أثارت الصحافة الإسبانية على صفحاتها مسلسلاً جديدًا للتدخلات الإيرانية، هذه المرة ليس في الشؤون العربية، ولكن في القارة الأوروبية، وتحديدًا في إسبانيا ، وفق ما قالت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عن صحيفة «الموندو» الإسبانية اليوم الأربعاء (20 يناير / كانون الثاني 2016).
فقد نشرت صحيفة «الموندو» الإسبانية مقالاً تحت اسم «الإيراني الذي يمول البرنامج التلفزيوني للمعارض الإسباني بابلو إيغليسياس» وهو برنامج شهير يقدمه السياسي الإسباني بابلو إيغليسياس الذي حصد عددًا كبيًرا من الأصوات في الانتخابات البرلمانية الإسبانية الأخيرة، والذي يمثل قاعدة كبيرة للشباب في إسبانيا. وبابلو إيغليسياس هو أستاذ جامعي وسياسي وكاتب ومقدم ومعلق برامج إسباني. في عام 2014، انتخب نائبًا في البرلمان الأوروبي ممثلاً عن حركة بوديموس أو «قادرون» التي تمخضت عن حركة «الغاضبين»، وخلقت المفاجأة بفوزها بخمسة مقاعد في الانتخابات الإسبانية الحالية.
ونشرت الصحافة الإسبانية صورا للإيراني الهارب في طهران، التي تحدثت فيها عن علاقاته بالزعيم السياسي البارز، وكيفية الوصول إليه وتمويل عدد كبير من برامجه السياسية.
المفاجأة كانت عندما كشفت الصحافة الإسبانية عن أن حجم الأموال التي تلقاها السياسي المعارض الإسباني البارز وصلت إلى نحو ثلاثة ملايين يورو كانت تدفع بشكل غير مباشر، وذلك لتمويل عدد من الأنشطة للسياسي عن طرق ملتوية وغير مباشرة،
وذلك بسبب العقوبات التي كانت مفروضة وقتها وكانت تحول دون تحويل هذه الأموال بشكل مباشر.
وسردت الصحافة الطريقة التي توغل بها الإيراني محمود على زادة البالغ من العمر 45 عاًما في المجتمع الإسباني، وبدأت القصة عندما وقع الاختيار على محمود ليكون رجل إيران في مدريد ليؤسس «هيسبان تي في»، وهي شبكة التلفزيون الموجهة الناطقة باللغة الإسبانية إلى إسبانيا وأميركا اللاتينية.
وهو التلفزيون الذي انطلق عام 2011 بتوجيهات من الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، الذي كان يسعى من خلاله إلى كسر العزلة المفروضة على إيران من خلال التواصل مع العالم الناطق باللغة الإسبانية، الذي استطاع عن طريقه النظام
الإيراني التوغل في عدد من الدول الناطقة باللغة الإسبانية، والتحرك بسهولة لتكوين علاقات وشبكات تواصل في عدد من الدول اللاتينية.
وجاء اختيار محمود كونه رجلا موثوقا فيه من قبل النظام الإيراني، وخصوًصا علي خامنئي ولتحدثه اللغة الإسبانية بطلاقة، التي تعلمها في إسبانيا ونال درجات علمية فيها وصلت إلى حد الدكتوراه في الأدب الإسباني، وهو ما استغربت له الصحافة
الإسبانية متسائلا عن الدافع الذي يجعل شابا إيرانيا من عائلة ثرية ومرتبطة بالنظام الإيراني من دراسة الأدب بدلا من دراسة التجارة والأعمال، إلا أن الهدف الأساسي لمحمود كان معرفة المجتمع الإسباني والسيطرة على الأساتذة الجامعيين والإعلاميين.
والغريب في الأمر أن محمود علي زادة سافر إلى إيران بعد الحصول على الدرجات العلمية من إسبانيا عام 2010، ليقيم في حي فيريشتا الإيراني الفاخر ويقوم بمهنة التدريس في جامعة ازاد، وهي الجامعة التي يكون أغلب محاضريها من الأقرباء إلى
النظام الحاكم، وهناك مكث ليمارس العمل السياسي لمدة عام، وبعدها يعود إلى إسبانيا للبدء بفتح مكتب لمحطة «هيسبان تي في» هناك في مجمع صناعي صغير، وبعدها فتح عددًا من الشركات الإعلامية لترجمة الأفلام الوثائقية الخاصة بإيران إلى اللغة الإسبانية، ثم تأسيس عدد من شركات الإنتاج الإعلامي التي تخدم شبكات تلفزيون «برس تي في» و«هيسبان تي في» وبعد فترة وجيزة نجح محمود في الانتقال إلى حي شامبري الإسباني الفاخر، وبدأت تأتي الأموال بشكل مريب. وهنا بدأت قصة تعرفه على السياسي الإسباني المعارض البارز بابلو إيغليسياس، الذي كان وقتها أستاذًا للعلوم السياسية، وبدأ محمود في إنتاج وتمويل عدد من البرامج السياسية لإيغليسياس وتوطدت العلاقات بينهما
وما أثار الرأي العام الإسباني أن برامج بابلو إيغليسياس كانت تعرض كاملة للنظام في إيران وتترجم كاملة، وأثار خطابها إعجاب القادة هناك، وحين بدأت المواجهة لقادة الحزب الإسباني بعد فوزهم الساحق في الانتخابات بدأوا في إنكار صلاتهم بأي دول تمولهم، لكن على الجانب الآخر التزم محمود علي زادة الصمت أثناء زيارته إلى طهران، وهناك استقبل التعليمات من مصادر مقربة له بعدم التوجه إلى إسبانيا في الوقت لحاضر بحجة استكمال أعمال تصويرية له في طهران، وانتاب العمال التابعين له في شركاته في إسبانيا حالة من الحيرة والخوف للوصول لمقار أعمالهم مرة أخرى خوفًا من إثبات أي صلات لهم بالأعمال المشبوهة لمحمود علي زادة.
إيران لا تستطيع أن تبعد عن المشاكل، في كل عرس لها مخلب!
راسك
اقرا عدل هو ايراني معارض .