حسم المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا خياره بالتواجد الموسم المقبل في صفوف مانشستر سيتي، واضعا حدا للكثير من التكهنات التي ربطته بالكثير من الأندية الإنجليزية ومنها مانشستر يونايتد وتشلسي وغيرها.
غوارديولا كان واضحا منذ إعلانه ترك بايرن ميونيخ الألماني في نهاية الموسم الجاري أن وجهته المقبلة ستكون في الدوري الإنجليزي من دون تحديد اسم النادي الذي سيلتحق به، قبل أن يُعلن يوم أمس أن مانشستر سيتي من حظي بهذا التعاقد.
غوارديولا الذي أبهر العالم مع برشلونة مبتكرا طريقة التيكي تاكا التي مثلت مدرسة كروية عالمية، عمل على نقل تجربته إلى بايرن الألماني الذي نجح معه في السيطرة على البطولات المحلية، لكنه اخفق أوروبيا في الدور نصف النهائي دائما على أمل تحقيق الثلاثية في موسمه الأخير هذا العام.
انتقال غوارديولا لمانشستر سيتي ليس انتقالا عاديا لمدرب سيقود أحد فرق المقدمة في إنجلترا وإنما هو نقل لمشروع بدأ في برشلونة وتطعم بالنكهة الألمانية وسنشاهد نسخته الأخيرة في إنجلترا.
3 مواسم مدة التعاقد ستكون كافية للمدرب لفرض رؤيته وفلسفته التدريبية، وخصوصا أن مانشستر سيتي على رغم كل ما حققه من إنجازات محلية مازال يفتقد إلى البصمة التدريبية والفلسفة الخاصة به في الأداء، وهو ما حد كثيرا من طموحاته.
مانشستر سيتي ظل فريقا للنجوم فقط دون أن يمتلك أسلوب لعب خاصا ومقنعا يقدم به نفسه للعالم، فالمدرب التشيلي مانويل بلغريني محدود القدرات، وهو قادر على تسيير الفريق فقط، دون أن يتمكن على مدى سنوات عديدة من بناء طريقة لعب جذابة ومبتكرة تليق بفريق مثل السيتي.
هذا الفريق الذي أنفق الملايين في سوق الانتقالات منذ تولي إدارة عربية خليجية مسئولية قيادته، مستقطبا عددا من نجوم اللعبة حول العالم، بداية مع الإيطالي مانشيني ومن ثم التشيلي بلغريني، دون أن ينجح في بلوغ هدفه بتسيد كرة القدم الإنجليزية بشكل كلي والتحول إلى قطب عالمي مؤثر.
مهمة غوارديولا الحصرية ستكون بناء الفلسفة الكروية الخاصة بهذا الفريق، ومحاولة السير على نهجي برشلونة وبايرن ميونيخ في تسيد الكرة المحلية، غير أن المهمة هذه المرة ستكون مختلفة ومعقدة.
فبرشلونة من الأصل هو أحد قطبي الكرة الإسبانية، وكانت مهمة غوارديولا هي في التفوق على المنافس المباشر ريال مدريد ونجح فيها بامتياز، وبايرن ميونيخ هو متسيد الكرة الألمانية قبل غوارديولا وبعده، إذ لن تتغير الأمور داخليا في ألمانيا برحيل غوارديولا كما لم تتغير في إسبانيا بتركه برشلونة.
في إنجلترا الوضع مختلف تماما فمانشستر سيتي لا يمتلك منافسا واحدا وإنما أكثر من 4 منافسين، كما أن السيتي ليس الفريق المتسيد في إنجلترا، فهناك ليفربول في الثمانينات ومانشستر يونايتد في التسعينات وبداية الألفية وألقاب متفرقة لكل من أرسنال وتشلسي ومانشستر سيتي، كما أن الفرق الإنجليزية في منطقة الوسط والقاع قادرة على الفوز على فرق المقدمة في أي مباراة في الدوري الإنجليزي.
هذا الواقع المختلف سيشكل الاختبار الأصعب لغوارديولا في رحلته التدريبية، غير أنه سيتسلح الآن بخبرة وتجربة عريقة في برشلونة وبايرن، وبقدرة أكبر على ترك بصمته التدريبية.
نستطيع أن نقول الآن أن فلسفة غوارديولا التدريبية ستكون على المحك في إنجلترا وتحديدا مع فريق مثل مانشستر سيتي، فهل ينجح في الابهار والاقناع أم تسقط التيكي تاكا؟.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ
اعتقد بأنه قادر على فرض اسلوبه التدريبي وسنرى الستي مغايراً عما كان عليه في السنوات السابقة ولكن يبقى الدوري الأنجلينزي الأصعب لقدرة فرق المؤخرة على تعطيل اي فريق في المقدمة ..