تصل العلاقة بين اللاعب والنادي في بعض الأحيان لمرحلة اللاعودة، الخلافات بين الطرفين أحيانا ما تكون بسبب أمور فنية، وفي الغالب بسبب أمور مالية، في مجتمعنا السواد الأعظم من الخلافات بسبب الأمور المالية، وفي المجتمعات المتطورة الخلافات لأسباب فنية.

لدينا وجود اللاعب على دكة البدلاء لا إشكال فيه طالما أنه يستلم (المكتوب)، وهناك بقاؤه على دكة البدلاء وقيامه بأدوار ثانوية لا تلبي طموحه ولا تشعره بالرضا، وقد يعتبره إهانة مهما كان العائد المادي، نركز على مجتمعنا الذي يشعرك أحيانا أنك تعيش أيام الجاهلية، وليس في القرن الـ 21 الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة جدا.

لا تتوقف مطالبات اللاعبين للرواتب والمكافآت التي تتأخر لأشهر، وكأنما الأندية شركات قائمة بذاتها وتمتلك أرصدة كبيرة في البنوك السويسرية، وكأنما مشكلة تأخير الرواتب لا تعيشها سوى الأندية البحرينية، فها هي الأندية السعودية ذات الدخل والدعم المرتفع كالهلال والنصر والأهلي والاتحاد ممنوعة من التعاقدات بسبب الديون المتراكمة.

وفي المقابل، لا تتوقف حالات العنترة والاستعراض لدى المسئولين في الأندية في مواجهة التحديات المالية أمام اللاعبين، وأسهل ما في الأمر بالنسبة لهم إعلان إيقاف اللاعب حتى إشعار آخر، بمعنى إما (تنزل على حكم الرئيس أو تنتهي ولا يمكن الفرار لأي ناد آخر).

ثقافة «لي الذراع» من الجانبين ثقافة مرفوضة، والمؤسف أن غياب اللوائح والقوانين المحلية تشجعها وتمهد الطريق لها، من حسن حظ كرة القدم أن الاتحاد الدولي للعبة أشبه بحكومة نافذة متنفذة، ومن سوء حظ بقية الألعاب أن الاتحادات الدولية الأخرى أشبه بجمعيات خيرية مازالت تعيش على هواء الماضي.

تغليب المصلحة العامة أسمى من الاستعراض الشخصي، إذا كنت كناد غير قادر على تقديم المقابل المجزي للاعب، فلا تتردد في بيعه أو إعارته؛ لأن بقاءه يسبب أزمات داخلية، وإذا كنت كلاعب غير مقتنع بما تحصل عليه، فلا ترفع شعار (سأتدرب فقط، إما تدفعون أو لن ألعب المباريات)؛ لأن ذلك يستنقص من قدرك أمام الآخرين ويؤدي لتراجع مستواك.

آخر السطور...

سلوك الأندية في البحرين بشكل عام متقارب في التعاطي مع التحديات والإشكالات مع الاتحادات الرياضية، يريدون أن يقوم الإعلام بـ «حرب بالوكالة» مع الاتحادات، في وقت يتوارون عن الأنظار لمصالح خاصة، هذا السلوك سبب من الأسباب الرئيسية التي تجعل رياضتنا في المربع الأول (... وللحديث تتمه).