العدد 4875 - الإثنين 11 يناير 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1437هـ

لحظة تاريخية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

من اللحظات التاريخية التي شهدها المواطن البحريني، كانت لحظة التصديق على ميثاق العمل الوطني، لحظة تاريخية لا تُنسى من ذكرياتنا، غيّرت مجرى التاريخ البحريني رأساً على عقب، ومن بعدها تمّت الانتخابات البرلمانية بعد غياب 30 عاماً.

هل من الصعب علينا أن نخلق لحظة تاريخية كتلك اللحظة؟! متى نستطيع أن نخلق هذه اللحظة؟! ومن الذي يقدر على عرقلتها؟! فجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عندما صدّق على الميثاق، ومن ثمّ خرج للمدن والقرى البحرينية، بادله أهل البحرين شعور السعادة، وغمرت البحرين آنذاك الرضا والسكينة.

نحن نريد لحظة تاريخية أخرى تبدّل حياتنا، وتقلبها رأساً على عقب مرّة أخرى، لحظة كتلك اللحظة التي شهدناها منذ 15 عاماً، ونحدّث بها أبناءنا وأبناء أبنائنا، ونعلم بأنها ستأتي إن آجلاً أو عاجلاً.

في كلمته، أمس الأول أمام المحكمة قال إبراهيم شريف الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، بأنّه لم يشكك في شرعية نظام الحكم، ولم يوجه أية دعوة لتغيير نظام الحكم، وموقفه واضح من العنف، وأن أسلوب العنف لليائسين، كما ذكر أنه كان ينتقد القوانين ولكنه يحترم الدستور، مدلِّلاً على حديثه أنه سجّل تحت مظلة الجمعيات وشارك ورشح نفسه كرئيس عن جمعية في عمليتي انتخابات في 2006 و2010. ولفت إلى أنه من خلال حديثه مع وسائل الإعلام كان يتحدث عن بناء الثقة وطرح مصالحة والتدرج في الحل السياسي وتصفية القلوب.

ما ذكره إبراهيم شريف قد يكون «لحظة تاريخية»، فهو محسوب على المعارضة، وإذا طرح بناء الثقة والمصالحة والتدرّج في الحل السياسي وتصفية القلوب، فإننا معه ومع من يريد بناء الثقة والمصالحة مرة أخرى.

قضينا 5 سنوات تقريباً ونحن نعاني من شق الصف البحريني، وآن لنا أن نحاول مرة أخرى لمد الجسور وبناء الثقة وإرجاع المصالحة إلى طاولة الحوار التي بدأها ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، فهو دوماً سبّاق إلى المصالحة، ويعلم الجميع أهمية المصالحة في هذه اللحظات العصيبة بالذّات.

حاول أن تقاتل فرداً وقد تستطيع أن تغلبه، ولكن إذا تعدّدت الجبهات فإن هذا أمر صعب التغلب عليه، وكذلك ما يحدث في وطننا الغالي، الأزمة الاقتصادية، الأزمة السياسية، الأزمة الاجتماعية التي حدثت جرّاء الأزمة السياسية، ماذا بقي لنا حتّى نفرح بلحظات تاريخية ونحن نستقبل العام الجديد بكثير من الجبهات الصعبة؟!

ستكون اللحظة التاريخية في البحرين عندما نبدأ الحوار والمصالحة والتدرج في الحل السياسي، إذ لا يُعقل أن تبقى الأزمة معلقة حتى حين، ونستطيع الرجوع إلى مرئيات ولي العهد سلمان بن حمد حول الحوار والمصالحة، حتى نستفيد منها في المرة القادمة، وحتى لا نخسر جميعنا أكثر، ففي الوقت الراهن ليس من صالحنا المماطلة والتأخير في حل الأزمات.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4875 - الإثنين 11 يناير 2016م الموافق 01 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 2:43 ص

      اللحظه التاريخية الاخرى حدثت أمس عندما اكتظت محطات البنزين بالسيارات و طوابير الناس و كاننا في الصومال.

    • زائر 13 | 12:26 ص

      لحظة خداع للذات ومحاولة تجاهل واقع مرّ مقبل على البلد.
      كانت لحظة مرّة حيث كان هناك ما يبيّت لهذا الشعب

    • زائر 19 زائر 13 | 2:21 ص

      الفكر

      عندما يتغير فكر المواطن ويصبح بحريني المذهب والانتماء للوطن لا لمذهبك وطائفتك واصحاب العمائم واللحي يعتلون منابر المساجدللتقارب لا لتحريض

    • زائر 8 | 11:03 م

      بداية الحل تشخيص تداعيات الأزمة السياسية ومانتج عنها من انعدام الثقة بين أطرافها وحالة اجتماعية خطيرة قسمة الشعب وقفنا ضد بعضنا البعض وكان الخوف من بعضنا هو المسيطر لهذا وصلنا إلى إلى طريق مسدود لا فادة معه الحوارات لهذا توقفت هذا واقع ما وصلنا إليه واستمراره يضر الجميع ولا دواء لحالتنا غير اعتماد المواطنة والكفاءة فقط هذا تطبيقه يغني عن ألف حوار ويعيد الثقة بين الجميع وأي مطالب عادلة تحل ولو بالتدرج

    • زائر 1 | 9:08 م

      غير

      بالفعل يوم تاريخي وقعنا على مجلس شورى معين ومجلس تشريعي منتخب وبعد ذلك صار أثنينهم يشرعون.

اقرأ ايضاً