العدد 4903 - الإثنين 08 فبراير 2016م الموافق 29 ربيع الثاني 1437هـ

بالعدل والإنصاف تستقيم الحياة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك من يعتقد أن العدل والإنصاف أصبحا موضوعين نظريين لا علاقة لهما بالواقع، وأنه يمكن تسيير الأمور عبر تضييق الخناق على غير المرغوب فيهم، وأن النيل من هذه الفئة أو تلك سيحقق انتصاراً ونعيماً لمن يقوم به. لكنَّ هذا الفهم قاصر وليس له سند ديني أو تاريخي أو واقعي. وفي ذلك يقول ابن خلدون في مقدمته التي ألفها في 1377م إن «كثرة العمران محفوظ برعاية العدل».

وإذا كان العدل بمفهومه «المطلق» قد يصعب تحقيقه، فإنه لا مناص من اعتماد «الإنصاف»؛ لأن الإنصاف هو الحل العملي لموضوع العدل. فالإنصاف، يعني فيما يعني، أننا حتى لو لم نعرف أين يقع العدل بصفته المطلقة، فعلى الأقل يجب أن نعمد إلى الإنصاف، بمعنى اقتسام أي شيء إلى شقين متساويين (بالنسبة إلى شخصين)، أو أن يتناصف الناس فيما بينهم، بأن يتساووا في المعاملة فيما بينهم. ولذلك، فحتى لو كان أحد الإجراءات أو القوانين ليس عادلاً، فإنه في حين تطبيقه على الجميع بالإنصاف، فإنَّ الجميع سيلمسون آثاره، وبالتالي سيسعى الجميع أيضاً إلى تعديله.

على أساس ذلك، فإنّ الإنصاف في المعاملة يعتبر مفتاحاً للعدل في الأمور، وهو المدخل الذي يحقق استمرار «العمران» بحسب تعبير ابن خلدون، والمقصود بالعمران التطور الحضاري والمدني، والإشارة إلى ابن خلدون، هي فقط للتدليل على أن التاريخ العربي الإسلامي كان غنيّاً في محتواه الذي طرح مفاهيم تعتبر محورية حاليّاً بالنسبة إلى الأمم المتقدمة.

من المؤسف، أن هناك من يطرح مفهوماً مناقضاً للإنصاف، إذ قد يرى البعض أن راحته لا تتم إلا عبر محاصصة الألم، بحيث يقع الألم والضيق فقط على الفئات غير المرغوبة بالنسبة إليه، وحتى عندما تكون هناك ضائقة عامة، فقد ترى هذا البعض يسعى إلى القول بأنّ غير المرغوب فيهم يجب أن يصيبهم ضيق أكبر مما يصيب غيرهم. هذا الفهم ربما يفيد في تحقيق «التشفّي» الذي كان ينتشر كثيراً في العصر الجاهلي، لكنه بالتأكيد لا يجعل الحياة تستقيم كما ينبغي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4903 - الإثنين 08 فبراير 2016م الموافق 29 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:19 ص

      كلام عدل دكتور

      ولكن الانسان غير المستقيم لن ينفع معاه لا عدل ولا إنصاف، حتي لو تتنازل له عن كل حقوقك يضل يعتبرك أنّك ظلمته ويريد الانتقام منك لِمرض يحمله في داخله .

    • زائر 11 | 6:28 ص

      الله ينتقم من الظالمين

      الله ينتقم من كل شخص ظلمني لن أسامحه أبد اﻵبدين..حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 10 | 1:39 ص

      30 سنة عمل ما شفت فيها يوم واحد عدل وانصاف كوني من الطائفة ؟؟؟

    • زائر 9 | 1:23 ص

      عدل وانصاف لو عمّ كل الكرة الأرضية فلن يكون له موطئ قدم في بلدنا . اتحدّى من يقول انه يستطيع ان يدخل العدل والانصاف للبحرين

    • زائر 7 | 12:33 ص

      انصاف

      للأسف لا يوجد عدل وإنصاف بل يوجد تمييز طائفي بغيض يمزق كل معاني الوحدة وأواصر الأخوة.

    • زائر 8 زائر 7 | 1:14 ص

      لايوجد عدل

      انا احمل شهادة الماجستير في أندر التخصاصات ولكن لازلت في وظيفة فني هندسة في احدي الدوائر الحكوميه بينما يتعاقدون مع شركات خارجيه وانا موجوده...أين العدل والإنصاف

    • زائر 12 زائر 7 | 6:33 ص

      أتفق بشدة معكم

      مديري أهانني ظلما وعدوانا أمام جميع الموظفين بسبب موظفاً وما يحز في النفس بأنني مسئول عليه..حسبي الله ونعم الوكيل. .الله ﻻ يسامحه وﻻ يبرئ له ذمة

    • زائر 6 | 11:52 م

      مبادئ دستورية

      نمتلك مبادئ دستورية تحتاج إلى تفعيل أهمها «العدل أساس الحكم».
      عندما نتأمل في المطالب المطروحة في بلدنا نجد أنها تدور حول هذا المحور، مواطنون يريدون الإنصاف والمساواة مع غيرهم في الحقوق السياسية والاجتماعية، ليكونوا «كأسنان المشط» في القرار والثروة.

    • زائر 5 | 11:36 م

      الامراض النفسيه
      الحقد الغيره الحسد صاحب هذا القلب هو بالطبع مريض نفسيا وبالتكيد هي ذنوب قلبيه ايضا هذه الذنوب تقتل صاحبها ويظل يتالم كلما رآك تتقدم ...نتمنى ان يسود الانصاف في المجتمع ويحل العدل والمساوه (بين الناس)

    • زائر 3 | 10:42 م

      زائر 1
      اللهم آمين إنتقم منهم 8بعثات من حكومة اليابان ولاواحدة لأبنائنا المتفوقبن 98و99 .

    • زائر 4 زائر 3 | 11:29 م

      العدل اساس الملك

      يسعد الانسان اين ما كان بتوفر صفة العدل حيث يشعر الجميع بالسعادة والامن وتسود المحبة والألفة بين الجميع وهذا ما امر به الشارع المقدس علينا / حفظ الله بلادنا من كل سؤ يا رب العالمين

    • زائر 2 | 10:18 م

      شكرا يا منصف

      عاجبني ها الأيام د.منصور الجمري ،، واصل على هذا المنوال وارجع حق عزك ، مقالاتك هذه الأيام تسر الواحد.. لأن حتى على الكاتب أن يكون عادلا ومنصفا أمام القراء ، فنريد المزيد من العدل والإنصاف، وفقك الله أستاذنا الكريم.

    • زائر 15 زائر 2 | 10:26 ص

      ..

      لازم الواحد يضرب علي وتر المظلومية يحق يطرب السامعين

    • زائر 1 | 10:08 م

      الحمد لله أنه جعلني مظلوما وليس ظالما وانتقم لي ممن ظلمني وعسر عليّ حياتي وضيق عليّ رزقي وحرم أطفالي من بهجة الحياة التي ينعم بها بقية الأطفال ، اللهم انتقم لي ممن ظلم ابنتي وحرمها من بعثة هي أحق بها من غيرها ، اللهم أرني فيهم قدرتك ..

اقرأ ايضاً