استضافت مدينة زيوريخ السويسرية اجتماعاً لوزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لتقرير مصير مفاوضات جنيف - السويسرية أيضاً - المقررة الإثنين المقبل بين النظام والمعارضة السوريَّيْن، وسط تلويح المعارضة بالمقاطعة، وفي ظل مخاوف لدى حلفائها من إقدام الأميركيين على تقديم مزيد من التنازلات إلى الروس، حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (21 يناير / كانون الثاني 2016).
وفي وقت يُتوقع أن يناقش كيري نتائج محادثاته مع لافروف خلال زيارته المرتقبة للرياض هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي في زيوريخ: «نحن واثقون (بأن مفاوضات جنيف) ستبدأ خلال الأيام المقبلة، في كانون الثاني (يناير)» لكن الموعد تحدِّدُه الأمم المتحدة في النهاية. وأشار إلى أن محادثاته مع الجانب الأميركي تتعلق بوفد المعارضة إلى المفاوضات وبتحديد مَنْ هم «الإرهابيون» الذين لا يمكن أن يشاركوا فيها. وتعتبر موسكو «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» جماعتين «إرهابيتين»، على رغم قبولهما الحل السياسي خلال مؤتمر المعارضة الموسّع الذي عُقِد في الرياض الشهر الماضي.
واتّهم الدكتور رياض حجاب، المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، روسيا أمس بعرقلة مفاوضات جنيف، ملوِّحاً بتعليق المشاركة فيها إذ «لا يمكن أن نذهب إلى التفاوض وشعبنا يموت من الجوع، وتحت القصف بالأسلحة المحرَّمة دولياً». وسمّى حجاب في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية، الوفد الرسمي المفاوض باسم المعارضة السورية وضم العميد أسعد الزعبي رئيساً، وجورج صبرا نائباً للرئيس، ومحمد علوش (من فصيل «جيش الإسلام») كبيراً للمفاوضين، رافضاً في شكل حاسم مساعي موسكو لإضافة أعضاء جدد إلى وفد المعارضة التفاوضي. وتابع: «لن نقبل الذهاب للتفاوض إذا تمت إضافة وفد ثالث أو أشخاص بأي صيغة».
وشدّد على أن المعارضة لن تذهب للتفاوض إلا للتوصل إلى «إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، ولا يكون لبشار الأسد وأركان نظامه ورموزه أي دور في هذه المرحلة الانتقالية، أو مستقبل سورية».
وجاء كلام حجاب في وقت علمت «الحياة» في باريس من مصدر مطلع على محادثات وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير والفرنسي لوران فابيوس في الرياض، أن الجانبين قلقان من «تنازلات» يمكن أن يقدّمها الوزير كيري إلى نظيره لافروف في محادثاتهما عن سورية، تحديداً في شأن توسيع وفد المعارضة. وأكد الجانبان، وفق معلومات «الحياة»، تمسُّكهما بمبادئهما المعروفة في شأن هدف مفاوضات جنيف (هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات)، وأن المفاوضات يجب أن تقتصر على وفد من النظام وآخر من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض. وقالت المصادر أن لا مانع لدى الجانبين السعودي والفرنسي من أن تكون هناك أسماء إضافية لمعارضين «يمكن أن تتم استشارتهم» خلال مفاوضات جنيف، لكن «المفاوضين هم لائحة الأسماء الـ١٥ التي اتفقت عليها الهيئة العليا».
ولفتت المصادر إلى أن الجانبين يتخوّفان من ليونة أميركية حول أفكار روسية في شأن المرحلة الانتقالية التي يعتبر الروس أنها ستستغرق أكثر من ١٠ شهور. وتابعت أن الرياض وباريس تتفهمان احتمال حصول تسوية تعطي بشار الأسد أشهراً قليلة يبقى خلالها من دون سلطات، على طريقة الملكة البريطانية، ولكن «ينبغي تحديد الفترة التي يجب أن تكون قصيرة».
إلى ذلك، دعت باريس وواشنطن أمس، موسكو إلى تركيز ضرباتها العسكرية في سورية على مواقع تنظيم «داعش» والكف عن استهداف مجموعات المعارضة.
ورأى وزيرا الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان والأميركي آشتون كارتر، خلال مؤتمر صحافي في باريس أعقَبَ اجتماعاً للدول السبع التي تشكّل التحالف ضد «داعش»، أن الاستراتيجية التي يعتمدها الروس في سورية «سيئة».
وتابع كارتر: «طالما لم يتغيّر الأمر لن تكون هناك قاعدة مشتركة للتعاون» معهم. وذكر أن التحالف يريد تدمير «داعش» وأن الدول الـ٢٦ التي تشارك في الحرب على التنظيم ستجتمع الشهر المقبل في بروكسيل.
وكان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الذي شارك في اجتماع باريس الى جانب نظرائه الإيطالي والهولندي والأسترالي، أكد في حديث الى صحيفة «لو فيغارو»، أن «الحرب على داعش حققت تقدماً بعد تحرير سنجار والرمادي، وأنه ينبغي تسريع الوتيرة وتكثيف الضربات لضرب رأس الأفعى».