يوم أمس كان حافلاً بالعديد من الفعاليات، وجميعها مهمة، ولا يمكن للمرء أن يحضرها جميعاً لأنها تحدُث في أوقات متداخلة. ففي الصباح كان هناك اللقاء الذي عقده وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وتحدّث فيه عن المخاطر التي تواجه الأمن الوطني، وتوجُّه الوزارة لاعتماد نهج استباقي، واتخاذ إجراءات لإبعاد التدخل الإيراني في شئون البحرين.
وفي المساء رعى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة تدشين فيلم يحكي قصة الشراكة العميقة بين مملكة البحرين ومنظمة الأمم المتحدة، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، وكيف أن البحرين، من خلال احتضان ست وكالات، و15 وكالة أممية تزور البحرين، استطاعت أن ترتقي بسجل حافل بالإنجازات، وذلك منذ انضمام البحرين للأمم المتحدة في مطلع السبعينات وحتى الآن.
هناك مشتركات في الاستعراض الصباحي لوزارة الداخلية، والاستعراض المسائي لوزارة الخارجية مع الأمم المتحدة، وأهمها الملحمة التي سطّرها شعب البحرين في 1970. وفي هذا المجال، فلابد من استذكار كيف تم استقبال موفد الأمم المتحدة فيتوريو ونسبير جيوشاردي، الذي زار البحرين في 30 مارس/ آذار 1970، وصرّح حينها بأنّ زيارته تهدف إلى التحقُّق من رغبات شعب البحرين، وأنه سيجري مشاوراته مع ضمان حرية التعبير للمواطنين عن آرائهم في سرّية تامّة، وكيف أنه بقي حتى 18 أبريل/ نيسان 1970 وزار مناطق البحرين المختلفة، ومن ثم قدّم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك يو ثانت في 2 مايو/ أيار 1970، وقال فيه «لقد استنتجت بقناعة أن الأغلبية الساحقة من شعب البحرين يرغبون في الحصول على الاعتراف بهويّتهم في ظلِّ دولة مستقلّة ذات سيادة كاملة وحُرّة في أن تقرر بنفسها علاقاتها مع الدول الأخرى».
وعليه، ففي 11 مايو 1970، اجتمع مجلس الأمن الدولي وتبنّى بالإجماع قرار رقم 278 أيّد فيه تقرير ممثل الأمين العام الشخصي، ورحّب باستنتاجات ونتائج التقرير، وبذلك نشرت البحرين عَلَمها المستقل بين الأمم، وثبّتت الأمم المتحدة إرادة شعب البحرين التي لا تتغيّر؛ لأنها إرادة ووجدان وضمير معقود بحب الوطن، لا يهتزُّ مهما تعقّدت الظروف، ومهما ساءت الأوضاع لأيِّ سبب كان.
محطة أخرى ينبغي استذكارها، وهي وقفة شعب البحرين في 2001، مع جلالة الملك، عندما طرح مشروع ميثاق العمل الوطني ومازالت أحداث ذلك العام محفوظة في الذاكرة والتي أفرحت قلوب الجميع ومثّلت نقلة نوعيّة لأنها جمعت البحرينيين على الثقة بقائد المسيرة، والثقة بأنفسهم، والثقة ببعضهم البعض، وهذا ما يجب أن نحفظه في ذاكرتنا باستمرار لكي يبقى عَلَمُ البحرين خفّاقاً بين الأمم.
لقد أوضح الفيلم الذي عُرض في أمسية الاحتفال بعلاقة البحرين مع الأمم المتحدة إنجازات البحرين في فترات محورية سابقة، وعلينا الآن أن نُحقّق الإنجازات ذاتها بالاعتماد على عزمنا الجماعي وبذل المزيد لتعزيز السلام والأمن وحفظ السيادة واحترام حقوق الإنسان.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4916 - الأحد 21 فبراير 2016م الموافق 13 جمادى الأولى 1437هـ
تصحيح
اسم المبعوث الشخصي للأمين العام لأمم المتحدة في البحرين هو وينسبير
نعم دكتورنا العزيز صدقت يجب أن نحقق الإنجازات بعزمنا الجماعي هذا ما يرجع الثقة ببعضنا البعض
ياريت الزمن يرجع ويرجع معاه عزمنا الجماعي
العمل بالرواية الرسمية
مؤسف أن نعمل بالرواية الرسمية من دون النظر في الحقائق والمصائب
البحرينيون
البحرينيون إنجزو وسينجزون
ام
يا ريت الزمان يرجع
الزمان يرجع
تبي الزمان يرجع ..