حذر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة مكتب غرب أسيا، من تكرار حوادث المظاهر المناخية المتطرفة على المنطقة ومنها العراق والأردن، المتمثلة بالفيضانات والأمطار الغزيرة وموجات الحر والجفاف خلال الأعوام القادمة بسبب التغيرات المناخية، فيما حذر من زيادة الجفاف وتراجع مستوى نصيب سكان المنطقة من المياه.
واعتبر الاتحاد خلال لقاء صحافي عقده في مقره في عمّان بحضور المدير الإقليمي للاتحاد فادي الشريدة ومدراء البرامج في الاتحاد، أن "هذه المظاهر التي ارتفعت حدتها خلال السنوات العشر الأخيرة سوف تزداد وتيرتها وتتكرر خلال السنوات القادمة، ما لم يتم تنفيذ التزامات حقيقية على ارض الواقع تتمثل بتخفيض انبعاث الغازات الدفيئة من قبل دول العالم".
أما عن الوضع المائي فأكد الاتحاد خلال عرضه للتقرير التحليلي حول إقليم غرب أسيا للعام 2015، إن شح المياه وندرتها ستتفاقم خلال الـ30 عاما القادمة مدفوعة بالنمو السكاني بالإضافة الى تراجع الهطول المطري وارتفاع نسب التبخر.
وبين التقرير أن متوسط نصيب الفرد من توافر المياه في إقليم غرب آسيا سيشهد تراجعا علما بأن الإقليم يعد من أكثر دول العالم ندرة في الموارد المائية، وضعفا في نصيب الفرد من المياه.
واعتبر أن الزيادة المتوقعة في درجة الحرارة، وانخفاض الهطول المطري سيعمل على زيادة الجفاف ويؤثر المراعي والأراضي الزراعية البعلية، بالاضافة الى انخفاض في الهطول المطري بنسبة 15-20 في المائة في السنوات ال 50 المقبلة، ما يؤدي إلى انخفاض في تدفق الأنهار الرئيسية ومعدلات تغذية المياه الجوفية، وارتفاع وتيرة الفيضانات والجفاف، وفقدان الإنتاجية في المناطق البعلية في حين أن الزيادة في درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه، وخاصة الزراعة المروية وتسرب المياه المالحة من ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغييرات في نظم إنتاج المحاصيل.
وقال المدير الإقليمي للاتحاد فادي الشريدة خلال اللقاء أن التواصل مع الإعلاميين أمر ضروري لتوعيتهم حول أهمية القضايا البيئية مؤكدا أن الإعلاميين هو السند الحقيقي للمنظمات العاملة في مجالات البيئة وحماية الطبيعة والتغيرات المناخية.
وأكد على أهمية دور الإعلام في نشر الوعي حول هذه القضايا، وعلى أهمية مد الجسور بين مختلف المنظمات والإعلام للوصول الى حالة من التناغم للعمل بتكاملية.
من جانبه قال مدير برنامج إدارة المياه والتغير المناخي في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة مكتب غرب آسيا مفلح العبادي خلال اللقاء، إن "المظاهر المتطرفة التي شهدها وما زال العالم مؤخرا، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط هي جزء وبداية للتغيرات المناخية".
وأكد أن "نسب التبخر العالمية سجلت مستويات قياسية للعام الماضي، مؤكدا أن هذه الكميات العالية التي تبخرت مؤخرت، ستعود الى الأرض مرة أخرى لكن بطريقة أكثر عنفا وتطرفاً".
واعتبر العبادي أن "ارتفاع درجة حرارة الأرض مؤشر على وجود الخلل مشبها ذلك بارتفاع درجة حرارة الإنسان حين شعوره بالمرض"، معتبرا أن "كل النشاطات البشرية وارتفاع نسب انبعاث الغازات والتلوث سبب ارتفاع درجة حرارة الأرض".
وبين العبادي، أن "كل المظاهر المتطرفة من ارتفاع درجات الحرارة الى الفيضانات والعواصف المدارية والسيول هي استجابات طبيعية من الأرض لهذا الخلل الناتج عن النشاط البشري في الدرجة الأولى"، مبينا أن "منطقة الشرق الأوسط هي من أكبر المتأثرين بهذه المظاهر على رغم أنها الأقل تأثيرا في انبعاث الغازات أو التلوث".