خرجت الصحف البريطانية الأسبوع الماضي بعنوان كبير واضح (Louis van Gone) أي بمعنى لويس فان الراحل بالإشارة إلى مدرب مانشستر يونايتد لويس فان غال الذي تم تغيير اسمه الأخير إلى لفظ الراحل في تأكيد على اتخاذ قرار إقالته بانتظار إعلانه.
فان غال الذي أتى كمنقذ لمانشستر يونايتد بعد الموسم الأول الكارثي للفريق على اثر تقاعد مدربه الأسطوري فيرغسون حول الفريق من أحد أكثر فرق كرة القدم امتاعا إلى أحد أكثرها كآبة.
«الأولد ترافورد» أو مسرح الأحلام كما يطلق عليه والذي تؤمه جماهير مانشستر بشكل مكثف للاستمتاع بأداء فريقها فقد كل بريقه وبات مزارا سهلا لفرق الوسط الإنجليزية.
الهزيمة الأخيرة التي تعرض لها مانشستر من ساوثهامبتون على ملعبه لا شك أنها مثلت القشة التي قصمت ظهر البعير في ظل الأخبار المتتالية التي تسربت أمس عن تمرد اللاعبين ورغبتهم في تغيير المدرب.
فان غال الذي تحصل على ميزانية لم يتحصل عليها أي مدرب لمانشستر يونايتد ومنح الوقت والمساحة والدعم اللازم لبناء فريق لا يقهر أخفق بامتياز بحيث لم يعد لديه ما يقوله أو يبرره.
تصريحاته الأخيرة تثير الشفقة من الإشادة بحادثة شجار بين لاعبيه إلى اعتبار خروج الفريق من أبطال أوروبا بالأمر الجيد وصولا إلى تصريحه بأنه لم يعد لديه ما يقوله.
بالفعل ما الذي يمكن أن يقوله فان غال ليس بعد النتائج الكارثية التي حققها الفريق ولكن بعد المستوى الأكثر سوءا الذي شاهده مشجعو مانشستر يونايتد.
الفريق غير قادر على خلق فرصة واحدة للتسجيل في مباراة كاملة، ويؤدي بشكل رتيب وبغياب للأفكار والترابط حتى انه لا يسدد على المرمى ولا يمتلك عنصر المفاجأة أو الأداء الجماعي أو أي أمر له علاقة بفريق عريق مثل مانشستر.
إدارة مانشستر يونايتد صبرت كثيرا على المدرب ولم تتجه لإقالته ولكنها وجهت رسالة واضحة بعدم الرغبة في استمراره من خلال منعه من ابرام الصفقات في فترة الانتقالات الشتوية.
رهان الإدارة ربما كان في تسيير هذا الموسم بأقل الخسائر أو أن يتقدم المدرب نفسه باستقالته لتجنب دفع مبالغ طائلة له ولكنه حتى الآن يرفض الاستقالة ومستمر في مهمته الكارثية.
إدارة المان يونايتد تعد بلا شك لخليفة للمدرب فان غال يليق بمانشستر يونايتد ولن يكون الإسباني بيب غوارديولا بعيدا عن خيارات يونايتد إن لم يكن بالفعل قد اتفقت معه في ظل رفضه تجديده عقده مع بايرن ميونيخ وإعلانه الرحيل عن الفريق محددا وجهته المقبلة بالدوري الإنجليزي.
ربما انتظار غوارديولا هو الأمر الوحيد المنطقي الذي يفسر صبر إدارة مانشستر وعدم اتجاهها لإقالة فان غال لأنها لا ترغب في بداية مشروع قصير مع مدرب مؤقت لعدة أشهر بانتظار التغيير الكلي في نهاية الموسم وإعلان قدوم غوارديولا.
لا يوجد شيء آخر يمكن فيه تفسير هذا الصبر المبالغ فيه من الإدارة والتي وصلت بالفعل إلى خط النهاية بعد تمرد اللاعبين ورغبتهم في إقالة المدرب وهو ما قد يأتي بمساعده غيغز على رأس الإدارة الفنية مؤقتا وحتى نهاية الموسم.
بالأمس عنونت صحيفة «الصن» البريطانية (Gaal Over) بالإشارة إلى نهاية فان غال الذي من المفترض أن يكون قد حزم حقائبه غير مأسوف عليه.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ