للمرة الثانية خلال تسعة أشهر، تتجه أنظار العالم نحو مدينة زيوريخ السويسرية إذ تشهد يوم الجمعة المقبل انتخاب الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) الذي يشهد أيضا التصديق على حزمة إصلاحات بهدف استعادة مصداقية الفيفا، وذلك وسط أمال بعدم وقوع المزيد من حالات الاعتقال للمسئولين.
ولن يتمكن رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر المنتهية ولايته من حضور الكونجرس كما كان مقررا في البداية، إذ تلقى عقوبة الإيقاف ثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بقرار من لجنة القيم بالفيفا فيما يتعلق بـ "مبلغ مثير للشبهة" حوله إلى رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني، والموقوف أيضا.
وتمثل الانتخابات صفحة النهاية ل"عصر" بلاتر الذي عمل طوال أربعة عقود في الفيفا، منها 18 عاما قضاها في منصب الرئيس.
وسيرأس، القائم بأعمال رئيس الفيفا الكاميروني عيسى حياتو باعتباره النائب الأول للرئيس، الكونجرس الذي ينعقد في قاعة مجمع "هالنستاديون" التي احتضنت أيضا الانتخابات الماضية في 29 مايو/ أيار الماضي حين انتخب بلاتر رئيسا لولاية خامسة، قبل أن يعلن بعدها بأربعة أيام إجراء انتخابات رئاسية خلال كونجرس استثنائي.
وقال حياتو إن الانتخابات "ستكون نقطة بداية لعهد جديد للفيفا وكرة القدم حول العالم" كما أن الإصلاحات "ستبدأ عملية إعادة بناء الثقة وإعادة تأسيس الفيفا كمنظمة رياضية حديثة احترافية موثوق بها".
كذلك يرأس حياتو اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا المقرر غدا الأربعاء بمقر الفيفا والذي يشكل بداية أيام حاسمة في إدارة كرة القدم.
وتعقد أربعة اتحادات من الاتحادات القارية الستة الاجتماعات الأخيرة قبل الكونجرس بعد غدا (الخميس)، بينما يعقد الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) اجتماعا استثنائيا للجمعية العمومية (كونجرس اليويفا) في اليوم نفسه، سيركز بشكل أساسي على تناول القضايا الإدارية ومن بينها التقرير المالي السنوي.
وفي العام الماضي، ألقي القبض على سبعة مسئولين في أحد الفنادق بمدينة زيوريخ قبل يومين فقط من الكونجرس الذي شهد انتخاب بلاتر لولاية خامسة في 29 مايو، كما ألقي القبض على مسئولين اثنين آخرين في الفندق نفسه في ديسمبر/ كانون الأول قبل اجتماع للجنة التنفيذية ناقش تحقيقات فساد تجريها الولايات المتحدة الأمريكية شملت 41 شخصا وكيانا حتى الآن.
كذلك تجري هيئة الإدعاء السويسرية تحقيقات في الفيفا ضمن القضية التي أطاحت ببلاتر من الفيفا وكذلك ميشيل بلاتيني من رئاسة الاتحاد الأوروبي (يويفا)، إذ عوقب بلاتيني كذلك بالإيقاف ثمانية أعوام بعد تلقيه مبلغ المليوني دولار "المثير للشبهة" في العام 2011، بدعوى أنه نظير عمل أنجزه للفيفا قبلها بعشرة أعوام.
وقطعت العقوبة الطريق أمام بلاتيني للمنافسة على رئاسة الفيفا، ليتقدم الأمين العام جياني إنفانتينو إلى الانتخابات ممثلا لليويفا في الصراع على رئاسة الفيفا.
وتصب الترشيحات بشكل كبير لصالح إنفانتينو وكذلك رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
وتضم قائمة المرشحين أيضا الأردني الأمير علي بن الحسين، الذي خسر انتخابات 2015 أمام بلاتر، والفرنسي جيروم شامبين الأمين العام المساعد سابقا بالفيفا ورجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل.
وتجرى الانتخابات بنظام التصويت السري من قبل الاتحادات ال209 الأعضاء بالفيفا.
ولا يتوقع أن يحصل أحد المرشحين على أغبية الثلثين (140 صوتا) المطلوبة للفوز في الجولة الأولى، بينما يشترط حصول مرشح على 105 صوتا على الأقل في الجولة الثانية للفوز بمقعد الرئاسة.
ويحظى إنفانتينو بدعم اليويفا والاتحادات ال53 الأعضاء به وكذلك اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) ويشمل عشرة أصوات، ويحتاج أيضا إلى حصد أغلب الأصوات ال35 من اتحاد الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
أما الشيخ سلمان، فيمكنه توقع الحصول على الأغلبية من 46 صوتا آسيويا كما أنه يحظى بتأييد من القارة الأفريقية التي تضم 54 صوتا.
أما الأصوات ال11 المتبقية فتخص اتحادات الأوقيانوس.
وتعهد جميع المرشحين بإصلاحات شاملة بالفيفا وهو ما سيجري تمهيد الطريق أمامه من خلال حزمة إصلاحات طالب بها الكثير من النقاد ورعاة الفيفا منذ فترة طويلة.
وتتضمن الإصلاحات تغييرات إدارية واسعة من بينها تغييرات في دور الرئيس ووضع حد أقصى لفترات كبار المسئولين وتشكيل مجلس يحل مكان اللجنة التنفيذية لا تكون لديه السلطات التنفيذية، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية بشكل عام.
ومع ذلك يرى البعض، أن تلك التغييرات ليست شاملة بالشكل الكافي، كما لا يرى البعض في أي من المرشحين البارزين، رئيسا مناسبا للفيفا.
كذلك يرى البعض أن إنفانتينو يمثل النظام السابق، بعد أن اعتبر البعض أيضا أن بلاتيني "مرشد" لبلاتر ويحظى بحمايته، وذلك قبل أن يخرج من السباق على الرئاسة.