حدد الأب الروحي لعلم الإدارة الحديث بيتر دراكر Peter Drucker عمل المدير بخمسة وظائف، وهي: تحديد الأهداف، ترتيب وتنظيم مجموعات العمل، التحفيز والإتصال، التقييم والقياس، وتطوير الأفراد الذين تعتمد عليهم مجموعات العمل.

وبحسب عالم الادارة الكندي هنري منسبيرج Henry Mintzberg، فإنَّ المدير الناجح هو الذي يضطلع بعشرة أدوار، تنقسم إلى ثلاث فئات/جوانب: الجانب المعلوماتي informational، وجانب العلاقات الشخصية interpersonal، وجانب القرارات decisional. وعلى أرض الواقع، فإن الأدوار تتداخل والمدير يجب أن يحقق التوازن بينها من أجل القيام بإدارة فعالة.

اولا: الجانب المعلوماتي، ويشمل تلك الأدوار التي يجب على المدير القيام بها من أجل توليد الافكار وتبادل المعارف لتحقيق الأهداف التنظيمية بنجاح. وهناك ثلاثة أدوار مدرجة ضمن هذه الفئة:

- دور الرصد monitor: المتوقع من المدير أن سعى بانتظام لجمع المعلومات المتعلقة بمؤسسته ومهنته، وأن يبحث عن التغييرات ذات الصلة في البيئة المؤثرة على مجال عمله والأسواق التي تشتغل فيها مؤسسته، وعليه أيضاً متابعة فريقه، سواء من حيث إنتاجيتهم، أو رفاههم.

- دور نشر الأفكار disseminator: المتوقع من المدير إيصال المعلومات والأفكار التي قد تكون مفيدة لزملائه وأعضاء فريقه باستمرار.

- دور المتحدِّث الرسمي spokesperson: المتوقع من المدير أن يمثل الإدارة في مؤسسته، وأن يتحدث بالنيابة عن مؤسسته في حدود صلاحياته، وأن يكون متحدثاً باسم من معه، وهو مسئول عن نقل المعلومات المهمة عن المؤسسة للخارج بما يخدم تحقيق أهدافها.

ثانيا: جانب العلاقات الشخصية يشمل تحمُّل المسئوليات الاجتماعية والاحتفالية والقانونية، والأدوار في هذه الفئة لها علاقة بالتفاعل مع الاخرين. وبعبارة أخرى، إنها الأدوار الشخصية التي تسمح للمدير الفعَّال تحقيق الأهداف التنظيمية من خلال التفاعل مع الناس. وهناك ثلاثة أدوار مدرجة في هذه الفئة، وهي تشمل:

- دور الرئيس الشرفي figurehead: المتوقع من المدير أن تكون لديه مسئوليات اجتماعية واحتفالية وقانونية، ومن المتوقع أن يكون مصدراً لإلهام الآخرين، وأن ينظر الناس إليه كشخص ممثل للسلطة التي بين يديه، ورئيسا شرفياً. المدير يحتاج إلى تحسين وتطوير علاقاته مع الناس، وبناء الثقة من خلال السلوك والسمعة والتواضع والتعاطف مع الاخرين، وأن يكون قدوة جيدة لمن يعمل معهم.

- دور القائد leader : المتوقع من المدير أن يضطلع بدور قيادي لفريقه، أو لقسمه أو دائرته أو مؤسسته بالكامل، وتقع عليه مسئولية إدارة توجيه وأدارة كل فرد في المجموعة.

- دور ضبط الترابط liaison: المتوقع من المدير أن يتواصل مع جهات الاتصال الداخلية والخارجية، وعليه أن يكون قادراً على التواصل بشكل فعَّال نيابة عن المؤسسة.

ثالثا: جانب القرارات، ويشمل الأدوار المتعلقة باتخاذ القرار، والتنظيم، وتخصيص الموارد، والتفاوض، وتشمل الأدوار الآتية:

- دور رائد الأعمال entrepreneur: المتوقع من المدير القيام بمهمات إدارة التغيير داخل المؤسسة، وهذا يتطلب منه حل المشاكل، وتوليد أفكار جديدة، وتنفيذها.

- دور معالج الاضطرابات disturbance handler: المتوقع من المدير مواجهة المشاكل التي تعترض المؤسسة، وحلها، ويجب أن يتحمل المسئولية، وأن يتوسَّط في النزاعات من أجل تسويتها، وأن يباشر معالجة كل ما من شأنه إثارة الاضطرابات داخل المؤسسة.

- دور مخصّص الموارد resource allocator: المتوقع من المدير ان يباشر مسئولياته تجاه تخصيص الموارد، وأن يكون ملمّاً بكيفية تحديد المكان والوسائل الأفضل لاستخدام الموارد التنظيمية، وتحديد مقدار التمويل وكيفية الحصول عليه.

- دور المفاوض negotiator: المتوقع من المدير أن يمتلك المهارات اللازمة لإجراء المفاوضات، أو المشاركة في مفاوضات مهمة ضمن فريق، وذلك من أجل تحقيق غايات الإدارة أو المؤسسة.