العدد 4885 - الخميس 21 يناير 2016م الموافق 11 ربيع الثاني 1437هـ

المعلِّم هو الأساس!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نضم صوتنا إلى صوت رئيسة الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب جواهر المضحكي عندما قالت: هناك عوامل وأسباب متعددة لتدني أداء المدارس وجميعها عوامل مؤثرة، كالإدارة المدرسية، الطالب، المعلم، وغيرها، إلا أن المعلم أعتقد بأنه سبب رئيسي في النجاح والفشل كونه المتحكم في الصف المدرسي بصفته القدوة، وما ذكرته المضحكي يقودنا إلى أنّ المعلّم هو الأساس في إيصال الرسالة التعليمية، ولا يختلف على هذا الكلام أحد.

من منّا لم يتأثّر بمعلّم قدير؟! من منّا ليس له قصة في تغيير حياته بسبب صبر المعلّم وتوجيهه؟! لماذا مصر والسودان لديها أضعف النظم ولكن لديها أقوى المعلّمين؟! هل نستطيع النهوض بالمعلّم مرّة أخرى؟!

عندما نتحدث عن المعلّم القدوة والمعلّم الناجح، نتطرّق هنا إلى بعض الصعوبات التي يعانيها المعلّم، ونعتقد بأنّ رئيسة الهيئة ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي يؤكّدان على هذه الصعوبات كذلك، فهي صعوبات قد يستطيع القادة تجاوزها أو محاولة تجاوزها.

من الصعوبات التي يعانيها المعلّم هو السلّم الوظيفي، وعلى رغم سعي الوزارة لتعديل السلّم الوظيفي، إلّا أنّ السلم لا يرقى لطموحات المعلّم، نضيف إلى ذلك لو قسنا كم معلّماً يستطيع دراسة الماجستير سنجدهم قلّة، ولو قسنا كم معلّماً شارك في مؤتمر أكاديمي خارج البحرين سنجدهم قلّة أيضاً، والسبب أمور قديمة وليست جديدة، وأيضاً لكثرة عدد المعلّمين في البحرين، ولكن هذا لا يغيّر أهمّية وضع خطّة متكاملة من أجل تأهيل المعلّم.

تأهيل المعلّم يتم عن طريق الجامعة أوّلاً، فمهنة التعليم شاقة جدّاً، ونحتاج أن نضع اختبارات وتقييمات قبل أن يبدأ الطالب في الدراسة من أجل أن يكون معلّماً، حتى نخرّج النخبة، هؤلاء النخبة نعوّل عليهم في عملية التعليم والتلقين والتوجيه والمشاركة في التربية.

أيضاً بعد انتهاء المعلّم من الدراسة، وقبوله في وزارة التربية والتعليم أو أي مدرسة خاصة، لابد من التركيز على تأهيله، فالدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات المكثّفة حتماً ستصقل المعلّم، وتعطيه جزءاً من مهارات التعليم التي لم يحصل عليها في تعليمه الجامعي، خبرة الآخرين ومشاركتهم له عبر هذه الدورات والورش والمؤتمرات تساعد كثيراً في صقل خبرة المعلّم، وتزيد من عطائه وكفاءته.

كذلك لابد من تغيير نظام أفضل معلّم في السنّة، ولنحاول التركيز على البحوث العلمية، ففي الجامعة المدرّس لا يرقى إلى رتبة أعلى من دون بحث علمي، فلماذا لا يقوم المعلّم ببحث علمي في العملية التعليمية ليرقى ويتطوّر، إذ إنّ البحث العلمي وخاصّة بعد خبرة المعلّم التي لا تقل عن 5 أو 10 سنوات، سيفيد الوزارة أكثر من أن يفيد إدارة المدارس، فالبحث العلمي قد يكون عن أداء الطالب، أو قد يكون عن المدرسة بشكل عام، أو يكون عن تطوير نظام في المدرسة.

وزارة التربية والتعليم تعطي الكثير من الجهد والوقت للمشاريع الرائدة التي تحدّثنا عنها، ولكن يبقى تحفيز المعلّم نحو العملية التعليمية والتربوية يشكّل تحدّياً لدى الوزارة، ونحن كنّا في الوزارة ونشاهد التحدّيات المناطة بالمعلّم، فهناك معلّم يعطي ويبذل مجهوداً ويقدّم أفضل ما لديه، وهناك معلّم لا يعرف عن العملية التعليمية أو التربوية شيئاً، وهؤلاء يجب ألاّ يتساووا، ويا حبّذا لو لدى الوزارة السلطة لفصل المعلّم بالاسم، وتطوير المعلّم المجتهد الدؤوب.

رئيسة هيئة ضمان الجودة سلّطت الضوء على قضيّة مهمّة جداً جداً، هي قضيّة المعلّم، ونعلم بأنّ المعلّم يحاول جهده، ولكن يحتاج إلى تكاتف جميع الجهود من أجله، فهو كما قلنا مراراً وتكراراً من يخرّج الطبيب والمهندس والعالم، والبحرين تحتاج إلى المعلّم الكفؤ أكثر من أي وقت مضى. وجمعة مباركة للمعلّم البحريني الذي يقدّم أكثر ممّا يأخذ.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4885 - الخميس 21 يناير 2016م الموافق 11 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 7:43 ص

      ما دمتم لا تعتمدون على مقاييس حقيقية في ربط المسببات والمعطيات بالواقع فكل كلامكم ريح ذاهبة. أجروا دراسات حقيقية وانظروا لكل الزوايا. المعلم المطحون والطالب المغلوب على أمره والمناهج الحشوية الطويلة بلا قيمة وفترة الدوام غير المنطقية التي حشيت بالحصص بعد أن رسمت عليها آمال أن تكون المتنفس. دور الأسرة المغيب في التربية بعد التمديد فلا حياة عائلية الآن....

    • زائر 11 | 3:12 ص

      استاذة

      كيف يمكن لوزارة تفضل الاجنبي على الوطني ان تصلح الخطأ .. لا يوجد وزارة في البحرين تقبل النقد بكل اشكاله وانواعه
      هانحن في البحرين نتجه نحو المجهول بسبب هؤلاء الذين لا يحملون اي كفاءة ويرقون لمنصب وزير

    • زائر 10 | 2:59 ص

      فشل من يتحمله

      اذا فشل هذا العدد من المدارس بمن فيها من ادارات ومعلمين فهذا يطرح سؤال ما هو السبب
      وبإعتقادي ان الوزارة وهي صاحبة التخطيط من ادى الى هذا الفشل لان العدد كبير

    • زائر 9 | 1:39 ص

      سياسة الوزارة

      الحد من عدد المعلمين في المدارس الحكومية سياسة معتمدة غير معلنة والدليل عدد المقبولين في وظيفة معلم من البحرينيين الى الوافدين تتغلب تلك الدفة لنكون واقعيين وتخرج ملفات التحسين إحصائياتها حول اداء الوافدات والوافدين لنقيم واقع استقدامها وأثره يا أصحاب دراسة الأثر ستجد هناك هدر في حصص أساسية وعدم حصول الطالب ع التعلم المطلوب هناك وافدات دون أنصبة ووافدات تستغل القانون في الغياب والتأخير لم تعد النتاج من الجامعات المصرية هو الاقوى ..

    • زائر 8 | 1:25 ص

      المعلم مطحون يا اختي بين نصاب كامل وتفعيل لجان المدرسة ومشاريع التحسين والجودة والخطط العلاجية وخطط البدع والرشد وووو قائمة لا تنتهي وعدم وجود تقدير من الادارة والوزارة لجهوده ... ولا حتى اولياء الامور من خلال ردع ابناءهم عن التصرفات المشينة ثم تطالبونه بعمل المستحيل وتقوولون المعلم هو الاول .. نعم هو المؤثر الاول ان اعطي تقديرا واعطي وقتا كافيا للتفكير في معطيات الابداع والابتكار لا ان يرهق .. اما عن معلمي مصر فيكفي تذمر الاباء من سوء سلوكهم وتعليمهم

    • زائر 7 | 1:24 ص

      معادلة صعبة!!

      كيف تعمل الوزارة على تحقيق اعلى نسب الجودة في مدارس البحرين وهي في نفس الوقت تغرقها بمعلمين ومعلمات (الوافدين) لا يفقهون سياسة الوزارة الحديثة ومشاريعها التي تعتمد عليها في تقييم المدارس
      واغلبهم غير ملمين حتى بأبسط اساسيات فتح اللاب توب!
      وحتى مع اعطائهم الدورات التدريبية لن يجدي نفعا لانهم ببساطة غير مؤهلين في المادة التخصصية اصلا!!
      عجبي يا وزارة التربية من سياسة التخبط التي يضحك عليها القاصي والداني ... واول الضاحكين هم المعلمين الوافدين!

    • زائر 5 | 12:24 ص

      لا اتفق معك ...كمعلمة

      التعليم اخفق وتراجع قفزات مبير للخلف والسبب الوزارة
      -احضار معلمين لا يفقهون قي التدريس قلبهم مع بني جلدتهم وهمهم جمع المبالغ
      -إذلال المعلم المواطن ومنعه من حقوقه من الزيادات والترقي
      -تمديد الدوام وارهاق المعلم والتلميذ مع عدم ايجاد بدائل لهذا التمديد الفاااااااشل
      -اااااه على زمن التعليم في عهدك يا فخرو
      -التعليم عندنا الى الاسوأ بخطط محسوبة ومدبرة

    • زائر 4 | 10:52 م

      نعم هو الشماعة التي تعلقون عليها فشل سياسات تعليمية كبرى . الحقيقة أنا الأحكام والمعايير الموصلة لها غير واقعية ولا أؤمن أنا كمعلم بها، ، ليس ما تطلقونه من أحكام سوى حبر على ورق ، ما أعرفه ببساطة أن المعلم الناجح هو القادر على شرح المقرر للطلاب وتبسيطه لهم، أما النشاط الأستهلالي والختامي وباقي قأئمة المعايير فهي لا تغني ولا تسمن .
      لا أريد أن ترضى عني تقراريكم ما دمت مؤديا واجبي تجاه الطلاب كما لا أرضى لنفسي أن أقصر في حق علي وفق الشرع والقانون ، وهو تبيان وشرح المقرر بدون حذلاقات البعض.

    • زائر 12 زائر 4 | 7:17 ص

      صدقت والله يا أخي.وناتج هذا النوع من التعليم الفاشل هو الخواء فعقول الطلاب فارغة لم يعد أحد يكترث للمادة العلمية التي يمتحن فيها فهم الطالب في نهاية المطاف. المهم هو كيف ترسل المعلومات صحيحة كانت أم خاطئة إلى الطالب.فلتصله رسمًا وغناءً ولعبا.لا يهم كيف تبدو في عقله.المهم أن تتراقص قبل أن تصل.وقل للتعليم عليك السلام

    • زائر 3 | 10:43 م

      هدية المعلم

      اختي مريم ؛ الوزارة لا تقيم اي احترام للمعلم والدليل على ذلك يوم الاربعاء الماضي ارسلت تعميم الى ادارات المدارس يمنع خروج المعلمين من المدرسة الا باحضار مايثبت خروجه وثم عودته ! ولقد رأينا ادارة مدرسة في المنطقة الشمالية تضع المراسلين كمراقبين على المعلمين ، واي معلم يخرج يقوم المراسل باخبار الادارة! هذا هو احترام وتقدير المعلم لدى ادارات المدارس والوزارة

    • زائر 2 | 9:48 م

      الخلل في الوزارة

      والأسباب كثيرة
      نحن كمعلمين لا نتحصل حتى على حقوقنا
      الوزارة تعاملنا بإزدراء متواصل ودليل ذلك كثرة التعاميم التي تتضمن التهديد والوعيد المتكرر
      ومن الأسباب كادر خلق بين المعلمين هوة سحيقة
      فالمعلمين صار همهم تجميع الساعات وليس بالضرورة هضم المادة العلمية لهذه الساعات
      فمن يكسب ساعات تمهن أكثر هو الرابح الأكبر

    • زائر 1 | 9:43 م

      لا أتفق معك في نقطة

      كون مصر فيها أقوى المعلمين فالدراسات تقول بضعف المدرسين هناك ويمكن الرجوع لتقارير المنظمة الناشرة لهذه الحقائق

    • زائر 6 زائر 1 | 12:32 ص

      زائر 1 أنا بارفع وأنت إكبس (كرة طائره )

      اسمع يا الطيب :لم تستطع منظومة التعليم المصريه التي تخرج ملايين الطلاب سنويا من المراحل الدراسيه المختلفه اجتياز امتحان الجوده العالمي فرسبت (سقطت - بربقت ) وحلت في المرتبه قبل الأخيره من إجمالي 140 دوله على مستوى العالم ، وذلك حسب تقرير التنافسيه العالميه لسنة 2015 والذي يصدر سنويا عن المنتدى الإقتصادي العالمي. . يا بنت الحلال أمس استشهدتي بخبراء ومستشاري ووووو مصر بالاقتصاد واليوم في التعليم !!!! ليس كرها أو بغضا في مصر وشعب مصر ،،، مصر دوله غير متقدمه ولا في شيء بل متخلفه.

اقرأ ايضاً