كلمة بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم الموافق 21 فبراير/ شباط 2016) «التعليم الجيد ولغة (أو لغات) التدريس ونتائج التعلُّم»، هذا هو موضوع اليوم الدولي للغة الأم للعام 2016. ويبيّن اختيار هذا الموضوع أهمية اللغة الأم للتعليم الجيد والتنوع اللغوي، من أجل المضيّ قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة الجديدة للعام 2030.
وتركّز خطة التنمية المستدامة للعام 2030، في هدف التنمية المستدامة 4 الخاص بالتعليم، على التعليم الجيد والتعلُّم مدى الحياة للجميع سعياً إلى تمكين الناس كافة، رجالاً ونساءً، من اكتساب المهارات والمعارف والقِيم اللازمة لتحقيق كل تطلعاﺗﻬم والمشاركة في حياة مجتمعاﺗﻬم على أكمل وجه. وهذا أمر مهم للغاية للفتيات والنساء، وكذلك للأقليات والسكان الأصليين وسكان المناطق الريفية. وقد أُخذت هذه المسألة بعين الاعتبار في إطار العمل الخاص بالتعليم حتى العام 2030، الذي أعدته اليونسكو من أجل الاسترشاد به لتنفيذ جدول أعمال التعليم حتى العام 2030، والذي يشجّع على احترام استخدام اللغة الأم في التدريس والتعلّم احتراماً تاماً، وعلى صون التنوع اللغوي وتعزيزه، فالتنوع اللغوي ضروري لتحقيق هذه الأهداف - وهو ضروي أيضاً للنجاح في تنفيذ كل ما تنص عليه خطة التنمية المستدامة للعام 2030 بشأن النمو وفرص العمل والصحة والاستهلاك والإنتاج المستدامين وتغير المناخ.
وتعمل اليونسكو على تعزيز التنوع اللغوي على شبكة الإنترنت أيضاً عن طريق دعم المساعي المتعلقة بالمعارف المحلية والدراية الإعلامية والمعلوماتية. وتبرز اليونسكو، عن طريق مشروع نُظم المعارف المحلية، ومعارف السكان الأصليين، أهمية اللغة الأم واللغات المحلية بوصفها وسائل لصون ونشر ثقافات ومعارف السكان الأصليين الزاخرة بالمواعظ والحِكم.
وتُعدّ اللغة الأم، في أي نهج متعدد اللغات، من العناصر الضرورية للتعليم الجيد الذي يشكّل الأساس الذي تقوم عليه عملية تمكين النساء والرجال ومجتمعاﺗﻬم. ويجب علينا الإقرار ﺑﻬذه القوة الكامنة في اللغة الأم وتعزيزها لكي لا يتخلف أحد عن الركب، ومن أجل صنع مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للجميع.
وهذه هي الرسالة التي تودّ اليونسكو تبليغها في هذا اليوم الدولي للغة الأم.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 4915 - السبت 20 فبراير 2016م الموافق 12 جمادى الأولى 1437هـ