قطع العشرات من العاطلين عن العمل نحو 350 كيلومترا سيراً على الأقدام انطلاقاً من مدينة قفصة التونسية جنوباً باتجاه العاصمة للمطالبة بوظائف.
وتمثل هذه الخطوة أحدث موجات الاحتجاج في صفوف العاطلين من الشباب في تونس والتي تصاعدت وتيرتها منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
ووصل العشرات من العاطلين إلى العاصمة في رحلة على الأقدام بدأت مطلع الشهر الجاري من مدنية قفصة الواقعة جنوب غرب البلاد وبدأوا اعتصاما مفتوحاً وإضرابا عن الطعام بإحدى الحدائق بمنطقة المروج على أطراف العاصمة للمطالبة بفرص للعمل. وكان المحتجون يخططون في البداية للاعتصام أمام مقر الحكومة بساحة القصبة.
وقال متحدث باسم المعتصمين لإذاعة قفصة "وصلنا إلى منطقة المروج لكن منعنا الأمن من التقدم واضطررنا للمبيت هنا". وأضاف المتحدث "نحن نطالب بالعمل لا غير. نريد حقنا في العمل هذا حق يكفله الدستور".
ويمثل توفير فرص عمل لأكثر من 650 ألف عاطل ثلثهم من أصحاب الشهادات العليا، أحد أكبر التحديات التي تواجهها الديمقراطية الناشئة بعد خمس سنوات من الانتقال السياسي إلى جانب التنمية في الجهات الفقيرة ومكافحة الإرهاب.
واجتاحت احتجاجات عنيفة ضد البطالة والفقر عدة مدن في يناير الماضي وخلفت قتيلاً في صفوف الأمن و آخرا من المحتجين، وكادت أن تنزلق إلى الفوضى، واضطرت الحكومة للإعلان عن إجراءات عاجلة للتشغيل لاحتواء غضب المحتجين.
لكن اتحاد العاطلين عن العمل ومنظمات أخرى قالوا إن إجراءات الحكومة ليست كافية وهي تدعم التشغيل الهش كما أعلنوا عن إطلاق سلسلة من التحركات الاحتجاجية السلمية في عدد من المدن تمهيداً لمسيرة كبرى بالعاصمة في 15 من الشهر الجاري تطالب بالحق في العمل.
الله المعين
الله يرزقكم ويرزقنا