العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ

نبيل الفضل في ذمّة الله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

انتقل إلى رحمة الله تعالى النائب الكويتي والصحافي القدير في صحيفة «الوطن» الكويتية نبيل الفضل، ونعزّي الشعب الكويتي بوفاته، ونعزّي عموم أهل الخليج بفقدانه، فمهما يكن سواء كنّا معه في الرأي أو نختلف عنه في بعض المواقف، يظل نبيل الفضل صاحب بصمات مشهود لها في الوطن العربي.

لقد كانت مقالاته الصحافية جريئة وجديدة على المجتمع الخليجي، وكان ناقداً لاذعاً في بعض الأحيان للمعارضة الكويتية والحكومة، ولبعض أفراد الأسرة الحاكمة، ودومًا نستشفُّ من خلال كتاباته ابتعاده عن الطائفية وطأفنة المواقف، فلقد كان (رحمه الله) حياديًّا يحبُّ الكويت كأي مواطن كويتي يعشق أرض الكويت.

نتذكّر عندما وقف الفضل مع سمو الشيخ ناصر المحمّد والمرحوم جاسم الخرافي مدافعاً عنهما، على رغم وجود التيّار القوي ضد هذين الاثنين، ويكفينا بموقفه هذا ظهرت الحقيقة فيما بعد ببراءة سمو الشيخ ناصر والمرحوم الخرافي.

المواقف أقوى من الكلمات في بعض الأحيان، فالشعب الكويتي على مختلف أطيافه، سواء بيت الحكم أو المعارضة أو الموالاة، رسم الخطوط العريضة مع وجود العقبات الكبيرة، وخصوصًا ضد المعارضة، أثبت حبّه للوطن ولترابه فوق كلّ شيء، وكان الفضل أحد هؤلاء الشعب الذين ابتعدوا عن الطائفية المقيتة، فقد حاول الكثيرون أن يدسّوا ويبثّوا سمومهم القاتلة؛ لتدمير هذا الشعب، بين الطائفتين الكريمتين، لكن كان أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح (حفظه الله) لهم بالمرصاد، وأطفأ الألسن الخبيثة التي تحاول دس السم في دم الوطن لتسميمه وتدميره.

عندما كنّا نشاهد مقابلات نبيل الفضل في قناة «سكوب» أو «الوطن»، بأسلوبه الصحافي الجديد، وهو يدافع أو يهاجم أو ينصح أو يعلّق أو ينتقد، فإنّنا كنّا نشاهد هامش الحرّية الكبير في دولة الكويت، وليس غريباً على هذه الإمارة الخليجية ولا على حكّامها، فقد تفرّدت منذ القدم بالانفتاح والتجانس والحرّية وتقبّل الرأي والرأي الآخر.

رحم الله نبيل الفضل، وأدخله الله واسع جنّاته، لا نعلم الى لحظة كتابة هذا المقال إن كان سنّيّاً أم شيعيّاً، لكننا بالطّبع نعلم أنّه كويتي «قول وفعل»، عشق الكويت وقدّم للكويت وأعطى للكويت، كما قدّم كل كويتي سواء في مجلس الأمة أو خارجها، معارضاً أو موالياً، وكل مواطن شريف للكويت، روحه ودمه وحياته وولاءه من دون مقابل.

نعزّي أهل الكويت، ونعزّي أميرها الغالي على قلوب أهلها وأهل الخليج، كما نعزّي رئيس مجلس الأمّة بوفاة النائب نبيل الفضل، هذا الفقيد الراحل، الذي دافع دائماً عن حق الشعب الكويتي، واجتهد في ذلك، وسواء أصاب أو أخطأ فلنتذكّر أنّه وقف يوماً من أجل وطنه لا غير.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4856 - الأربعاء 23 ديسمبر 2015م الموافق 12 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:09 ص

      أنا من متابعين مجلس الأمه الكويتي .

      لضعف أداء مجلس النواب البحريني اكتسبت خبره من مجلس الأمه الكويتي .نبيل الفضل وضع اقتراحات لم تعجب التيارات الدينيه وتم التهجم عليه كثيراً .كان يتمنى دوله بدون واسطه وبدون طائفيه وبدون عنصريه وبدون فساد اقتصادي والخ.. الله يرحمه.

    • زائر 6 | 2:44 ص

      بوعلي

      الله يرحمه بواسع رحمته ويغمد روحه الجنه...( اذكروا محاسن مواتكم )
      شكرا الى الاخت مريم

    • زائر 5 | 1:41 ص

      مبدعة استاذة

      حتي مع الآخرين مبدعة الله يحفظك

    • زائر 8 زائر 5 | 3:22 ص

      الاستاذة مريم صاحبة كلمة حق

      الاستاذة مريم لا تعرف اولين ولا اخرين هي سيدة فاضلة صاحبة كلمة حق لا تعرف اللف والدوران تقول الحق وتنصف الجميع وهذه صفة نادرة وهي موضع احترام وتقدير من جميع القراء وليت الاخرين يتعلمون منها فهي محاسبة من رب العالمين قبل الناس لذلك قلمها لا يعرف اللف والدوران ولا تبحث عن مكاسب بارك الله فيها

    • زائر 4 | 12:03 ص

      الله يرحمه

      الله يرحمه ويغفر له ويجعل الجنة مثواه يقول الرسول الكريم. اذكرو محاسن موتاكم

    • زائر 3 | 11:30 م

      اللهم احفظ امير الكويت

      أمير الكويت يسمونه والد الجميع نعم هو والد كل اطياف الشعب بلا تمييز ويقول عن شعبه كلهم عيالي اللهم احفظه وطول في عمره ورحمة الله على النائب نبيل الفضل وان شاء الله في جنة الخلد وهنيئا لكم يا شعب الكويت على بلادكم وحكومتكم واميركم وشكرا لك يا استاذة مريم الشروقي يا صاحبة القلم النظيف وكلمة الحق وطول الله في عمرك

    • زائر 2 | 11:18 م

      ابو علي

      لقد كشف عوراتهم وحقدهم الدفين بعد رحيلة
      وتعرفين من اقصد هناك موجودين ومنهم هنا لا يختلفون عنهم

    • زائر 1 | 9:02 م

      كل إنسان

      شريف ومنصف..

اقرأ ايضاً