يساور القلق قلب الكثير من الأمهات حينما يشكو أحد أبنائهن من ألمٍ شديد في العظام معللة ذلك القلق بـ «مازال صغيراً فما السبب؟!»

إليكِ الإجابة: ألم العظام في هذا السن قد يكون ناتجاً عن أسباب كثيرة، منها أن الطفل في طور النمو وفي فترة نشاطه، فإما أن يكون ناتجاً من إجهاد العضلات أو آلام النمو التي عادةً ما يشكو منها كثير من الأطفال في سن 3- 12 سنة. أهم ما يميز هذا الألم الذي قد يمتد من دقيقة إلى سويعات بأنه يبدأ بعد فترات التعب أو وقت النوم. من جانب آخر فإنه يتركز في الجزء الأمامي من الفخذ والركبة والساق الخلفي من كلا الجهتين - اليسار واليمين - على حد السواء. ويُصاحب هذا الألم في الغالب صداع الرأس وآلام في البطن.

الكثير من الأطفال يستجيبون للعلاج الطبيعي دون الحاجة للمسكنات حيث إن أخصائي العلاج الطبيعي بإمكانه وضع خطة علاجية ملائمة مع أعراض الطفل.

يضع أخصائي العلاج الطبيعي أهداف خطته العلاجية بناءً على فحص قوة العضلات، المدى الحركي والتحليل «البيوميكانيكي» لجسم الطفل الذي من خلاله يتم استبعاد وجود أي تشوهات خلقية أو القوام الخاطئ الذي من شأنه أن يساهم في زيادة المشكلة كالقدم المسطحة، انحراف العمود الفقري، الركبتين المتلاصقتين وغيرها.

تتركز أهداف هذه الخطة العلاجية على محاولة تخفيف الألم، والمحافظة على المدى الحركي لمفاصل الجسم، بالإضافة إلى تحسين قوة وأداء العضلات، وتصحيح وضعيات القوام الخاطئة إن وجدت، وذلك من خلال مجموعة من تمارين التقوية والمرونة والمدى الحركي، كما إن بإمكان الأخصائي استخدام نوع خاص من اللاصق الطبي المرن وغيره من الأساليب العلاجية الحديثة المُثبت علمياً مدى تأثيرها الفعال في علاج مشاكل العظام وتحديداً لهذه الفئة العمرية.

أما في حالة وجود علاقة مباشرة بين زيادة النشاط العضلي والألم سيقوم الأخصائي بتشجيع الطفل على مداومة بعض الاستراتيجيات بين فترات اللعب كتمارين التنفس وغيرها، التي ستمنع حدوث الإجهاد خلال اليوم. بالإضافة إلى اتباع بعض التعليمات التي بإمكان الأم اتباعها وقت الألم في المنزل على سبيل المثال استخدام الكمادات الدافئة وعمل مساج لمنطقة الألم.