العدد 4870 - الأربعاء 06 يناير 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1437هـ

التدوير في مؤسّسات الدولة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لماذا نكرّر هذا الموضوع بالذّات؟! من المستفيد من عملية التدوير؟! من الذي يريد إخراس الألسن حول التدوير؟! هل التدوير سينفعنا كمجتمع يحاول التقدّم، أم لا؟! أين يجب أن نبدأ عند التدوير؟!

مجموعة أسئلة بشأن التدوير في مؤسسات الدولة، موضوع نحتاج إلى دراسته بكل ما أوتينا من قوّة، وتطبيقه على رغم صعوبته، فالتدوير فعلاً سيفيد الدولة أكثر ممّا يضر بها، وخاصة عندما نقوم بالتدوير في المناصب الحسّاسة.

موظّف يستخدم سلطته ليستفيد من منصبه في زيادة مدخوله من دون علم رؤسائه، موظّف يقبل الرشا ويزايد من أجل إنهاء المعاملات، موظّف يمرّر مناقصات؛ لأنّه في منصب يستطيع تمرير المناقصات، ومن ثمّ يتّبع سياسة (فيدني وأفيدك)!

من أين له هذا؟! عندما تزداد مداخيل الفرد، فبدل أن يلبس ماركة بسيطة تناسب منصبه، يلبس ماركة أكثر من معاشه؟! من أين له هذا؟! عندما تكون عنده سيّارة لا يستطيع مسئوله شراءها، ولم يرث مالاً من أمّه أو أبيه! من أين له هذا؟! وهو يصرف ويتمتّع وغيره يمشي (straight)، ويحاول أن يراعي الله في عمله، ولا أحد يُثني عليه أو يشكره!

تدوير بعض الموظّفين من الأمور المهمّة في المجتمع، حتى لا يتطاول أحد على أموال الدولة أو يتسلّط على النّاس بسبب منصبه، وخاصة في المناصب الحسّاسة التي يتعامل فيها الموظّف مع أصناف من البشر، وخاصة أصحاب رؤوس الأموال.

ليس صعباً أن ندوّر بعض الموظّفين، وليس مستحيلاً أن يبتعد البعض عن مناصبهم الحسّاسة، ومن يريد حماية الوطن، لابد أن يسعى الى التدوير، وخاصّة الوزراء، فهم يستطيعون تدوير موظّفيهم بكل سهولة، حتى لا يقوم أحد بالتزوير أو النصب أو الاحتيال أو أخذ الرشا، أو استغلال منصبه لأي غرض كان.

المشكلة تكمن في تجاوز البعض للحدود، والمشكلة أيضاً في (عقرة) البعض على البعض من دون قول كلمة الحق، إمّا خوفًا من الموظّف صاحب المشكلة، أو خوفاً من المسئول الذي يحب هذا الموظّف، فالمشكلة أيضًا أنّ من يستخدم سلطته ومنصبه هو محتال، ويعرف الألاعيب التي لا يعرفها بعض الشرفاء.

الشرف ليس كلمة بسيطة، هي كلمة قوية وكبيرة، ولا يستحسنها البعض، فإنّك إن حاولت الاصلاح في مكان فيه الكثير من الخبث والأيادي التي تطول الأموال العامّة، فانك تمشي عكس التيّار، وقد يكون التيّار أقوى منك.

حل كثير من المشكلات في المناصب الحسّاسة في الدولة، يتم عن طريق التدوير، أوّلاً حتى لا تتطاول الأنفس الخبيثة أكثر من تطاولها، وثانيًا حتّى لا يوسوس لأحد باستخدام منصبه في أغراض أخرى.

تدوير الموظّفين في المؤسسات الحكومية بالذّات، سيكون له صداه الطيّب في تحسين العمل وجودته، ولن نجد أحداً يتظلّم بسبب فاسد استفاد من منصبه الذي كلّف به ولم يشرّف، وبالتّالي سنحصر قوّتنا وطاقتنا في زيادة الانتاج والثروة، فهل هناك من يستطيع أن يقوم بهذه الخطوة من الوزراء؟! ننتظر ذلك على أحر من الجمر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4870 - الأربعاء 06 يناير 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:09 ص

      التدوير

      نرى التدوير يطبق بغير مهنيه ، على الموظفين الفقاره

    • زائر 8 | 8:55 ص

      يصلح الى الصحة

      وزارة الصحة يبي لها تدوير بعض الاداريات ..

    • زائر 7 | 3:58 ص

      ما اعرف ليش بس عادة التدوير يستخدم للزبالة

    • زائر 6 | 3:02 ص

      التدوير

      يعتبر التدوير خطوة ممتازة ولكن قد يكون تطبيقها صعب خصوصا أن الفساد الاكثر انتشارا يأتي من جهة ذو المناصب العليا ف البلد ولا يمكن أن يكون هناك تدوير الا بأمر ذوي المراتب العالية.

    • زائر 5 | 3:01 ص

      تدوير!

      التدوير بدون محاسبه بطلع لينا بعد مجموعات فاسدة متفقه مع بعضها

    • زائر 4 | 1:33 ص

      الفساد

      كل فساد صار في شركة او جهة حكومية صارت من مصدر مسؤول فيها وخصوصا اخر توقيع

    • زائر 3 | 12:04 ص

      الحين تقارير الفساد على مدى اكثر من عقد لم نرى توقيف احد المسؤولين ولم يتوقف النهب والاختلاس والسرقة من المال العام بل كل ذلك في ازدياد

    • زائر 2 | 12:00 ص

      أعتقد ان الفكرة جيدة بس من هو الشخص القادر على تطبيقها؟؟؟

    • زائر 1 | 9:58 م

      صراحة تدوير اكاديمي من رئيس جامعة لم ينشر في طول عمره بحث الى مسؤول عن مستقبل البحرين في سوق العمل يعني غريب عجيب!

اقرأ ايضاً