ذكر الممثل الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لمنطقة غرب آسيا هشام عبدالغني أن الأنشطة البشرية على الأرض تزيد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو بكميات كبيرة، وأن أشعة الشمس حين تصل إلى الأرض، يحدث لها نوع من الانعكاس بالغازات المسبب للاحتباس الحراري، وتمتص جزءاً كبيراً منها، وهو ما يؤدي لاحقاً إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
وأشار إلى أن ظاهرة التغيّر المناخي طبيعية، إلا أن آثارها والمتمثلة في الاحتباس الحراري تزيد، إذ تبدو وكأنها غطاء يحجز الحرارة المرتدة من الأرض، وبالتالي تسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وأوضح بأن الجزء الأكبر من الغازات المسببة لارتفاع الحرارة هي ثاني أوكسيد الكربون بما نسبته 65 في المئة، وهي التي تأتي عن طريق استخدامات الوقود الإحفوري والصناعات الأخرى من هذه الغازات، ثم الميثان وبعده أوكسيد النيتروجين.
وقال: «الانبعاثات الحرارية الناتجة عن توليد الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري، تشكل ما نسبته 25 في المئة من الانبعاثات الحرارية، ويليها تلك الناتجة عن الزراعة والثروة البحرية بنسبة 24 في المئة، وما نسبته 21 في المئة من الصناعات، والنقل بما نبسته 14 في المئة».
وأضاف: «معدل الانبعاثات الحرارية بدأ يشهد طفرة عالية جداً منذ العام 1950، والذي يواكب بداية الثورة الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً على صعيد انبعاثات غازات الكربون الناتجة عن استخدام الوقود الإحفوري».
وأوضح عبدالغني بأن 28 في المئة من الانبعاثات الكربونية تأتي من الصين، وتليها الولايات المتحدة بنسبة 16 في المئة والاتحاد الأوروبي بنسبة 10 في المئة، وبعدها بنسب أقل الهند وروسيا واليابان، ثم العالم بأكمله بنسبة 30 في المئة.
وأشار إلى أن المشكلة الرئيسية المسببة لانبعاث الغازات الحرارية هي استخدامات الطاقة، مشيراً إلى أن الجزء الأعظم من الاستخدامات البشرية الحالية هي للبترول بنسبة 41 في المئة، وثم الفحم بنسبة 25 في المئة، فالغاز الطبيعي بنسبة 20 في المئة.
وحذر عبدالغني من التأثيرات السلبية لارتفاع درجات الحرارة على حياة الناس، مشيراً إلى أن العام 2014 سجل أعلى درجات، ناهيك عن تغير كميات الأمطار والفيضانات والأعاصير في العالم والتي باتت أكثر شدة وتكراراً، ناهيك عن موجات الحرارة التي تسببت في موت أعداد كبيرة من الأشخاص على مستوى العالم.
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة له تأثيرات صحية سلبية، ويسبب انتشار المزيد من الأمراض التي تؤثر على حياة البشر، بما فيها الملاريا، ناهيك عن موجات الجفاف وتدمير البنى التحتية بسبب الفيضانات والأعاصير.
وحذر كذلك من تأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر على المناطق الساحلية، بما فيها البحرين، مشيراً إلى أن البعض يتصور أن ذلك سيتسبب في اختفاء بعض الدول الجُزرية.
وختم حديثه بالقول: «العالم بحاجة اليوم للتحوّل للطاقة المتجددة الصديقة للبيئة والتي لا تسبب الانبعاثات الحرارية، وهو ما يتطلب المزيد من الموازنات المالية، والتوقعات تشير إلى أن العالم بحاجة إلى ما قيمته 44 تريليون دولار أميركي ليتحول العالم بأكمله للطاقة المتجددة بحلول العام 2070».