تُعتبر الرياضة مساحة حرة لتبادل الثقافات والعادات والتقاليد، لذلك تتعرض المجتمعات بين الفينة والأخرى إلى ما يسمى بـ «العادات الدخيلة»، معدل التعرض لمثل هذه العادات في السابق لا يقارن بما يُلحظ في المجتمعات اليوم والسبب في ذلك التنامي والازدياد المطرد في الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي ونقل الأحداث الرياضية بأسعار مناسبة مقارنة بالسابق أيضا.
بعد أن أصبح العام أشبه بالقرية الصغيرة، باتت المجتمعات أمام خيارين، إما الاستفادة من الخبرات ومما وصلت إليه الشعوب المتقدمة سواء على المستوى الرياضي أو غيره، أو أن تستفيد باكتساب العادات الشكلية الدخيلة سواء الذي يتناسب أو لا يتناسب معها، وفي النهاية يبقى لكل جديد إيجابيات وسلبيات، والإنسان بما من الله عز وجل عليه من عقل مُخير.
وقبل سنوات، حاربت المملكة العربية السعودية انتشار «القزع» أو ما يُعرف بـ «القصات الأميركية» في الملاعب الرياضية وكانت ترفض مشاركة أي لاعب في المباريات الرسمية وهو بتلك الصورة، ومن بين القصص الشهيرة، ومنع لاعبين بارزين من بينهم الدولي السابق محمد نور، واليوم انتهت موضة «القزع» وجاءت موضات جديدة هذه المرة من القارة الأوروبية.
يمكن القول إن التقليعات حرية شخصية للاعب بحسب ما يراه أو ما يراه ولي أمره، ولكن المؤسف أن ما نشاهده في الغالب التشبه أو الأخذ بطريقة قصة الشعر وطريقة لبس (الجوراب) ولون الحذاء واليوم موضة اللحى الكثيفة التي تشعرك بأنه إمام مسجد وليس لاعب كرة، وليس التشبه بالأداء والفنون الكروية التي تنمي موهبته كلاعب.
هناك من اللاعبين من يشعرك وهو متجه للصالات أو ملاعب كرة القدم وكأنه متجه لصالة أفراح، وليس لخوض منافسة في الرياضة التي يمارسها، مثل هذه العقليات أو التصرفات سواء التي تنشأ مع سنوات الطيش والمراهقة أو ما بعد ذلك من الواجب أن تواجه إداريا داخل حدود الأندية والاتحادات المسئولة.
سيكون أمرا مقبولا أن يتعلم اللاعب من لاعبه المفضل عالميا طريقة قصة الشعر، ويتعلم في الوقت ذاته منه الفنون التي تساعده على تطوير مهارته سواء داخل الملعب أو خارجه، فاللاعب الذي يسعى لأن يصبح اسما عليه أن يتدرب ويأكل وينام جيدا وليس أن يظهر بأحلى مظهر فقط، المظاهر لا تأتي بالبطولات ولا تصنع التاريخ.
آخر السطور...
الرياضة وسيلة مثالية للتقارب بين مختلف شرائح المجتمع، وأنا سعيد جدا كوني عضوا في مجموعة «محبي نادي الرفاع» مع الإخوة الأعضاء من مسئولين وأعضاء ومدربين وإعلاميين وجمهور، فيه تبادل الهموم والأفكار الخاصة برياضتنا بحس وطني.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4864 - الخميس 31 ديسمبر 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1437هـ