وتقول "دربتني والدتي في البداية وكانت خير من اعانني على مواجهة الصعوبات وما زالت تواكبني في كل المباريات والبطولات مقدّمةً لي الدعم الذي أحتاجه".
وتضيف "بالنسبة للتدريب مع متخصص فهو موضوع مهم جداً. أنا الآن أتمرن مع أكاديمية في فرانكفورت- ألمانيا، إذ أشعر بالرضى التام بين مدربيها والقيمين عليها".
وكانت أولى المحطات البارزة في حياة فاطمة النبهاني خلال الدورة العربية التي أقيمت في الدوحة العام 2011. وقتذاك، نجحت اللاعبة العمانية في تحقيق الميدالية الذهبية في مسابقة الفردي لتعبد الطريق أمامها لاستكمال مشوارها مع التنس.
وإذ تعترف فاطمة أنها لم تستعد بالشكل الكافي لبطولة الدوحة المفتوحة بعدما اقتصرت استعداداتها على المشاركة في بطولة دبي، تؤكد إن هدفها التقدم في الترتيب العالمي كي تكون ضمن أفضل 250 لاعبة على العالم بهدف أن تسنح لها الفرصة للمشاركة في البطولات الأربع الكبرى.
وعلى المستوى الدولي كان العام الفائت 2015 مميزا للاعبة العمانية التي نجحت في حصد بطولات المنامة واليونان وشرم الشيخ وتونس وحيدر أباد والرباط، كما نجحت اللاعبة المصنفة 384 عالميا بالظفر بالعديد من البطولات الخليجية أبرزها بطولة مجلس التعاون الخليجي التي أقيمت على أرضها وبين جماهيرها في مسقط.
وعلى رغم إدراكها لصعوبة انتشار اللعبة في الخليج تقول فاطمة: "أعتقد إن المستقبل يحمل الكثير من الآمال خصوصا على مستوى الخليج ".
وعن تجربتها تقول فاطمة: "تمكنت أن أثبت لنفسي وللآخرين بان المرأة العمانية قادرة على الوصول إلى المحافل الدولية والتميز فيها".
وترى أن الأهداف كثيرة وانه يجب العمل بجدية لتحقيقها دون إغفال العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والعثرات التي اعترضت طريقها لتصبح مثالاً حقيقياً للعدد المتزايد من الفتيات الشابات في الشرق الأوسط اللواتي يشاركن في أعلى مستويات المنافسة الرياضية العالمية.
وتستعيد اللاعبة العمانية الصعوبات التي واجهتها حين اضطرت إلى مواصلة المشوار من دون مدرّب محترف، معتمدةً فقط على دعم عائلتها وتحفيزها، "أريد أن يبدأ المزيد والمزيد من الفتيات بممارسة الرياضة، فلا أريد أن أكون لاعبة التنس الوحيدة هنا".
والى جانب احترافها التنس تعتبر فاطمة النبهائي سفيرة لإحدى شركات الملابس الرياضية، وتقوم بأنشطة متعددة بهدف دعم رياضة المرأة في المنطقة.