الحديث عن سوق التدريب في البحرين ذو شجون وعلل؛ ولستُ هنا لسرد ما تعانيه المراكز والمعاهد التدريبية أبداً، بل للحديث عن المواطن الذي يبحث عن أي ومضة نور بإمكانها تعليمه صنعة أو مهارة تشد أزره وتعينه على مواجهة الحياة بقلب أشد بأساً وإرادة تنقله من اليأس إلى الأمل وعلم يفتح له أبواباً للرزق.
هذا المواطن الذي من الممكن أن يؤجل كثيراً من الأمور الأساسية في الحياة كي يشترك في دورة تدريبية أو كي يرسل أحد أبنائه لتعلم شيء جديد يفيده في أي مجال يشعر بأهميته. المواطن الذي يولي للتعليم أهمية كبرى وهو ما نشهده من خلال اهتمامه بتعليمه اللغات في المعاهد أو من خلال ضمه لإحدى المدارس الخاصة التي يشعر بأنها خير عون له، خصوصاً ومناهجنا الحكومية قاصرة في مجال تعليم اللغات.
كل ما ذكر أعلاه يبدو مثالياً وربما عادياً ، لكن ما هو غير عادي ولا مثالي هو ما تقوم به بعض مراكز التدريب وشركات ومكاتب إدارة الفعاليات التي تهدف إلى مص جيوب المواطنين من غير الالتفات إلى نوعية ما يقدم ولا مستواه، بل كل ما تقوم به هو وضع عناوين براقة من الممكن أن تكون طعماً لمن لا خبرة له في هذا المجال.
ما جعلني أكتب في هذا المجال هو إعلان أرسلته إحدى الصديقات في إحدى المجموعات على برنامج للتواصل الاجتماعي، فأثار حفيظة الأعضاء وبدأوا بالتحدث عن هذا السوق الذي لا يهمه إلا جيب المواطن، في ظل غفلة أو غفوة الجهات المعنية بهذا، كوزارة التربية والعمل وهيئة تنظيم سوق العمل ووزارة التجارة.
اليوم تنشر إعلانات كثيرة تكاد تغرق وسائل التواصل الاجتماعي حول دورات وورش تدريبية كثير منها يقدمها مبتدئون لا يمتلكون القدرة على إعداد حقيبة تدريبية صالحة للتدريس، إضافة إلى كثير من المواضيع التي لو تأملناها لوجدناها مجرد خزعبلات لا تمت للواقع أو الحقيقة بصلة، وهنا لا أعني علوم الطاقة على سبيل المثال التي يؤمن بها من يؤمن، ولكني أتحدث عن تلك الورش التي تقام لمدة نصف يوم أو أقل وتوهم المتدرب أنه سيخرج منها وهو يعلم كل ما يدور حول موضوعها، كأن تؤلف كتاباً في دورة لا تزيد عن الخمس ساعات، أو تتحول في ثلاث ساعات إلى صحفي نجم، أو مصور ماهر، أو مونتير يشار له بالبنان، أو مصمم يمتلك كل مهارات التصميم على ثلاثة برامج في يومين، وذلك من خلال ما يطلق من عناوين لهذه الورش ومن خلال عدم وجود أي شرط للالتحاق بها، حتى يظن من يسجل فيها أن ما قرأه في عناوينها حقيقي.
وهنا لا أعني بالطبع الدورات التدريبية التي تشرف عليها الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب والتي تقدم في المعاهد والمراكز التي خصصت لهذا الغرض، فنحن نعرف ما تقوم به من جهد ودور في الرقابة عليها، لكننا نتحدث عن تلك الورش والدورات التي تقدم كأنها سلعة في سوق الخضار من غير رقيب أو مشرف.
السؤال المطروح هنا هو لماذا لا تقوم أي جهة مسئولة بالإشراف على كل هذه الدورات والورش ووضع حد لكل هذا الاستهتار بعقول المواطنين والمقيمين، ولماذا لا يفرض على المراكز والمكاتب والمعاهد عرض هذه الحقائب التدريبية المشفوعة بالسير الذاتية والشهادات التعليمية للمدربين، والتأكد من موافاتها للشروط أو على الأقل التأكد من مطابقة مخرجاتها لما كتب في إعلاناتها؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4912 - الأربعاء 17 فبراير 2016م الموافق 09 جمادى الأولى 1437هـ
إدارة شؤون معاهد التدريب في وزارة العمل هي من يقوم بالإشراف على عناويين الدورات التدريبية في المعاهد المهنية ولكن هذا لا يعني بأنه هناك تدقيق عميق لكل حرف يكتب. الموافقة على الدورة وإسمها ومدربها يتم بناءً على أدنى المتطلبات. أدنى المتطلبات تحدد من قانون رقم 25 لسنة 1998 بشأن المؤسسات التعليمية والتدريبية الخاصة والقرارات التنفيذية الصادرة له.
هناك خلط في الامور
التدريب نفس كل مهنه فيها الصالح وفيها الطالح
الدورات التدريبية
الدورات التدريبية التي يقوم بعض الشباب من المواطنين الأكفاء يعتبر مصدر رزق لهم فالرجاء كل الرجاء عدم غلق هذا الباب ...
تجربتي
لم اجد حماسا في الشياب للتعلم. أكثرهم يرغبون في قضاء وقتهم في التسلية.
زائر 2..يبدوا أنك من خلطت الحابل بالنابل..الكاتبة المحترمة تتحدث عن الدورات التدريبية المنتشرة هذهِ الأيام والتي ينظمها اُناس لا ينتمون لمعاهد رسمية، حيث يخضع المعاهد لعمليات تدقيق من قبل وزارة العمل والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب وبالتالي فأغلب تلك البرامج دات مردود مهاري ومعرفي..أما بخصوص نقل مهام واختصاصات المجلس الأعلى للتدريب المهني إلى "تمكين" فإنهُ سيؤدي إلى فجوة مهارية كبيرة خلال الأعوام الخمسة القادمة وبالتالي سيقلل من فرص البحريني للتوظيف في القطاع الخاص...والسلام
..
استخفاف بالعقول
واحد مايفهم شي في الدنيا يطلع لك بورشة يتكلم عن مواضيع اكبر من حجمه
معظم المعاهد التعليمية والتدريبية غير مؤهلة تماما بأداء هذا الدور !! صاحب السجل بحريني ،، يجلب مدرس هندي أو فلبيني على أساس أنه محاضر ويبدأ حشو الساعات بقليل من الكلام وكثير من المراجع !! وبعض المعاهد تستعين بالمدرسين العرب العاملين في المدارس الحكومية للعمل بالدوام الجزئي ويختلط الحابل بالنابل !!
والدليل على فشل هذه المعاهد ،، شكواهم من نقل المجلس الأعلى للتدريب من وزارة العمل إلى تمكين ووضع ضوابط ومعايير مختلفة عن السابق !! يعني البقرة الحلوب توقفت عن در الحليب