يستكمل متحف موقع قلعة البحرين، المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، يوم غدٍ الخميس (18 فبراير/ شباط 2016) عامه الثامن، وبهذه المناسبة، تقيم هيئة البحرين للثقافة والآثار أمسية موسيقية في تمام الساعة 8:00 مساء يحييها الفنان البحريني فيصل الكوهجي.
وفي هذا الشأن، قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "يوم 18 فبراير نحتفي بذكرى تدشين واحد من أبرز معالم البنية التحتية الثقافية البحرينية، هو متحف موقع قلعة البحرين، ثاني متحف للبحرين يستعيد ذاكرة الحضارة البحرينية ويكرس لها الكثير من العمل المتواصل على مدى ثمان سنوات"، مضيفة "نفخر أن يكون هذا المتحف جزءا من مشروع الاستثمار في الثقافة الذي أطلقناه قبل أكثر من عقد من الزمان، وفخر لنا أن يكون بنك أركابيتا، الذي دعم بناء المتحف، شريكاً حقيقاً في صناعة الثقافة، فشكراً لمن آمن بالثقافة طريقا نحو حفظ المكتسبات الوطنية ووسيلة نعزز بها حضورنا على خريطة السياحة الثقافية الإقليمية والعالمية".
وأكدت أن "مشروع إنشاء متحف موقع قلعة البحرين إنما هو إثبات على ضرورة التكامل ما بين جميع الجهات في البحرين من أجل تحقيق المنجز الإنساني والحضاري، مشيرة إلى أهميته كذلك في حفظ التراث الأصيل للمملكة وخصوصيتها الثقافية المتميزة".
وتابعت أن "متحف موقع قلعة البحرين هو الشاهد الأبرز على قلعة البحرين وموقعها الدلموني العريق الذي سجلناه على قائمة التراث العالمي عام 2005 كأول موقع تراثي بحريني، لذلك فهذا المتحف هو علامة هامة في مسيرتنا نحو جعل الحضارة التاريخية للبحرين مشاعا جميلا يطلع عليه كل العالم".
وعلى مدى سنواته الثمان الماضية، عمل متحف موقع البحرين على تعزيز دوره في نشر الوعي بحضارة وتراث مملكة البحرين والمشاركة في الحراك الثقافي المحلي عبر تقديم فعاليات قريبة من شرائح المجتمع ومناسبة لجميع أفراد العائلة. وقد تمكّن المتحف منذ تأسيسه من تحقيق ذلك عبر: الأمسيات السينمائيّة، الحفلات الموسيقيّة، جلسات القراءة، المحاضرات والنّدوات، ورش العمل، الحِرَف اليدويّة.
كما ركّز المتحف أيضًا في نشاطاته على الصّغار، باعتبارهم جيل المستقبل يحتاج لاستيعاب الإرث البحريني الإنساني والحضاري، حيث كان للأطفال نشاط متعدد من خلال نادي أنكيرو للأطفال الذي انطلق كمشروع من هذا المتحف لاستدراج الصّغار إلى عوالم دلمون وتايلوس والبحرين.
يذكر أن متحف موقع قلعة البحرين افتتِح في 18 فبراير 2008، ليكون شاهدا على أهمية الموقع الأثري ولحماية الملامح التاريخية وتوثيق الحقبات الأركيولوجية التي شكلت جغرافيا وتكوين هذه المنطقة. ويقع المتحف في الساحل الشمالي لمملكة البحرين، ويشكل موقعه الحافة التي يطل فيها على أجمل المشاهد الطبيعيّة والعفوية التي تنسجم فيها البيئة البحرية مع الحزام الأخضر للمنطقة. ويعد ذلك من أصدق المناظر التي لم يطلها التغيير العمراني، مشكلا بذلك المتحف مدخلا إلى تلك المدينة الحضارية.