العدد 4847 - الإثنين 14 ديسمبر 2015م الموافق 03 ربيع الاول 1437هـ

ميكروفون الجزيرة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بدأت قناة الجزيرة الفضائية بثّها في العام 1996م للعالم العربي، واتّخذت من دولة قطر الشقيقة مقرّاً لها، ومنذ بداية عرض القناة للنشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وهي تقدّم كلّ جديد للمشاهد العربي، سواء قبله المشاهد أو رفضه، ودوماً كانت الجزيرة مصدراً للمعلومات الإخبارية أيّا كانت، ولعبت دوراً ليس سهلاً في ثورات الربيع العربي.

وتعرّضت «الجزيرة» كذلك لكثير من المضايقات، وتمّ زج بعض مذيعيها في السجون، وتم وقف بثّها في بعض الدول العربية، ذلك أنّ توجّه الجزيرة لم يكن يناسب توجّه حكومات تلك الدول، ناهيك عمّا تعرضه من مقاطع صوتية ومرئية تزيد من حدّة المواقف داخل تلك الدول.

نعتقد بأنّ «الجزيرة» لها توجّهها ولا أحد يتدخّل في شئون القنوات الإخبارية، ولا في شئون الحكومات في قراراتها، ولكن ما حدث من موقف وزير الخارجية المصري سامح شكري هو أمر عجيب، ولا نعلم من وراء هذا الموقف!

وجود ميكرفون قناة الجزيرة على طاولة الوزير كان أمراً عجيباً، ذلك أنّ العلاقة بين حكومة مصر وبين قناة الجزيرة متوتّرة الى أقصى درجات التوتّر، ومن خلال الفيديو المعروض على مواقع التواصل الاجتماعي، نجد أنّ الوزير ما أن حضر إلى المؤتمر حتى طلب إزالة ميكرفون القناة، وعندما تأخّر منظّمو المؤتمر عن طلبه، قام بنفسه بإزالة الميكرفون!

لا نوجّه انتقاداً للوزير فهو عمل ما يتوقّعه صحيحاً، ولكن أمام الكاميرا الجميع مكشوف، ولابد في بعض الأحيان من التعاطي مع الإعلام بشكل حذر، ولا يجب إظهار العواطف في الشأن العام، فقناة الجزيرة وإن خفت مشاهدوها في مكان ما لم يخفت في مكان آخر، وعليه فإن التعامل مع الإعلام بحذر أمر مهم لأي وزير، فالإعلام يُسقط وزيراً ويُثبّت وزيراً.

نحن أحوج ما نحتاج إليه اليوم رؤية الأمور من عدّة زوايا وليس من زاوية واحدة، وهناك شئون عامّة وأثقال وهموم تعاني منها مصر العظيمة أعظم من إنزال ميكرفون على الأرض، فالرسالة التي جاء بها الوزير ستصل بشكل أو بآخر إلى قناة الجزيرة، فعصر انتشار المعلومة أصبح أسهل من الماء، أليس كذلك؟!

عن أبي هريرة (رض) قال، قال رسول الله (ص): «أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» رواه الترمذي‌ وصححه الألباني، فالرسول (ص) هو أعظم معلّم لنا، وحثّنا في هذا الحديث إلى الاعتدال في البغض والحب، ولا ندري ماذا يحدث في المستقبل، فقد تكون قناة الجزيرة نفسها هي جزءاً من عملية بث الخير في مصر الحبيبة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4847 - الإثنين 14 ديسمبر 2015م الموافق 03 ربيع الاول 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 2:00 ص

      الشيء المضحك في الربيع العربي!

      الشيء المضحك هو الطلاق بين إيران و تيارات الإسلام السياسي السنية (الإخوان)!
      نص كادر الجزيرة انتقل إلى الميادين فقط لأن ما عجبهم لما القناة وقفت ضد النظام السوري! يعني لما كان ذاك المذيع في الجزيرة (اللي الحين صار مدير قناة الميادين) يحرض في ميدان التحرير ضد حسني مبارك و يقول فيه ما لم يقل مالك في الخمر و يحرض ضد كل الأنظمة العربية .. كان بارد حلو عسل .... بس لما قامت القناة تتكلم عن محبوبه بشار (لأسباب طائفية محضة) ... زعل و شال قشه و راح فتح له قناة!

    • زائر 21 | 1:56 ص

      يعني الجزيرة منحازة

      بس الميادين و المنار و العالم هم الموضوعيين!
      توجه القناة يأتي من التمويل!

    • زائر 20 | 1:54 ص

      صباح الخير

      الجزيره حالها حال عدد كبير من القنوات الاخباريه الحره وعلي رائسها قناه الميادين والمنار اللتان لا يستهان بهما فى الوطن العربي ولكن كما تفضلتي نحن نريد قنوات على المزاج الحكومي وليس المهني نقطه على اول السطر

    • زائر 19 | 1:42 ص

      الجزيره الخنزيره

      لا بارك الله فيها من قناة فهي تدعم الارهاب وبشكل سافر انا هذه القناة ممسوحه عندي من الريسيفر قناة طائفيه بامتياز ومدعومه من قبل التيار الداعشي
      احسن تصرف سواه وزير الخارجيه المصري

    • زائر 17 | 12:59 ص

      سنابسيون

      كنت مثل اي مواطن عربي اتابع الجزيره لآخذ اصدق الاخبار ولكن من بدأت الثورات في الوطن العربي طاحت من عيني وبرنامج الاتجاه المعاكس مايخدم الناس ولا يثير الا الفتن وتأليب القلوب على بعضها ياريت قناة الجزيره تعود مثل قبل تنشر الخبر مثل ما هو دون تطبيل لمن ترضاه وتجاهل اخبار من لا تتفق معه !غريب امر قناة الجزيره كيف كانت وكيف صارت سبحان مغير الاحوال من حال الى حال

    • زائر 16 | 12:45 ص

      قفلنا عنها كما قفلنا على غيرها من الاعلام الكذّاب والمخادع

      لنا عقول تزن الامور وما إن تتضح الصورة ويظهر على حقيقته فإننا لن نسمح لانفسنا ان نكون مطية لأجهزة اعلام مشبوهة

    • زائر 15 | 12:43 ص

      ما هذه الحريّة التي نزلت بها الجزيرة فجأة على العالم العربي ؟

      هذا السؤال يفتح الباب على معرفة الاهداف التي انشأت من اجلها الجزيرة التي تنتقي ما يروق لها من احداث لتضخمها واخرى تحاول طمسها وثالثة تتبناها وتلفق لها ما يخدمها فكثيرا من سرقت لقطات من الحراك البحريني لتخدم اجندة الجزيرة الخبيثة في سوريا فهل يوجد من يثق في الجزيرة بعد؟

    • زائر 13 | 12:31 ص

      يا مريم

      لكل انسان ردة فعل ، والوزير ليس استثناءا ، حتى انت يامريم كانت لك ردات فعل اغضبت في احيان جمهورك وقرائك بأن اقتربت من توجهاتهتم واعترضتي على من يحبون وهذا رأيك ويحترم كما ان الوزير أيضا له رأيه لا ادافع عن الوزير ولا القناة لا يهمني الأثنين ولكن ادافع عن المبدأ وهو (طريقة التعبير ) ما دامت في حدود المسموح ولم تؤذي احدا بعنف ، أنا اليوم في البحرين لا يعجبني الكثر من الكتاب ولا اقرأ للطائفيين لو تصادفت معهم قد تكون ردة فعلي هي تجاهلهم وكأنهم ليسوا موجودين لأبين لهم رفضي لطائفيتهم .

    • زائر 12 | 11:49 م

      نعم ..

      يعتبرما فعله الوزير في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث منذ خمس سنوات امرا عاديا لوكان هذا قبل عشر سنوات لكان أمرا مستهجنا .

    • زائر 9 | 11:13 م

      لا يوجد إعلام حر

      لا معنى للإعلام الحر حتى في أوروبا وأمريكا يمول من قبل الأحزاب السياسية او رجال الأعمال الذين يتحكمون في توجية الرأي العام ... ببساطة ما تفعله الجزيرة امر طبيعي

    • زائر 8 | 10:32 م

      الجزيرة قناة ترويج وليس قناة اعلامية

      الجزيرة تتحرك في اتجاه يتوازى مع الاخوان في القضايا العربية و الاسلامية تروج لما يحبون و تنفر مما يكرهون فلا يمكن اعتبارها قناة اعلامية انها قناة ترويج وكانت قناة تبث خطابات قادة القاعدة كاملة .
      و المفارقة انها القناة العرببة الأولى التي طبعت العلاقة مع اسرائيل في الاعلام
      هذا يجعل البعض يعتقد ان دعما و مسايرتها للاخوان ليس حبا انما لأنه يروج للفتنة

    • زائر 7 | 10:31 م

      دول عربية مهمة لاتتفق مع الجزيرة

      مصر والسعودية دولتين عربيتين كبيرتين لاتتفق مع الجزيرة

    • زائر 6 | 10:16 م

      الوزير المصري

      خير مافعلت يا سعادة الوزير.

    • زائر 5 | 9:58 م

      ميكرفون الجزيره

      قناة خربة شعوب وشجعت على خراب أمه بأكملها من صنع صهيوني للأسف قناة الفوضى والحقد والكراهيه ما عادة قناة مستقله قناة لها أجنده طويله لخراب دول بأكملها سوف تخرب يوم ما سوف تذكرون بما أقول لكم

    • زائر 10 زائر 5 | 11:23 م

      الجزيرة وغموضها المهني

      أتذكر هي اول من تظهر لنا اخبار القاعدة و تحركات بن لادن في افغانستان واخبار اتباعها من الجماعات التكفيرية الاخري / اذا هي قناة مشبوهة وهذا اقل ما يعمل لها من فعل ولا حاجة للكتابة عنها

    • زائر 4 | 9:51 م

      الجزيره

      قناة الجزيره و للأسف الشديد من القنوات الطائفيه و طائفيتها مبطنه لحد كبير .... و يكفي ان نشاهد برنامج فيصل القاسم و ضيوفه .

    • زائر 3 | 9:28 م

      لا أتفق مع ما فعله الوزير المصري

      لكن ،،، لا داعي للتطبيل لقناة الجزيره ، قناة الجزبره هي وزارة الإعلام للقاعده وطالبان والإخوان المسلمين(فرع مصر ) والآن لداعش والنصره والجيش المر واحرار الشام ووووو وبقية الحثاله ،،، مثل المثل الشعبي (خولف تذكر ) ،، نعم بالفعل في بدايتها كانت مذهله لكن مع الأسف انحرفت وتهورت بأن تكون الناطق الرسمي للإرهاب والتكفيريين..وما فعله هذا الوزير المصري لا صلة له بالعرف الدبلوماسي أبدا.

    • زائر 2 | 9:20 م

      لا ثم لا ..

      الجزيرة منذو انطلاقتها ليس مستقلة، بل الحكومة تمولها و تشرف عليها وخير دليل أن القناة لم تتطرق إلى الشأن القطري لا بعيد و لا من قريب .
      وكذلك لعبت على الوتر الطائفي.
      أكذب ثم أكذب وفي ينكشف كذبك
      فهذا حال الجزيرة

    • زائر 1 | 8:50 م

      صحيحه الجمل الاخيره.

      نعم جملك الاخيره صحيحه . ولكن عودة الجزيره فى القلوب كما كانت مستحيله لأنها حرفت مسارها ولبست ثوب الكذب والافتراء مع الاسف.

    • زائر 11 زائر 1 | 11:28 م

      ما الفائدة من إزاحة الميكرفون ؟؟؟

      هل سيغير شيء ؟؟ما هذه العقول التي لاتعي ما تفعل .

اقرأ ايضاً