العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ

بدء احتفالات الميلاد في الفاتيكان وسط استمرار العنف في الضفة وسوريا ومخاوف من اعمال ارهابية

وصل البابا فرنسيس مساء الخميس (24 ديسمبر/ كانون الأول 2015) الى ساحة القديس بطرس في روما التي غصت بالجموع التي اتت لحضور قداس منتصف الليل التقليدي الذي ينقل الى 1,2 مليار مسيحي في العالم، وسط مخاوف من تهديدات ارهابية واستمرار اعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة وسوريا.

ووصل البابا الارجنتيني (79 عاما) عند الساعة 20,30 تغ وبدا متعبا وشاحبا بعد تعرضه لرشح في الايام الاخيرة وسط الترانيم التقليدية التي تفتتح احياء القداس الذي يعرف بقداس منتصف الليل رغم تقديمه بأكثر من ساعة منذ سنوات. وبدا مئات الحضور وهم يلتقطون صورا للمناسبة بهواتفهم الجوالة.

ولم يحضر الزوار بأعداد كبيرة الى ساحة القديس بطرس نهارا خشية حدوث عمل ارهابي.

وانتشر جنود وشرطيون وعناصر درك في كامل الحي المحيط بالفاتيكان.

ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة المسيحية في ظرف دولي متوتر خصوصا بسبب تهديدات جهادية.

اضطرابات في الضفة الغربية

وقبل ذلك بدأ المسيحيون الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم مع وصول موكب بطريرك اللاتين قبل قداس منتصف الليل التقليدي، على خلفية اعمال عنف دامية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ومع بدء يوم من الاحتفالات يبلغ اوجه مساء في كنيسة المهد، التي اقيمت في مكان ولادة المسيح بحسب التقليد المسيحي قتل اربعة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة برصاص قوات اسرائيلية، ثلاثة منهم بعد محاولة استهداف اسرائيليين في هجمات منفصلة.

ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر، قتل 129 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد في اعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات طعن ومحاولات طعن قتل فيها ايضا 19 اسرائيليا واميركي واريتري، وفق تعداد لوكالة فرانس برس.

وجه تصاعد العنف الدامي ضربة قاسية الى السياحة في الاراضي المقدسة بشكل عام ولا سيما في بيت لحم التي خلت تقريبا من وفود الزوار الاجانب لاستقبال الموكب التقليدي لبطريرك اللاتين الذي انطلق من القدس واجتاز بالتالي جدار الفصل الذي بنته اسرائيل.

بين الحاضرين في ساحة كنيسة المهد القلب السياحي في بيت لحم التي تكتظ عادة بالزوار في هذا اليوم، اكدت الراهبة الايطالية الاخت دوناتيلا انه من المهم "التواجد هنا لتوجيه رسالة الميلاد من اجل السلام".

وسط جمع خفيف مر العشرات من عناصر الكشافة الفلسطينية على وقع المزامير الاستكتلندية والابواق فيما ذكرت لافتات تقول "متضامنون مع فلسطين" او شجرة زينت بقنابل يدوية ورصاصات فارغة باعمال العنف التي تشهدها الاراضي المقدسة يوميا.

واعلن بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال ان قداس الميلاد هذا العام في بيت لحم سيخصص لـ"ضحايا العنف والارهاب" الناتج عن "أيديولوجية الموت التي يغذيها التشدد الديني التكفيري الذي يثير الرعب".

كما دعا "كافة الرعايا الى إطفاء أنوار شجرة الميلاد ليلة 24 الساعة السابعة لبضع دقائق كإجراء تضامني مع ضحايا العنف والارهاب الذي ضرب مناطق كثيرة من العالم".

 

- كل هذا ادعاء - وفي دول كثيرة خبت الاحتفال بالميلاد بعض الشيء امام اعمال العنف والانتهاكات التي يرتكبها جهاديون.

ففي سوريا استعد مسيحيو القرى التي يهددها تنظيم الدولة الاسلامية وسط القلق لاحياء احتفالات الميلاد.

واعرب ممثل البابا في دمشق ماريو زيناري الخميس في تصريحات لاذاعة الفاتيكان عن الامل في ان يكون هذا الميلاد الرابع وسط حالة الحرب في البلاد "الاخير".

وقال "نريد ان نبدي الامل في ان تزهر هذه البراعم التي ظهرت (خصوصا خارطة الطريق التي دعمها مجلس الامن الدولي) وان تغطي في العام المقبل اغصان الزيتون كافة المعالف في سوريا".

وفي العراق التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من اراضيه تراجع عدد افراد الطائفة المسيحية في السنوات العشر الاخيرة ولا يبدو ان هناك مكان للفرح.

وقالت فريدة العراقية الخمسينية التي اضطر 12 من اقاربها الى مغادرة منزلهم بعد سيطرة جهاديين في حزيران/يونيو 2014 على الموصل "نصلي (..) من اجل عودة النازحين الى اراضيهم".

وفي الصومال حيث الاكثرية مسلمة ذهبت الحكومة الى حد منع الاحتفالات بالميلاد وراس السنة لانها قد تشكل اهدافا لهجمات حركة الشباب الاسلامية بحسبها.

في فرنسا التي شهدت هجمات تبناها التنظيم الجهادي المتشدد قتل فيها 130 شخصا في الشهر الفائت تقرر تعزيز الاجراءات الامنية على مداخل الكنائس استباقا لقداس الميلاد.

ونشر جنود امام الكناس والمتاجر الكبرى التي تدنى عدد زبائنها خلال كانون الاول/ديسمبر من الفرنسيين والاجانب في حين يأمل قطاع السياحة ان تشجع التدابير الامنية السياح على العودة الى باريس مع تسجيل تراجع في عدد الصينيين على سبيل المثال بثلاثين بالمئة واليابانيين بثمانين بالمئة.

في اشارة الى "تهديدات محتملة ضد الغربيين" طلبت سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا في بكين من رعاياهما تجنب زيارة حي يشهد الاحتفالات في العاصمة في اعياد الميلاد، وهي تحذيرات غير معهودة في المدينة الضخمة.

اما المهاجرون المتجهون الى اوروبا فسيمضون الميلاد في عوز وخوف. وتمت نجدة 370 منهم الخميس في البحر المتوسط.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر ندد البابا مع اقتراب عيد الميلاد بعالم "لم يسلك طريق السلام". واضاف "سنرى الانوار والاحتفالات والاشجار مضاءة (...) لكن كل هذا ادعاء! فالعالم يواصل خوض الحرب".

وفي بيت لحم وبعد وصول الموكب البطريركي وسط هتافات الحشد سيحيي المونسنيور طوال القداس التقليدي في منتصف الليل بحضور رجال دين وسياسيين فلسطينيين من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً